تائه في.......؟؟؟!!!
هل عندما يطلب الإنسان الحلال كل الدنيا تقف في وجهه حتى أقرب الناس إليه وعندما يهم بعمل الحرام وما يغضب الله يجد من يشجعه حتى أن أمره لا يعاب من الناس....... سبحان الله.
مشكلتي قد تشابه مشاكل كثير من شباب بلادنا العربية وهى (الزواج) قد تكون كلمة زواج لا تحمل في معانيها أي مشكلة ولكن نحن الذين نوجد المشاكل من العدم ونكبرها ونعظمها حتى تقف في طريق الزواج وتؤدي به إلى الفشل.
أما عن موضوعي الشخصي فأنا شاب والحمد لله على مستوى من الخلق والدين جيد والحمد لله
(فأنا محافظ على الفروض ومجتنب الكبائر بار بوالدي ومتفوق في دراستي............)
بدأت التفكير في الزواج منذ حوالي 3 سنوات وذلك بعدما بدأت أعرف الغاية الأساسية من الزواج كما أخبرنا الإسلام
(العفة-عمارة الأرض- السكينة.........) ففي مرة سمعت فيها محاضرة تتحدث عن فضل الزواج ذكر المحاضر ما يفوق عن 23 نية في الزواج........
في تلك الفترة كنت في أول سنة من الكلية وكان لى زملاء دراسة (شباب وبنات)، ومن الطبيعي في تلك الفترة أن ينشغل ذهني بالتفكير في زوجة المستقبل وبدأت أفكر في من حولي من البنات ولكني لم أجدها وقتها ولكن بعد فترة لفت نظري فتاة من صديقاتي في الجامعة لخلقها وحرصها على التدين وبدأت أتعرف عليها أكثر فوجدت الكثير من الطباع والأفكار المتفقة بيننا وأخذت تلك الفترة ما يقرب من سنة (سنة دراسية).
مشاعري في تلك الفترة كانت فقط إعجاب وتقدير وارتياح في الحديث بسبب طريقة التفكير المتشابهة لم تصل إلى الحب أو ما هو أكثر
ملحوظة: أنا لست من النوع الذي يتسلى بالبنات فهذه البنت كنت اعرفها من قبل أن تبدأ في التدين والحجاب وكان من السهل أن نكون (صحاب) زى اللي بيحصل دلوقتى ولكني لا أرضى ذلك لأختي فلا أرضاه لغيرها (عفوا تعف نسائكم) ولكنها لفتت نظري
بعد تدينها.
وفى السنة الثانية أخذت العلاقة تتوطد أكثر (نتحدث كثيرا في الكلية وعلى النت) كنا نتحدث في مواضيع عامة يتعرف كل منا على وجهة نظر الآخر واستمر ذلك ما يقرب من سنة دراسية أخرى..........
كانت نتيجة تلك السنة ازدياد المشاعر من مجرد إعجاب أو ارتياح في التعامل إلى بداية التعلق القلبي ومن تلك اللحظة بدأت أفكر جديا في هذه الفتاة كزوجة لى في المستقبل وقلت لنفسي وقتها (علشان ربنا يبارك لازم أول خطوة تكون كما يرضى الله) فتحدثت معها عما يدور في تفكيري وأخبرتها بمشاعري لم أصرح ولكن بطريقة لبقة وغير مبتذلة ووجدتها هي كذلك تبادلني تلك المشاعر واتفقنا على أن نتوقف عن أي شيء قد يؤدى إلى خطأ ولو بسيط مع العلم أن كل كلامنا كنا نتواصى بالخير ونتحدث في أمور عامة ولكن ذلك كان القرار (الحمد لله) واتفقنا أن تظل العلاقة على ذلك (التعامل الطبيعي) إلى أن أكون قادر على التقدم لخطبتها من أهلها.
ومن تلك اللحظة بدأت أفكر تفكير عملي كيف أتزوج هذه الفتاة من هنا بدأت أواجه المشاكل............
وكان أولها إقناع الأهل: حيث أن أخي الأكبر مر بتلك التجربة ولكن بطريقة مختلفة قليلا وكان اعتراض أبى وأمي على مجرد البدء في مشروع الزواج لأن أخي عملة وقتها لم يكن ثابت ودخله غير ثابت، غير أنهم مقتنعين بأن الشاب في هذه السن (بعد التخرج) يكون غير قادر على تحمل المسئولية.
