وسواس تذكر الماضي بالخطأ الشك التحقق م1
وسواس تذكر الماضي بالخطأ
أنا جد ممتن لك يا دكتور وائل أبو هندي على المجهودات الجبارة التي تقوم بها لمساعدة الناس فأنا أطلب الله أن يرزقك في الدنيا والآخرة أريد أن أسألك آخر سؤال لي وأعتذر منك على هاذا الإزعاج.
وهو أنني لدي ذاكرة قوية تقولها لي أمي وأختي وكل الناس فأتذكر جميع الأزمات وأي شيء مر علي منذ صغري من لعب إلى أن أصابني هذا الوسواس الخبيث وهو ((هل فعلا تعرضت للاغتصاب من أحد ونسيت)) فهو بدأ ينتقل من فكرة لأخرى وكلها حول تذكر هل تعرضت للاغتصاب في صغري فعلا أم وساوس فأبدأ بتذكر سيناريوهات في الماضي وأحللها في اللعب في الشارع وعند الذهاب عند الناس وعند خلوتي مع الأصدقاء والأكبر مني سنا في الصالة الرياضية وفي أي مكان وكل شيء
وأبحث هل فعلا تعرضت لاعتداء أم لا لأنني متأكد أنني لم أتعرض له في حياتي ولم أجد أي دليل أو واقعة فيبدأ عقلي بتخيلات فكل هذه السنين كنت أعيش بمرح إلى أن تسلطت هاته الأفكار فجاءتني في 2018 قليلة وذهبت إلى أن رجعت هاته السنة وبالضبط في رمضان وسؤالي هل الإنسان ينسى حوادث الاغتصاب ؟؟
غير أنني أتذكر كل حوادث العنف من شجار وعقاب من أبي وجدي والأساتذة وغيره.. وأتذكر أي شيء كتوبيخ وجرح بالدراجة وشجاراتي وسفري في المخيمات الصيفية وكل شيء ماعدا هاته الأفكار المتسلطة لا أعرف مصدرها فهي ترجعني لذكرى قديمة جدا وتقول لي لقد اغتصبك فلان ونسيت حيث أتذكر أن أمي في الصغر كانت توصيني بأن لا أثق في أحد وكنت ألتزم بكلامها فمنذ صغري لا أثق في أحد
وسؤالي هل هاته الاستشارة تصنف كمثل التي أرسلتها من قبل ؟؟ وهل توجد حالات مثل حالاتي لأنني لم أجد استشارة مثل استشارتي وهل سبق أن زارك شخص ((ولد أم بنت)) يعاني نفس الشكوى؟؟
وشكرا لك كثيرا وجزاك الله خيرا
فأنا لم أعرف كيف أشكرك أنت وزملاءك وموقعكم الجميل
12/8/2021
رد المستشار
الابن الفاضل "الحسين" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
واحد من العوامل وراء المعرفية المتواتر وجودها في مرضى الوسواس القهري أن تكون فكرته عن ذاكرته أنها فوتوغرافية أو فولاذية وهذا يسهل عليه الشروع في طقوس التذكر القهري مبتدئا من واثق جدا في ذاكرته بشكل عام إلى شاك فيها بشكل عام أو فيما يتعلق بالحدث ذي العلاقة بالوسوسة بشكل خاص..
نأتي بعد ذلك إلى سؤالك : هل الإنسان ينسى حوادث الاغتصاب ؟؟ والأصح أن تقول لاعتداء جنسي لأن اغتصاب له معنى لا علاقة له بمشكلتك..... ومثل هذه الحوادث وغالبيتها العظمى إما أنها تكون عابرة وتافهة (غالبا مجرد لمس أو تعرية) أو غير مفهومة بالنسبة للصغير فينساها كما ينسى كثيرا من الأحداث في حياة الطفولة، أو أنها تكون بارزة الأثر عنيفة أو متكررة وهنا لا ينساها.... وربما حوادث الاعتداء الجنسي التي تتضمن عنفا رضحيا بدرجة تنشط آلية الانفصال النفسي تكون عرضة لنسيان جزئي غالبا (أو كاملا فيما ندر) لكن لا علاقة لهذا حقيقة فيما توسوس فيه أنت..!
أما استنتاج أن ذاكرتك قوية جدا وما دمت لا تتذكر أي حوادث اعتداء جنسي فإنك لم تتعرض لمثل ذلك.... وهو الاستنتاج الذي ينبني على أن الإنسان لا ينسى حوادث الاغتصاب بصفة خاصة..... فلا نعول عليه علاجيا معك رغم افتراض حصوله.... بصراحة لأنه خيط بدأه معك الوسواس فرحت تستدل على قوة ذاكرتك بالتذكر القهري.... ولو وصلت إلى الاستنتاج أعلاه ... لشككك بأنك نسيت حادثة الاغتصاب "المزعومة وسواسيا" تحديدا !
وإنما نعول على كفك نفسك عن التذكر القهري أي منع نفسك منه لأنك تعرف أنه لن يقود إلا إلى شك متزايد حتى رأيناك تستدل من توصيات والدتك وما نتج عنها من التزامك الحذر مع الآخرين منذ الصغر (حيث أتذكر أن أمي في الصغر كانت توصيني بأن لا أثق في أحد وكنت ألتزم بكلامها فمنذ صغري لا أثق في أحد) ليس على أنك لم تتعرض لمثل هذه الحوادث وهو المنطقي واقعيا وإنما على أنه ربما حدث لك اعتداء ونسيته أنت... سبحان الله مع أنك تتذكر توصيات أمك بسببه !!
طبعا هذه الاستشارة تصنف وسواس قهري رسمي يا "الحسين" الجميل وعليك بتنفيذ وصايانا بهذا الشأن، ونكرر ما ختمنا به ردنا السابق أن مشكلتك هي ((التذكر القهري..... Compulsive Remembering وكلما تذكرت أكثر شككت أكثر.... وكلما أجهدت نفسك في التذكر كلما أصبحت عجينة ألين في يد الوسواس.... لكنك تستطيع طلب العلاج والحصول عليه عند الطبيب والمعالج النفساني.))
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.