مساء الخير موقع مجانين
ما سأحكيه لكم يبدو معتادا وجميلا كما بدى لي لسنوات... لكن ستتوالى الصدمات حين يقارب الحديث نهايته وتبدأ الأسئلة.
خطبت فتاة جميلة متدينة منتقبة.... ومن عائلة مناسبة ثقافيا واجتماعيا... وفي فترة الخطوبة عرفت أنها تعاني من نوبات لبس كان وعيها يتغير فيها وكانت تعالج مع الشيوخ وأنا طبعا لا أؤمن في هذا المجال إلا بالعلاج بالقرآن.... وفعلا تم علاجها بعد سنوات من الإخفاق على يد أحد المعالجين بالقرآن وهو أستاذ جامعي في الفقه وأرشدها في الوقت نفسه إلى العلاج لدى طبيبة نفسانية... والحقيقة أنه هو نفسه استخدم طريقة نفسية ليقنعها بأنها لا ملبوسة ولا ممسوسة وإنما لديها حالة نفسية.
تزوجتها... وحملت وأنجبت... ومرت السنوات كنت خلالها ميسورا ناجحا في عملي... ولكن فرحتي تنطفئ في البيت فقد بدأت أعراض الاكتئاب وعدم الاهتمام تظهر عليها وتحولت زوجتي بالتدريج إلى مخلوق كسول.. تهمل في كل شيء... عرفت أن هناك أسبابا نفسية أخذتها وبدأت رحلة العلاج النفساني... ورحلة الصبر والتحمل والتعامل مع نقاط التقصير بالتعويض وعدم الانتقاد.... سنوات بمعنى الكلمة وأنا أتحمل ما لا يتحمله الأزواج، وزد على ذلك أنها من قبل العلاج ومن بعده أصبحت بالتدريج بالغة البرودة في علاقتنا الحميمية، وتحملت وتأقلمت... وظل أولادي يؤسفني عدم اهتمامها المستمر بهم... فلا شيء أهم من الموبايل في حياتها.
في الفترة الأخيرة بدأت ألاحظ عليها سلوكا غريبا وأعرف أنك ستستغرب لقد أصابها هوس بأن تصور نفسها بالمحمول وقطعة قطعة وفي أوضاع كثيرة ومختلفة طبعا بثيابها لكن لا نقاب ولا حجاب! وحين كنت أعترض كانت تقول "سيبني أفرح نفسي ده موبايلي ودي صوري!! وبعدين أنا أحذفها بعد ذلك"... وكانت على مدى السنوات تقضي أغلب وقتها نهار وليل على المحمول... والطبيبة النفسانية تحاول معها وتصبرني... لأن الاكتئاب مقاوم للعلاج.
من حوالي أسبوع حدثت الطامة الكبرى استيقظت ليلا لأشرب وما أن خرجت إلى الصالة سمعت من غرفة الصالون ضحكة غير معتادة وكانت تمسك الموبايل في إضاءة خفيفة وتصور صدرها... دخلت عليها وأخذت المحمول فظلت تبكي وتصرخ أن أعطيه لها... لكنني كنت في حالة من الجنون وأصريت على أن تعطيني كلمة السر لأعرف مع من تتحدث والحقيقة أنها حاولت كل المحاولات لمنعي من ذلك... لكن في النهاية أعطتني كلمة السر.... وهنا بدأت المصائب تتوالى.
الشخص الذي كانت تكلمه هو زوج إحدى صديقاتها... وكم كان الحوار مخزيا هي تعرض نفسها عليه وهو يرفض ويذكرها بأنها امرأة متزوجة.. ثم يأخذ في العبث ليسألها -تخيل!! -عن طول قضيب زوجك؟** وأشياء لا يخطر على بال أحد إن زوجتي تتكلم فيها أصلا.. ثم بعد قليل من التقليب في الواتساب وجدت علاقة مع آخر... وفضائح أكثر وأكثر.
أنا أكتب لكم بعد أيام من الكارثة وما أزال في حالة من الصدمة والذهول... أخذت إجازة من عملي لأسبوعين وطلقتها وأعلمت أهلها وبقيت مع أولادي لا أعرف ماذا سـأفعل؟ هي طبعا انهارت تماما وما تزال تقسم أنها لم تزني وأن الأمور لم تتعد ما وجدته على الموبايل!
عندي بنتان وولد وهي لم تكن أما جيدة بأي حال ناهيك عن مصيبتها الأخيرة، أرشدوني ما أفعل؟
** للعلم وشر البلية ما يضحك!! لم يحدث مطلقا أنها قاست طول قضيبي ولا أنا..! لكنني بالأمس اكتشفت أنها قالت قياسا بالضبط!!
1/8/2021
رد المستشار
موضوع الاستشارة: صدمة نفسية حادة.
تعليق الموقع:تمت كتابة هذه الاستشارة بعد أسبوع من حدوث الطلاق. محتوى الاستشارة يشير إلى عدم توافق الزوجين وغياب رابطة عاطفية بينهما، وما يجمعهما فقط ثلاثة أطفال. كذلك الطلاق بحد ذاته معركة تنتهي بخسارة الطرفين، وبعد نهاية الزواج يجب أن يكون هدف كل طرف تقليل الخسائر الى الحد الأدنى. بعبارة أخرى لا يوجد ربح مع طلاق وإنما خسارة فقط، ولكن الخسارة مع استمرار الزواج أكثر بكثير أحيانا. من يحسم هذا الأمر هو أنت فقط ولا يستطيع الموقع إطلاق مواعظ بهذا الشأن.الرسالة تتطرق إلى وصف تاريخ نفساني سابق للزوجة وأعراض سالبة وتم علاجها نفسانياً. بالطبع لا يستطيع الموقع التعليق على شخصيتها وأسباب فتور وتأزم الحياة الزوجية، وفي كل زواج هناك الزوج وزوجه وكلاهما يلعب دوره في نجاح أو فشل هذا الزواج. عامل وجود الأطفال نادراً ما يؤدي إلى تحسن هذا الارتباط. كذلك الأمر مع الأزمة الأخيرة وتواصلها عبر الهاتف الجوال فالموقع لا يستطيع التعليق على هذا السلوك وأسبابه بصورة علمية.
الصدمة التي تمر بها سينتهي أمرها خلال أسابيع ولكن حدث الطلاق وعليك أن تسأل نفسك ما يلي:١- هل من الممكن أن تتغير الحياة الزوجية في المستقبل إذا قررت عودتها للبيت وأطفالها؟٢- ما تدابير رعاية الأطفال بعد الطلاق؟٣- الحرص على عدم حشر الأطفال في الخلاف الذي حدث وضمان احترامهم للأب والأم على حد سواء.