وقلت لنفسي سأقنع أهلي بأني قادر على تحمل المسئولية وفى إجازة الصيف سافرت إلى بلد غربي للعمل بها والحمد لله وفقت بكل المقاييس ونجحت في نظر نفسي ونظر أهلي وبعدها بدأت في التحدث مع أهلي عن كل ما يدور في عقلي وحكيت لهم كل التفاصيل تلك الفتاة وما أريد أن أفعله (وكانت نقطة الحديث الرئيسية أن ما يحدث ليس بلهو مراهقين ولا -لعب عيال - بدليل أنى أنهيت أي علاقة قد تؤدى إلى شيء خطأ)
وأبدى الأهل (أبى وأمي) إعجابا بكلامي وبطريقة تفكيري في بادئ الأمر ولم يبدوا رأيا واضحا في موضوع الزواج ولكن تركوا الأمور (عايمة) لا رفض ولا قبول شوية جد وشوية هزار ولكني تشجعت كثيرا وكانت معنوياتي عالية والحمد لله حققت تفوق دراسي لم أحققه منذ دخولي الجامعة.
واستمريت أنا على طريقتي وفى أجازة العام التالي سافرت إلى نفس البلد والحمد لله حققت كسب مادي ومعنوي كبير،...
حتى وصلت الآن إلى السنة الأخيرة من الدراسة الجامعية وبدأت أتحدث مع أهلي بجدية في موضوع الزواج ولكني وجدت لديهم أفكار أخرى لم يفصحوا عنها من قبل على سبيل المثال:
-الراجل لازم يكون أكبر من البنت (ملحوظة) هذه الفتاة تكبرني ببضعة أشهر.
ولكني أعلم جيدا أن فارق السن لا يؤثر في أي شيء طالما التوافق والانسجام متحقق والرجل يشعر بقوامته إمام من يطلبها للزواج.
-لازم الواحد يشتغل شغل ثابت بدخل كويس علشان يبدأ في التفكير للزواج
-علاقات الجامعة دي كلها لعب عيال والخايب بس هوا اللي بيقع فيها
-البنت لازم تتجوز قبل الولد خصوصا هي الكبيرة
أنا أعلم تماما أن أهلي يريدون الخير لى ولكن لماذا لا يتركوا الاختيار لي..........
خبرتي مع أهلي أنهم لديهم نصائح قد تكون اشتراطات يدافعون من اجلها وفى النهاية إذا لم تجدي هذه الاشتراطات أو النصائح يوافقوا على رأيي في النهاية ولكن الوضع مختلف الآن قليلا.
وفى ذات يوم كنا نتناقش حول موضوع الزواج واحتد النقاش وانتهى إلى قطع في الحديث استمر ليلتين وسؤ في حالتي النفسية لكن الحمد لله رجعت المور عادية (وهذه عادتنا في أي مشكلة) ولكن بعدها أخذت قرار إلا أتحدث في هذا الموضوع مرة أخرى مع أهلي إلى أجل غير مسمى، ودعوت كثيرا كثيرا أن يشرح الله صدر أبى وأمي لذلك الأمر.
حتى جاء يوم عرفة واعتكفت في المسجد ودعوت كثيرا كنت أقول (يا رب وريني حاجة تطمني إن الموضوع هيتم).
وسبحان الله جاءت أمي في نفس اليوم تقول لى في شقة بتتباع في المنطقة كذا ابقي روح شوفها لو تعجبك (طبعا دي كانت فكرة من الأفكار اللي طال عليها النقاش بيني وبين أبى وأمي أن الفلوس اللي معايا من العمل في أجازة الصيف يكملوا عليها واشترى شقة)
الموضوع دا حصل من كام يوم أنا حسيت أنه تغير كبير لكن ارجع أقول لنفسي يا عم ده كلام ما احنا اتكلمنا كتير؟؟؟؟!!!!
تانى حاجة بجد فرحتني جدا أنى أول مرة ألاقى صفحة إرسال المشاكل مفتوحة (على فكرة نصف الرسالة الأول كنت كاتبة ومخزنة على الكمبيوتر علشان أبعته في أي مرة ألاقى الصفحة مفتوحة والنص التانى لسة كاتبة دلوقتى حتى أكيد لاحظت الفرق في الأسلوب).
وفى النهاية
بعد ما قلت كل الحاجات دي يا رب تكون مفيدة في الرد على الاستشارة أنا عاوز أعرف حاجات كتير
أتصرف إزاي مع أهلي؟ أكلم الفتاة من غير ما أقول لأهلي
أتصرف إزاى مع الفتاة؟ (أروح أصارحها أنى عاوز أخطبها) خصوصا أن بعد انتهاء الدراسة الجامعية مش هيكون في سبب طبيعي أنى أشوفها وأنا خايف من كدا.
أنا بفكر أتكلم معاها وعلى أساس الكلام دا سوف أتصرف مع أبى وأمي وأعرض عليهم الموضوع بالكامل.
أرجو سرعة الرد وجزاكم الله خيرا كثيرا.
22/01/2005
ثم لم يستطع صاحب المشكلة الصبر، وأرسل في اليوم الثالث من خلال بريد المشاركات يقول:
متابعة: تائه في........
