علاقة عاطفية
أنا مرتبطة بشخص وخلانى أحبه جدا ووعدني أنه هيتجوزني بعد 3 سنين مع العلم أني مطلقة وهو متزوج بس منفصل عن زوجته وعاوزني ألبي جميع رغباته العاطفية والجسدية إلى أن يتم الزواج وطول الوقت أفهمه أن ده مينفعش لأني مش زوجته ومفيش عقد شرعي وبعدت عنه كتير
وكل ما أبعد يحاول يوصلي بشكل أو بآخر المهم بنرجع نتكلم تاني وألاقي أنه بنفس الدماغ وأنا تعبت مش عارفة أعمل إيه خاصة أنه مش ناوي يتجوزني قبل 3 سنين و3 سنين معداش منهم إلا 4 شهور بس تنصحوني بإيه أنا تعبت جدا مع العلم أن أخلاقي ودينى لا يسمحوا لي بتلبية رغباته
وبدأت أتأكد
أنه مش بيحبني
24/08/2021
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا "نور" على موقع مجانين للصحة النفسية.
في الحقيقة الجواب على سؤالك "تنصحوني بإيه" سهل جدا وأعتقد أنّك تعرفينه مسبَقا وهو تجاهله تماما وقطع التواصل معه. لكنه لم يكُن مقنعا أو مريحا لك كقرار على ما أرى، وتريدين من يُشير عليك بحلّ لا تعيشين فيه صدمة التخلّي وفراغ الحبّ المفقود، أو ربّما تريدين أن ننصحك أن تنتظري فقط ولا تتسرعي قبل مرور الثلاث سنوات الموعودة..... لكن للأسف المشكل ليس مرتبطا بمدة الانتظار وهل أفعل ما يريد قبل زواجه بي أو بعده (سؤال الحلال والحرام)، بل الأمر أقلّ تعقيدا من هذا ولا يحتاج أن تكوني متخلقة أو متديّنة (وإن كان هذا وازعا) تحتاجين فقط لأن تكوني يقظة !
سأرسم لك لوحة عن الوضع: رجل منفصل عن زوجته (معلّق يعني) لم يحسم أمر طلاقه أو استمراره بعد، وربما لديه أولاد، وامرأة مطلّقة يعدها بالزواج بعد مدة ثلاث سنوات وهي مدة طويلة الله وحده يعلم ما سيقع فيها من تغيرات ومستجدات، فقد يعود لزوجته وأولاده، وقطعا إن خُيّر بين زوجته السابقة وأولاده سيختارهم هم، ولن يستطيع تحمل تبعات علاقة مشبوهة ومرفوضة مجتمعيا، حتى يبدو رجلا شهما ووفيّا، والمرأة التي وعدها ستبقى في آلامها وحسرتها وظلماتها وحيدة ولن تستطيع أن تطالب بأي حق لأنه لا يوجد أصلا، بل ستريد فقط ألاّ يعرف أحد، الاختباء فقط، أو قد يطلّق فعلا لكنه لن يفكر في الزواج، أو يكون في ضائقة تمنعه من بناء أسرة أخرى... والاحتمالات كثيرة. وأهمّ شيء، وهو الشيء الذي يتكرر بالتواتر ولا مجال لإنكاره، هو أنّ نفسية وعقلية الرجل في المجتمعات المحافظة لا تُسعفه ليرى العلاقة الجنسية كمسؤولية مشتركة، فهو يراه خطيئة وقذارة وشيء لا يُغتفر إن نُسب الفعل للمرأة، لكنه يراها (العلاقة الجنسية) بطولة وفحولة وذكاء إن نُسب الفعل له هو. النتيجة أنّه حتى على فرض أنه يريد حقا أن يتزوجك ما إن تفعلين معه شيء بدافع الحب والتضحية إلا وفجأة استقظ فيه "المارد الأخلاقي: "امرأة سهلة لا تؤتمن، ما أدراني أنها تفعل هذا ما غيري، لن أقبل بأن تكون أمّا لأولادي...." طبعا كل تلك الأسئلة والشجب الأخلاقي لا تهمّه هو، فهو يصلح أن يكون أهل ثقة لامرأة أخرى ويصلح أن يكون أبا لأطفاله.... إلخ ! فهل رأيت المعادلة كيف تبدو؟ ستكتشفين التناقض والقذارة بعينها مع مشاعر التخلي والدونية والغدر، ولن يلوم المجتمع الرجل بل سيلومك أنت.
