عرض مشكلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا هيثم موسى أرسلت إليكم أكثر من رسالة أشكو فيها حالتي ولم يصلني حتى الآن أى رد أو شيء فأنا مصاب بالوسواس القهري ومشكلتي متعلقة (بالفم) فحينما أحكى وأنطق بعض الحروف مثل حرف (الباء والميم)هنا من الطبيعي أن تلمس الشفة العليا الشفة السفلى حينما ننطق هذين الحرفين وأنا بالنسبة لي حينما انطق هادين الحرفين وتلمس الشفة العليا الشفة السفلى تحدث مشكلتي فأنا أعتبرها مشكلة
وحينما تلمس الشفاه بعضها يبدأ عقلي بالوسوسة وأبدأ أفكر في لكي أنسى هذا الوسواس وأبدأ أقاومه فلا أستطيع أن أتكلم وأنا طوال وقتي ساكت لا أحكي مع أحد حتى مع نفسي خوفا من أن يزداد الوسواس وعلى فكرة أنا ذهبت إلى طبيب نفسي لكنني لم أرتاح له فقد ذهبت له مرتين فقط وأعطاني بعض الأدوية
أرجوكم أن تساعدوني وأن تردوا على رسالتي فأنا فقدت كل أصدقائي لأنني لا أتكلم معهم فهم لا يعرفون مدى الألم الدى أعيشه صدقوني أنني أتألم وبدأت أيأس يوما عن يوم أرجوكم أن أردتم أن أتوسل إليكم فأنا مستعد بأن أتوسل إليكم أعينوني
أوجدوا لي حل بدأت أشعر في آخر الفترات بأني كالنكرة كالفيروس الذى تطارده معالجات الويندوز أرجوكم أنا تعبت ما الحل هل سيكون علاج سلوكي أو بالأدوية مع أننى استعملت أفضل الأدوية مثل (الانفرانيل)لكن هذا الدواء كان يزعجني حينما أتناوله فلم أتناوله إلا خمس مرات على انفصال............
سؤال أخير هل تنصحوني بأن أستخدم دواء(بروزاك.أم دواء الانفرانيل) أم هناك أدوية فعالة أخرى أم هناك اقتراحات أرجوكم أن تردوا على رسالتي إن لم يكن لأجلي فلأجل دمعات أمي التي سقطت بكاء على
.ملاحظة أنا مصاب بهذا الوسواس أكثر من خمس سنوات وكان كل سنة يزداد شيئا عن شيء لكن شفيت منه أكثر من سنة ولم أفكر به مجرد تفكير ولكن في آخر مرة عاد فيها كاد أن يقتلني فقد عاد قبل حوالي عشرة أشهر وحتي الآن لم أجد له حلا وكل يوم يتطور ويأخذ أشكالا جديدة فآخر مرة صرت أوسوس (بلساني)فلا أريده حينما أتكلم أن أشعر به وهو يلمس حلقي....
السلام عليكم
أرجوكم أن تردوا على رسالتي عبر البريد الإليكتروني.............................
18/1/2005
رد المستشار
ابني العزيز "هيثم" وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكرك على شكرك وامتنانك الواضح لموقعنا على جهوده المتواضعة في حل مشاكل المرضى النفسيين وحل ما يعانون منه وطبعا لم ننسَ حديث رسول الله (ص)
"حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ مَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». صحيح مسلم" وإلا ما كان هذا الموقع الذي يهتم بمشاكل إخواننا في الدين خصوصا وجميع الناس عموما.
وأما سبب عدم الرد في المرة الأولى فلم يكن عدم اهتمام أو تفهم لمشكلتك، ولكني أرى زملائي مستشاري هذا الموقع من المستوى ومن الاجتهاد لدرجة أنهم لا يتركون صغيرة أو كبيرة إلا وتطرقوا إليها وعلى كل فأنا أعتذر بالنيابة عنهم، خاصة وأنا أعتبر نفسي أكثرهم كسلا في الرد على المشاكل وذلك لظروف تستجد على فنحن أطباء أو أخصائيين غير متفرغين والله من وراء القصد محاولين بناء ولو حجر صغير لرفعة أوطاننا وأبناء أوطاننا وأكرر اعتذاري مرة أخرى راجيا الله أن أساعد ولو بالقليل في معالجتك والتخفيف من عبء مشكلتك.