أنا متأسف علشان بكتب من الباب الخلفي لكن أرى أن هذه المتابعة قد تكون مفيدة في الرد على المشكلة
أنا صاحب الاستشارة بعنوان: تائه في............
وهذه هي المتابعة
أريد أن أضع أيديكم على بعض التفاصيل أرى أنها قد تكون مفيدة في الرد بإذن الله
فأنا الابن الأصغر لأبى وأمي يكبرني أخي ب4 سنوات وأختي بسنتين لم يتزوج أي منهم إلى الآن أخي خارج مصر منذ فترة تقرب إلى 4 سنوات يسيطر على أمي فكرة البنت لازم تتزوج قبل الولد خصوصا هي الكبيرة.
في رأى أهلي أن الرجل حتى يتقدم إلى أي بنت لخطبتها أو حتى فتح الموضوع وبداية التفكير فيه يجب أن يكون جاهز من كل شيء أو بمعنى آخر هذا الذي يريدونه لأختي ويعتقدون أن كل الناس بتفكر بنفس الطريقة ولو حد فكر غير كدا وخطب بنته لشخص لسة بيدرس مثلا أو عمله غير ثابت بالرغم من حسن خلقه ودينه كدا يبقى مش عارف مصلحة بنتة ومش عارف يختر لها الاختيار الصحيح.
أنا من رأيي إذا كان في موافقة على الشخص من حيث الخلق والدين والأهل الطيبين ليه الناس بتعقد الأمور على شوية عادات وتقاليد ليس لها أساس ووضع الماديات في المقام الأول مع أن نفس الأشخاص اللي ويقولوا كدا هما نفسهم أتجوزوا زمان بأقل القليل وبطرق بسيطة جدا (إيه اللي حصل خلى التفكير يتغير كدا) يعنى مثلا منذ فترة قصيرة علمت بالصدفة أن رجل يعمل طبيب بيطري كان يريد التقدم لاختى ورفضته امى بمجرد سماع انة يعمل طبيب بيطري (ما عجبتهاش الشغلانة) بدون السؤال عن أي شيء آخر أو حتى آخذ رأى أختي هل هذا يعقل.
شيء آخر يعتقدون إن الولد لو ارتبط ببنت في الفترة دي بتكون حمل عليه بمعنى أنه مبيكونش حر في السفر مثلا للعمل يعنى بيكون مقيد وممكن طموحة يقف أنا أرى العكس تماما أرى أنى طموحي زاد كثيرا عما كان علية بسبب تفكيري في الزواج والدليل(عملي في أجازة الصيف) وأشياء أخرى كثيرة
لا أحد يستطيع أن ينكر صعوبة الاختيار في الزواج خصوصا إذا كان الهدف منه كبير إلا وهو رضا الله سبحانه وتعالى فمثلا إذا وجد الرجل من تحقق شروطه قد لا يحدث الميل القلبي وحتى إذا حدث قد يكون من طرف واحد وهذا نفسه يحدث مع البنت.
فلماذا عندما تتحقق كل الأمور التي تساعد على إتمام زواج ناجح تلقى بعثرات وأمور شكلية وأفكار موروثة في طريق إتمام هذا الزواج.
الحمد لله رب العالمين إحنا مستوانا المادي ميسور وقادرين على تحمل متطلبات الزواج وأهلي كرماء جدا والحمد لله فالمشكلة ليست مادية ولكن مشكلة أفكار تحتاج إلى تعديل بعضها وتغيير البعض الآخر.
فالجيل السابق لدية أفكار هي صحيحة ولكن في أفكار أخرى صحيحة أيضا ولكن الغلط هو غلق التفكير على طريقة تفكير واحدة واعتقاد أنه لا يوجد بدائل أخرى. فماهو السبيل لتقريب وجهات النظر وفهم كل طرف للآخر
أم أن المشكلة ليست في التفكير ولكنة حال مجتمعاتنا العربية المسلمة التي رسمت لكل الشباب طريق واحد ليس له بديل فترى الشاب يقضى نصف عمرة تقريبا يدرس علوم لا تضر ولا تنفع ثم بعد ذلك مطلوب منة أن يعمل ويكون صاحب وظيفة محترمة وهو لا يملك من الخبرات غير شهادة التخرج فهذه مشكلة ولكن المشكلة الأكبر هو تقبل الناس لهذه الأوضاع والتسليم بها كحل وحيد
وفى نهاية هذة الرسالة الطويلة أريد حضراتكم المشورة ماذا افعل في الفترة القادمة (أنا أمامي تقريبا سنة أو اقل لإنهاء الدراسة)
وبعد ذلك تحديد موقف التجنيد فبطريقة تفكير اهلى يجب أن انتظر حتى أرى موقفي من التجنيد ثم العمل في وظيفة يروا هم أنها مناسبة حتى أكون قادر على فتح بيت ليس ذلك فقط ولكن اختى عيبب على الولد انة يتزوج قبل أخته الأكبر منة يعنى في النهاية هوا انتظار سنين قد يطول عددها والله أعلم.