بعد تأملك في كل هذا سترين أن القرار المنطقي والأسلم هو أن تبتعدي عنه تماما، ولا أقول وأنت منتظرة بل وأنت يائسة تماما من وعده، لأنه مجرد وعد كاذب أو على الأقل وعد غير مدروس وغير أكيد من رجل لم يحسم أمره بعد، وأكملي حياتك وإنجازاتك ولا تنتظري منه شيئا فالوعد بالزواج مجرد مهدئ لقلق ومخاوف امرأة في مجتمع لا يمكنها أن تقيم علاقة عاطفية إلا وكانت مهددة من كل الجوانب..... فبعد الوعد بالزواج تتكسر دفاعات المرأة وتطمئن لتصير فريسة للانتهازيين. وإن كان صادقا ستكونين استغلّيت ثلاث سنوات من حياتك ولم تضيّعيها في الوهم، وآنذاك إن أراد الزواج فليدخل من بابكم كما تمليه الأصول عندكم، وأنت في كلا الحالتين رابحة، ربحت نفسك وكرامتك وكنت يقظة إن كان كاذبا، وإن كان صادقا ربحت واستغليت وقتك الثمين وفزت به كزوج.
شيء واحد تبقّى لنا، وهو قولك "وخلاني أحبه جدا"، أنت تعلّقت به لكنّه تتحدثين بصيغة "هو دفعني لأحبه" لاحظي الصيغة هنا ترفع عنك مسؤولية "الحب"! لا أحب مثل هذه الحيل اللغوية لأنها تحيل إلى تهرّب نفسي من مواجهة الحقيقة كما هي، أنت أحببته لماذا وكيف قد يكون صعبا معرفة ذلك (ظروف عابرة، نفسيتك وقتَ عرفتِه، حاجتك العاطفية المتزايدة)، لكن قطعا الحب شيء نتدخل فيه ونختاره. إن قرّرت تجاهله كما فعلتِ المرة الأولى ستشعرين بفراغ كبير، وربما هذا الذي جعلك تقبلين بالتحدث معه مجددا آملة أن يكون قد تغير (ولن يحصل هذا) وتمنّين نفسك أن المرة القادمة سيكون ذو عقلية أرقى وأكثر تفهما لك ولمخاوفك وأكثر صبرا عليك، بمعنى أن يقدّم لك الدعم النفسية والأمان العاطفي (بالتزامه بوعده بالزواج) لكن دون أن يرى فيك رغبة أو شهوة! (أتساءل إن كان هذا ممكنا من الأساس). لذا هو لن يتغير كما رأيت ولم يبقَ لك إلا أن تغيري أنت وجهة نظرك وأن تحاولي تفكيك كل تلك المشاعر اتجاهه لتحيّديها (من الحياد) ولا تصير ذات تأثير كبير عليك وعلى قراراتك وعلى مزاج، سيأخذ هذا وقتا لكن التجربة تؤكد أنها تنجح في أغلب الحالات، خصوصا إن كان قرار الانفصال نابعا من اكتشاف للكذب والانتهازية سيكون سهلا على المرأة الابتعاد.
أعتقد أنه لا أحد يملك نصيحة لك أنت لا تعرفينها، يبقى فقط أن تطبقيها بعزم، وأتمنى لك حياة هانئة. وإن أحببت أن تراسلينا بعد التطورات فمرحبا بك.