أما بالنسبة لمشكلتك فهي بسيطة جدا وإن شاء الرحمن لها حل وسأبدأ سرد مشكلتك من حيثما انتهيت أنت فقد قلت "ملاحظة أخرى قبل أن أصاب بمرض الوسواس القهري كنت مصاب بمرض آخر وهو (التوتر) فكنت حينها كثير الكلام لا أسكت عن الكلام ثرثار من الدرجة الأولى أما الآن أتمنى نصف ما كنت عليه.كما قلت لكم فكنت مصاب بالتوتر وأيضا ذهبت لدكتور نفسي وأعطانى الأدوية وهنا بدأت أفكر في كيفية التخلص من التوتر ففكرت بعدة علاجات سلوكية ناجحة لكنني فكرت بشيء ينهي التوتر نهائيا ففكرت بالوسوسة فصرت حينما يراودتى التوتر أفكر بموضوع الفم أي أنني الذي جررت على نفسي متاعب الوسواس، موضوع آخر كان يلازمني مع التوتر وهو تقليد حركات الآخرين مثلا كنت أقلد ضحكة هذا وأمشى بطريقة هذا وأعتقد أن السبب هو أبى فلم أحبه طوال حياتي فلم أحبب شخصيته نهائيا فكان أبى دائما يعمل بكد جريا وراء الفلوس خارج دولتنا في الكويت................................................... حتى يأتي شخص آخر وأتقمص شخصيته وهكذا مضيت حياتي حتى سن الثامنة عشر حتى أتى الوسواس القهري ليكمل على...وعلى فكرة أنا أحببت موضوع تقمص الشخصيات والتوتر وأتمنى أن أعود لهما......"
واضح من كلامك أن الأعراض التي حدثت معك منذ حداثة سنك ليس لها علاقة بالتوتر النفسي ولكن لها علاقة أكثر بمرض آخر وهو اضطراب وجداني ثنائي القطب النوع الهوسي فكنت تعانى من كثرة الكلام وكثرة الحركات لدرجة تقليد الآخرين وبطبيعة الحال أنت لم تذكر الأعراض بالتفصيل ولذا فحالتك تحتاج إلى كثير من الدراسة وهناك العديد من التساؤلات التي يجب توضيحها مثل السؤال عن المزاج ومسار التفكير والنشاط الحركي والنوم والعلاقة بالآخرين كالأهل والجيران والمدرسين وزملاء الدراسة والتحصيل الدراسي وبداية النوبات ومدتها وتكرارها وطبيعة العلاج الذي وصفه لك الطبيب والتاريخ الأسرى والحالة العقلية الحاضرة والحالة الجسمية وهل قمت بعمل أية اختبارات نفسية أو تحاليل معملية… الخ.
وبطبيعة الحال فالأمراض التي تظهر في سن صغيرة عادة ما تكون غير محمودة المآل ولذا تبدلت الحالة بنوبات أنت تقول عنها أنها وسواس ولكني أظن أنها الصورة المظلمة للمرض القديم وأنها اكتئاب يأخذ صورة الوسواس فما تشكو منه هو حضور صورة الجسد (Body Image) بصفة مستمرة على ذهنك وبصورة ملتوية فتقول " فأنا أوسوس بأشياء تافهة ليس لها مضمون ورغم معرفتي بتفاهتها إلى أنني يصعب على نسيانها وكل يوم تزيد آلامي ويأسي في علاج هذه المشكلة فأنا أوسوس (بالفمmothe)) فحينما أتحدث وأشعر أن شفتيَّ تلامس بعضهما هنا تحدث مشكلتي وهنا أتوقف عن الكلام وأنسى ما كنت أتحدث به ويبدأ الوسواس مع صداعه يلاحقاني وتحدث هذه الحالة حينما انطق ببعض الحروف مثل (م.ب)فهذه الحروف عندما ينطقها الإنسان تتطابق شفتاه العليا والسفلى كي يخرجان نطق هدا الحرف وأنا هذه هي مشكلتي فحينما أنطق بهده الحروف وتتطابق الشفاة أحس بنوع من الحرقان في شفتاي وهذه مشكلتي إن فهمتموها.، فأحيانا أكون أتحدث في شيء ما أنا وصديقي وتراودني هذا الوسواس أفتقد ما كنت أحكيه وتبدأ الإرهاقات تلاحقني ويصيبني اكتئابات".
وهذا أحد تفسيرات حالتك وطبعا هناك تفسيرات أخرى لا داعي لانشغال فكرك بها ولكن يمكن مناقشتها بعد دراسة مستفيضة عن حالتك وبالرغم من ذلك فأنا لا أنصحك بتناول عقار "أنفرانيل" لأن من أعراضه الشهيرة أنه يحول نوبة الإكتئاب في الاضطراب الوجداني ثنائي القطب إلى نوبة هوس غير محمودة الجوانب ولكن ينصح في مثل حالتك بتناول العقارات المنظمة للمزاج (Mood Stabilizers) وبجرعات مناسبة, أما بالنسبة للعلاج النفسي فدوره قد يكون تدعيميا بدرجة أكبر ولا أنصحك بمعالجة نفسك ولكن بمراجعة أقرب طبيب نفسي فأظنه سوف يساعدك كثيرا وخصوصا بعد بناء علاقة طبية علاجية منظمة ومنتظمة معه ولا داعي لليأس ولا لافتراض أن الطبيب لا يهتم لحالتك وأنصحك أيضا بمصالحة والدك بداخلك فأنا أرى أن هذا الرجل كان يناضل من أجل كسب لقمة العيش لك ولأسرتك وعليك أن تقف بجانبه لا ضده وتنتصر لنفسك من أنانيتك التي أدت إلى معاناتك….. والله الموفق.