السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أنا فتاة عندي 18 سنة، أعاني من أعراض نفسيَّةً غريبةً، بدأتْ بالخوف، ثم زال تمامًا بعد المداومة على القرآن والصَّلاة، ثم تحوَّلتْ إلى القلق والتوتُّر والضِّيق الشَّديد، والإحساس بعدم الرَّاحة، معظمها يزول بالصَّلاة - والحمد لله - لكنَّني دائمًا متحيِّرة مما يدور حولي من أشياءَ، وكأني (مستغربة من الدُّنيا)!! وكثيرًا ما أفكر فيما حولي وكأنَّني في لحظة مولدي الأُولَى! وعندها تَرِدُ على خاطري أفكار كثيرة ساذجة، أفكار عن الدُّنيا والجنَّة والنَّار والأرض ونفسي وأهلي، حتى يصبح ذهني مشوَّشًا للغاية.
أحسُّ أيضًا أنَّني مستغربة من الكلام، ومن أشياء أخرى كثيرة جدًّا، لكنَّ عقلي يدرِك جيِّدًا أن هذه مجرد هواجس فحسبُ، ولكن يظل السؤال: لماذا أشعر بهذا (الاستغراب) الشديد من كلِّ شيء، ومهما زادت الأعراض فإنَّني أصلّي وأقرأ القرآن وأتجاهلها تمامًا.
عندما يحدث لي موقف أو اُضْطَرُّ إلى أن أكلِّم أحدًا - أُحِسُّ أنَّ الكلام ليس حاضرًا في ذهني، وإنما يَرِدُ على ذهني بعدها بثانية ثم يذهب - كأن التفكير يعيد نفسه-!!.
كلُّ خوفي أن يكون هذا وَسواسًا قهريًّا، علمًا بأنَّني تعرَّضت لضغط شديد خلال العامَيْن الماضيَيْن، والآن أصبحت أحسُّ أنَّ عقلي يستنكر أو يغيب عن الواقع... مهما تكلَّمتُ فلن أستطيع أن أصف لكم إحساسي.
وتَرِدُ عليَّ أفكارٌ غريبة، كلها في نطاق (الاستغراب)، فأنا دائمًا فكرةُ الاستغراب هذه في بالي، ولا تزال هذه الأسئلة تُلِحُّ على ذهني: مَن أنا؟ ما هي هذه الدنيا؟ كأني أرى نفسي لأول مرة، وكأني أعرف الدنيا والناس للمرَّة الأولى.
علمًا بأني أقوم بواجباتي، وأن هذه الهواجس لم تؤثِّر على قدراتي العقلية.
أرجو الإفادة، وهل المداومة على العبادات والتقرُّب لله يمكن أن يبعد عنِّي هذا الإحساس الغريب الذي يجعل تفكيري ساذجًا، وكلَّما كنتُ مع النَّاس أو أتكلَّم مع أهلي - خاصةً في البيت - أحسُّ وأنا أتكلَّم أنَّني لا أستوعب المواقف الجديدة بسرعة، وطول الوقت هذه الحالة تطغى على تفكيري؟
نفسي أخلص منها!
تأتيني أيضًا أفكارٌ غريبة غير واضحة في ذهني وتتلاشى منه بسرعة،
فهل يجب عليَّ الذهاب إلى طبيبٍ نفساني؟
5/8/2021
رد المستشار
موضوع الاستشارة: أعراض طبنفسانية.
تعليق الموقع:
سؤالك هو هل يجب عليك الذهاب إلى طبيب نفساني والجواب نعم. الأعراض التي تشيرين إليها هي أعراض قلق، أفكار حصارية، أفكار اجترارية وهواجس لم تتحدثي عنها. يضاف إلى ذلك هناك وصف لشرود ذهني أو ما نسميه بتفارق عن الواقع. وراء كل ذلك موقع اكتئابي طال أمده.
الرسالة تشير إلى وجود ضغوط نفسية شديدة منذ عامين، وربما لهذه الضغوط دورها في ظهور الأعراض. لا تتوقفي عن ممارسة طقوس العبادة ولكن هناك حاجة ماسة لمراجعة طبيب نفساني لتشخيص طبيعة الاضطراب النفسي بدقة والاتفاق معه حول علاج نفساني أو بالعقاقير.