الوضع النفسي لابنتي..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
بدأت مشكلتي مع ابنتي قبل 4 أعوام أي الفترة التي تم فيها انفصالي عن زوجي حيث أنه كان من المدمنين على شرب الخمر والخروج مع اليهوديات الساقطات ومن هن أكبر منه سنا، حيث أنه ومن الأسبوع الأول من زواجنا كنت أعاني من تصرفاته معي والتي كانت تتصف بالنكد والمشاكل..
وكان علي التحمل لأنني تزوجته باختياري فقد كان يخرج من البيت ولا يعود إلا في ساعات الفجر ورائحة الخمر تعبئ البيت، وكنت أسكن مع والديه لمدة 4 أعوام، وكانت أمه من النوع المتسلط وكانت تملأ رأسه عني بالأكاذيب، وكنت لها بمثابة الضرة ولم تكن تهبني الراحة أبدا، ومع كل هذا كنت أتحمل منها كل شيء لأنني كنت أحب زوجي ومستعدة لتحمل الأكثر حتى أحافظ على زواجنا
ولكن مع مرور الوقت وكثرة المشاكل وإهماله لي وللبنات من ناحية الأكل والملبس، وعلاقاته غير المشروعة باليهوديات وكثرة تعاطيه للخمور، ولم أكن أشتكي لأحد من أهلي، حتى مرضت وكنت حاملا في الشهر السادس ومات الجنين في بطني لقلة التغذية، فقد كنت أنا وبناتي لا نلاقي قطعة الخبز في البيت وكلما كنت أطلب منه توفير الطعام لنا، كان ينزل علي غضب الله، وقد عشت معه مدة 5 أعوام وأنا أعلم بأنه يخونني حتى طفح الكيل وتركت البيت..
وبعد أسبوعين من ذلك تدخل أهل الإصلاح رجعت للبيت معهم وتهجَّمَ علي هو وأخته وابنة أخته وأمه وبدؤوا بضربي أمام بناتي، كانت ابنتي الصغيرة في عمر العامين أما الكبيرة فكانت في عمر 5 أعوام، وقد رأت كل ما حدث فكان ما حصل لها أشبه بصدمة حيث تشنجت يداها وأصبحت تتفوه بكلمات غير مفهومة فقمت فورا بحملها والتحدث إليها وتهدئتها..
وكم كانت طفلة بريئة وذكية بقدر كبير أصبحت طفلة لا أحسد عليها حيث أنها الآن في الصف الثالث وهي تعاني من صعوبات في التعلم وتضع كل شيء في فمها مثل ملابسها أو تعض يديها أو تدخل أصابعها إلى فمها الخ، ومع مرور الوقت تزيد هذه التصرفات أي ما أود قوله بأن ابنتي قبل 4 أعوام لم تكن تتصرف هذه التصرفات، وهي الآن في عمر 8 أعوام نصف.
كما أريد أن أعلمكم بأن علاقتها بوالدها عندما كنا نسكن معه كانت شبه معدومة ولم يتقرب إليها وهي كذلك الأمر وهي لم ترَ والدها منذ أربع أعوام إلا مرة واحدة فقط حيث أنه طلب أن يأخذهن لبيته وما كان منه إلا أنه قام بضربهن وعقابهن لأنهما في بداية الأمر رفضوه ولم يقبلوا الركوب معه في سيارته وعندما عادوا كانوا أشبه بمجانين، حيث أنهم اتهموني بأني لا أحبهم لأني وافقت على أن يأتي والدهم ويأخذهم ومنذ ذلك اليوم لم يعاود طلب مشاهدتهن..
أما ما أريده من حضرتكم هو مساعدتي لأني عرضتها على أخصائي ولم ألاحظ أنها استفادت شيئاً..
أعانكم الله على مساعدتي وبارك الله فيكم..
11/1/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة صاحبة المشكلة..
أهلا وسهلا بك على مجانين، وأشكرك على ثقتك، جاءتنا إفادتك هذه من غير بوابة استشارات مجانين، ولكننا رغم ذلك ورغم ما لمسنا من تشتتٍ واضح حتى أنك ألقيت خيوطا عدةً ولم تتابعي واحدا منها بشكل كافٍ، رغم كل ذلك فقد قمت بإرسال سطورك إلى الزميلة المستشارة نيفين عبد الله، فقط لأنك من أهلنا في فلسطين، ونحن نحاول أن نَمُدَّ جسرًا للتواصل مع أهلنا في فلسطين فنتحيز لهم وكثيرا ما نستثنيهم مما لا نستثني منه غيرهم، فكان أن ردت الأستاذة نيفين عبد الله علي بما يلي..
دكتور وائل
هذه المشكلة بها نقاط لا يمكنني أن أتعرض لها فأحسب أن الأنفع للأم أن ترد حضرتك عليها، وهناك نقاط مبهمة بالنسبة لي:
- ماذا عن هذه السنوات الأربع التي مضت على بداية المشكلة (فكما ذكرت الأم بدأت المشكلة منذ أربع سنوات.. كيف تطور الأمر خلال هذه السنوات.؟
- ما هذا التشنج الذي أصاب البنت والتفوه بكلمات غير مفهومة. وهل تكرر هذا الأمر مرات أخرى. هل هناك أعراض أو تصرفات أخرى للطفلة (نومها؛ أكلها؛ علاقاتها بالمحيطين؛ قدرتها على التركيز؛ ضبط التبول...)
