السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا جزاكمُ اللهُ كلَّ الخَيْر لِمَا تُقدِّمُون لنا نصائحَ واستِشَارَاتٍ.
أمَّا بعدُ، فإننِي شابٌّ مُلْتَزِمٌ، وقد عَزَمْتُ على الزَّواج منذُ فترةٍ، وها أنا قد وجدتُ الفتاةَ التي قد تُشرِّفنِي في مُشاركَتِي لتربية أولادٍ صالِحينَ، المُشْكِلة الأساسيَّة في هذا الموضوع أن هذه الفتاة تصغرنِي بحوالي 12 عامًا، مما قد يخلُق فُرُوقًا بيننا أهمها:
1- النُّضوج العَقْلِيّ.
2- الفارق الثَّقافِي والعِلْمي.
هذه الفتاة هي أحد الأقرباء المُباشِرينَ، وتتميَّز بِحَيوِيَّتِها، وشبابها النابِض؛ ولكنَّها تعيشُ في إحدى القُرَى، وأنا أعزمُ على نقلها إلى دُبَيّ عندما يَتِمّ الزَّواج إن شاء الله. أسئلتي تتلخَّصُ فيما يلي:
1- كيف أستطيعُ هَدْم حاجِز فارق العُمر بيني وبينها؟
2- كيف أستطيع تخفيفَ فارِق الحياة بين القرية التي تَمْتَلِئ بحنان العائلة، والمدينة التي لا يوجد فيها أَيُّ قريبٍ؟
3- ما الصُّعوبات الَّتِي قد تواجِهُهَا إن أرادتْ إكمالَ تحصيلها العِلْمي بعدَ الدُّخول في جَوِّ الزَّواج؟
أنتظر ردكم
وجزاكمُ اللهُ خيرًا
02/10/2021
رد المستشار
أهلا بك على موقع مجانين يا "رمضان".
مبارك الزواج القريب، في الحقيقة أسئلتك يصعب الإجابة عنها من حيث أنها تحتوي أكثر من احتمالية، ما دام وقع اختيارك عليها وهي أصغر منك فقد أردتها، لو لم تكن اخترت لكان من الأفضل أن تختار مقاربة لك في السنّ، لذا قد يكون لفارق الجيل والسنّ شيء من التأثير، لكنّه ليس شيئا حتميّا، فكم من فتاة صغيرة السنّ ناضجة العقل والشخصية والعكس صحيح.
ردم الفجوة بينكما لا شك متعلق بك وبها، من جهتك يجب أن تتعامل معها كزوجة وليس كصبيّة تريد أن "تربّيها على يديك" كما يقول البعض، وأرجو ألا تكون عندك هذه الفكرة لأنها سيئة وتجعل الزوج يلعب دور الأبوّة (وأحيأنا بعقلية ذكورية سيئة) وينسى دور الزوج والشريك والحبيب، لذا إحرص على أن تعاملها معاملة أفقيّة دون أن تُخل بهيبتك التي ستحبّ أن تبقى لك.
من جهة أخرى ستجتمع لديك مطالب الزوج الحديث ومطالب "الأخ الكبير" مع هذا الفارق، أنتبه ألا تخلط بينهما، بمعنى أنك ستكون زوجا ينتظر من زوجته أن تقوم بأعباء البيت، تطبخ، توظّب تنظّف إضافة إلى إرضاء رغباتك العاطفية والجنسية، كل هذا قد تحسن بعضه وتسيء في بعضه، فإن أنتَ شعرت بتفريطها في جانب كزوجة، ستشعر أيضا بتفريطها "كفتاة مفتقرة للتجربة" وربما يستدعي فيك هذا دور المُقرّع الواعظ الممتعظ! باختصار يجب أن تتحلى بالصبر والحِلم وأن تضع دائما نصب عينك أنها أقل خبرة واستدماجا لصعوبات الحياة منك.
وقد تضيف لمسة من "الطفولية" لشخصيتك، كن مرحا ولا تكن صارما في أذواقك أو ميولاتك، جرّب معها ما تحبّ هي، كما تحب أن تجرب وتتقرب لميادين اهتمامك أنت. اسمع لها مهما كان ذلك تافها وطفوليا، لتشعر بأنك زوج يحتويها.
أما الغربة مباشرة بعد القرية، هذا راجع لها أكثر مما يرجع إليك، ينبغي أن تصبر في البداية سيكون ألم الفراق والغربة وتغيّر نمط العيش مرّة واحدة، يجب أن تشغل نفسها بأنشطة أو تكوينات تتعلم فيها أشياء. لا يجب أن تكون أنت محور إهتمامها الدائم، لأنك ستغيب، ستعمل، ستتعب، واخرجا معا وتنزّها وعرّفها على الأمكنة حتى تستأنس بالمدينة، وإن كانت نشيطة وتنبض بالحياة كما وصفتَ فسيكون تأقلمها وإقبالها على النمط الجديد سهلا.
أخيرا عن سؤالك بخصوص عوائق التحصيل بعد الزواج، أظن أن الأطفال هم أكبر عائق أمام الزوجة وليس الزواج في حد ذاته، إلا إن كان زوجها "سي السيّد" ينادي عليها حتى في شربة ماء! يستنزفها بدنيّا بأشغال البيت، ونفسيا بمتطلباته واعتماديته وحاجاته الحميمية، أو من زوجها يُكثر الحفلات والدعوات فهي بين ضيق حسن الضيافة وجحيم الأوأني المتراكمة وغير ذلك...
فإن لم تكن إكراهات من هذا القبيل (طبعا على فرض أنها تريد أن تدرس حقا) فلا أرى عائقا إلا الأطفال لأن الأمومة فعلا مهة صعبة وعظيمة وبدوام كامل.
تمنياتي لك بالتوفيق والسعادة.