ولكني أريد أن يكون هناك صلة شرعية بيني وبينها (خطوبة) إلى أن تتهيأ الظروف لإتمام الزواج إن شاء الله
ماذا أفعل مع أهلي ليوافقوا على ما أريد؟؟!!
25/1/2005
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك
لقد لمست فيك الالتزام والأدب والطاعة بل والرجولة الحقيقية وقلَّ ما وجدنا هذه الصفات في شباب اليوم
أحيي فيك طهر مشاعرك لهذه الفتاة وأعلم أنك طالما تسير في طريق طاعة الله والبعد عن المعصية فسوف يسهل لك الله طريقك.
ولكنني أراك متسرعا بعض الشيء فكما ذكرت في إفادتك الأخيرة أمامك سنة من الدراسة وسنة أخرى في التجنيد أو أكثر قد تكون ثلاث فهل تعلم ماذا سوف يحدث لك أو لأسرتك في هذه السنوات فربما تتزوج أختك أو أخاك الأكبر
وأنا اقدر لهفتك على محبوبتك ورغبتك في الحفاظ عليها عن طريق الخطبة ولكن حتى الخطبة ليست كفيلة بأن تحفظها لك وما سيحفظها لك هي نفسها فإن أرادت فلن تكون لغيرك ولسوف تنتظرك حتى تتحسن أحوالك فهل فكرت ماذا سوف تقول لأهلها؟؟؟
وهل إن تقدم أحد مثلك لأختك ماذا سيكون قولك في شاب لم ينهِ دراسته بعد ولم يتضح مستقبله المهني أيا كان؟
يجب على الأقل أن يكون واضحا
إن الزواج استقرار ولكي يحدث هذا الاستقرار يجب أن تكون مقوماته متوافرة من سكن ومادة لا تتحقق إلا بالعمل الثابت، ولكن هذا هو حال المحبين وأقدر رغبتك هذه جيدا
أولا أوقف النقاش مع والديك بخصوص هذا الموضوع حتى تفرغ من دراستك وعندها يحين وقت النقاش الحقيقي مع أسرتك على أن يكون نقاشا هادئا حاول بشتى الطرق ألا تثور أو تنفعل وناقشهما بالحسنى وتحلََّ بالصبر والعزيمة وقل لهما أنك تحب هذه الفتاة وتريدها أن تكون شريكة عمرك وأنك لن تقبل بغيرها، واذكر لهم محاسنها وما تراه فيها يجعلك مقتنع بها وقل أن قرارك هذا على مسئوليتك وانك سوف تتحمل كافة التكاليف المادية والمعنوية على أن تكون خطبة فقط والزواج عندما تنهى تجنيدك إن شاء الله
أعلم أنك قلت هذا الكلام من قبل ولكنك لم تستمر وتوقفت عند أول مناقشة، وأرى أن عليك أن تعاود المحاولة بل وأقول المحاولات فربما لم تنجح مناقشتك من البداية وحاول أن تستعين بأحد أفراد العائلة ممن له صوت مسموع وعقل راجح، يقتنع به أبواك فاستعن به، وبمشيئة الله سوف تذلل أمامك العقبات طالما ابتغيت طاعة، وطالما كنت بارا بوالديك فلن يكسرا رغبتك وسوف تكون أبا في يوم من الأيام وترى كيف كان أباك وأمك يفكران، واعلم أن هدفهما الأول في هذه الحياة هو إسعادك أنت وإخوتك.
الموضوع ليس موضوع عقول متحجرة أو أفكار بالية ولكنه الخوف على الأبناء والعمل على توفير أكبر قدر من الراحة في الحياة لهم.
تبقى الخطوة الهامة وهي محاوله إقناع أهل فتاتك بك ففي حالة لا قدر الله رفضوك زوجا لها، هنا تقع على فتاتك مسئولية ودور لا يقل أهميةً عما ستفعله في أن تسهل لك الطريق أمام والديها فعليها أن تفعل مثلك وتحاول إقناعهما بالحسنى.
مشكلتك بسيطة إن شاء لله ولكنه قلق المحبين الذي يجعلهم في عجلة من أمورهم، يلزمك قليل من الصبر وتعلم فن الحوار والإقناع.
ونتمنى لك حياة مباركة وسعيدة،
أحييك مرة أخرى على رقي أخلاقك وحرصك علي طاعة الله ولسوف تنال جائزة السماء قريبا إن شاء الله وتابعنا