- كذلك ما ذكرته الأم من وضع كل شيء في فمها؛ وعض يديها؛ وإدخال أصابعها في فمها، ومتى ظهرت هذه التصرفات؟ وكيف تعاملت معها الأم؟ وماذا قال عنها الاخصائى الذي ذهبت إليه؟
- ذكرت الأم أنها لديها صعوبات تعلم، فهل هي أجرت الاختبارات وعلمت ذلك كنتيجة للاختبار؛ وهل هذا الأخصائي الذي ذهبت إليه هو أخصائي نفسي؛ أم أخصائي صعوبات؟ وماذا شخص وماذا عالج، وما المدة التي استمرت معه وهل هي كافية لعلاج ما شخصه.
- إذا كان شخص صعوبات فعلا فأي نوع من الصعوبات؟ ومنذ متى والأم تميز هذه الصعوبات؟
- ما الأشياء التي تحبها الطفلة: رسم؛ بازل؛ قصص؛ رياضة،....وما نقاط تمييزها، وما المتاح لها من خبرات وأنشطة؛ ومع من تعيش؟ وما الجو العام الذي تعيش فيه؟ وكيف يعاملونها؟ وكيف تعاملها المدرسة؛ وهل بيئة المدرسة داعمة وكيف تتماشى مع تلك الصعوبات التي لديها؟
- وماذا عن تعامل الأم نفسه مع البنات. وكيف تتغلب هي نفسها على حالتها النفسية السيئة التي حتما تترك أثرا عميقا على بناتها..
د. وائل جزاك الله خيرا
أظنك أنفع في هذا المشكلة, إن أردت أنا أن أعلم ردود على الأسئلة سالفة الذكر. ومن بعدها يمكنني أن أتابع مع الأم إن أرادت كيفية تعاملها مع إبنتها؛ ونحاول معا أن نصل لبعض الطرق الأفضل في استذكارها ودراستها.
ولكن إن كانت شخصت صعوبات (على قدر درجتها) يظل هناك ضرورة لأن تتابع مع أخصائي صعوبات.حتى لا تتدهور حالتها. مع الاستعانة بإخصائى نفسي يساعدها على التغلب على خبراتها السلبية المعيقة لها عن استثمار قدراتها العقلية لأقصى مدى ممكن.
والله المستعان.
نيفين عبد الله
وقد رأيت أن أعرض لك ما تفضلت بالسؤال عنه الأستاذة نيفين عبد الله كما وصلني لأن أسئلتها هي أسئلتي أنا أيضًا، وأرجو ألا يكونَ ذلك مفاجئا لها، وأما النقاط التي قالت أنها لا يمكنها أن تتعرضَ لها، فإنني سأرجأ التعرض لها أنا أيضًا لماذا؟
لأنني أحسب أنك كتبت استشارتك لنا وأنت في حالة من القلق والتوتر أو العجلة بشكل أو بآخر، ولعل هذا هو ما جعل الإفادة تبدو كما وصفت لك وكأنها مجموعة من الخيوط تمتدُّ لتفجر من الأسئلة أكثر مما توضح من أجوبة، إذن فنحن في حاجة منك إلى الهدوء وإلى المنطقية في العرض وتحري الدقة في الألفاظ، فمثلا تعبير صعوبات التعلم، ليس وصفا هينا نستخدمه مثلا لوصف تعثرٍ تواجهه البنت في الدراسة ونستطيع إرجاعه إلى مشكلات بين الأم والأب، ومثل هذا الأمر يحتاج إلى معرفة الكثير عن البنت وقدراتها الحقيقية وبناء على قياسات نفسية دقيقة.
كذلك لم توضحي لنا أين وكيف تعيشين أنت وبنتيك؟ وقد ذكرت أنك لا تعملين، فما هو مصدر الإعاشة؟ هل أسرتك أنت أم ماذا؟ وهل كان الفيصل الذي أدى لانفصالك عن أبي البنتين هو الموقف الذي تشير إليه عبارتك (تهجَّمَ علي هو وأخته وابنة أخته وأمه وبدؤوا بضربي أمام بناتي)، فبعدها انقطع خيط وجودك في بيت الأب، لا أدري ولكنني لا أحسبه كان الموقف الأول ولا الأفدح في تلك العلاقة المضطربة.
عادةً ما يأخذُ المعالج النفسي كثيرا من معلوماته من خلال إفادة الأم وأسئلة توجه لها، لكن ذلك يحدثُ والطفل متاح ككائن حي يستطيع المعالج فحصه، وأما ما حدثَ في إفادتك هذه فقد كان أن رؤيتك أنت للوضع النفسي لابنتك، والتي لا يمكن على الإنترنت أن تفصل عن الوضع النفسي لك، قد حجبت عنا رؤية الواقع، بمعنى آخر ذكرت لنا ما ذكرت كما تحسينه أنت وليس كما قد يحسه آخر لا تربطه علاقة بنوة بابنتك، وبالتالي لا نستطيع التعليق على الوضع النفسي للبنت لأننا نشعر باضطراب وضعك أنت النفسي، نحتاج إذن إلى تفاصيل تكتبينها وأنت هادئة ومن خلال بوابة استشارات مجانين من فضلك، وأهلا بك، وبكل أهلنا في فلسطين الحبيبة.