السلام عليكم موقع مجانين
هل يضر الجلوس لساعات طويلة أمام (الإنترنت)؟
فأنا أجلس يوميًا 4 ساعات على الأقل، وأركز على قراءة النصوص والمقالات الطويلة الحجم، أو الدقيقة في الكتابة.
وبِماذا تنصحونَنِي لتجاوز هذه العادة؟
وشكرا لكم
24/10/2021
رد المستشار
أهلا بك يا "أميمة" على موقع مجانين للصحة النفسية.
يا "أميمة" هل تطلبين منا نصيحة للتخلص من عادة القراءة والمطالعة! ما صدّقنا أنّ أحد يجلس للقراءة 4 ساعات يوميّا. عادتُك هذه مفيدة لك وستعينك على تطوير معارف ونُضج (حسب ما تقرئين).
لكن هناك نقاط أحب أن أشير إليها حتى لا نفرح دون تأمّل. سأبدأ بسؤالك عن الضرر، الضرر هنا متعلّق بطريقة الجلوس وأجواء القراءة. نوع الكرسيّ وكيف يسنُد الظّهر، طريقة جلوسك عليه، عدم أخذك أقساطا متباعدة من الراحة تتحركين فيها خارج تلك الوضعية.
أما عن فعل القراءة نفسه، فالشاشة يجب أن تكون منخفضة الإضاءة، (يمكن تعديلها) والكتابة كبيرة (يمكنك أن تضغطي على ctrl+ (+) أو تبحثي عن zoom في المتصفّح) وهناك برامج مثل dark reader يغيرون لون الصفحات للأسود أو الرمادي لتقليل التّعب والمحافظة على عين القارئ.
يمكنك إضافة نظارات ضد الأشعة الزرقاء وفوق البنفسجية، أو نظارات صفراء خاصة بـ"هواة الألعاب Gamers" وهي أكثر فاعليّة وأعلى سعرا. ولا يجب أن تكون الغرفة مظلمة وإن كان لا بد ضعي مصباحا صغيرة بطريقة يضيء مكتبك وما وراء شاشة الحاسوب حتى لا تكون الخلفية مظلمة تماما.
أما بالنسبة لكتب pdf أو word وما شابه، هناك دائما اختيارات في accessibilities أي (ctrl+k in acrobat reader) من أجل تغيير لون الصفحة البيضاء المشعّ للون أكثر إراحة للعين.
أما من جهة فائدة القراءة، لا شكّ أنّها مفيدة خصوصا إن كانت متنوّعة وليس مهووسة بموضوع واحد يزيدنا انغلاقا على ميولاتنا. لكنّها كأي فعل يجب أن نتأمّل ما الدور الذي يلعبه في مرحلة من حياتنا، هل القراءة عندك تساعدك في اعتزال المجتمع والتقليل من التفاعل معه؟ أو هي نوع من الفضيلة تمارسينها بغض النظر عن واقعك وجهاد مرحلتك.
فإن كنت طالبة فتخصصك وقراءته هو الأولى، وإن كنت لم تجدي وظيفة فالقراءات أو القرارات المتعلقة بها هي الأولى، لأن اعتزال المهام الأولوية لممارسة مطالعة محبوبة خفيفة على النفس قد يدوم لسنوات ويُعطل التطوّر الطبيعي والضروري للشخص في مجتمعه وفي تقدّمه المهنيّ أو الدراسي.
كل هذا خذيه بعين الاعتبار وتأملي فيه، وأنت وحدك من سيضع تقييما لهذا الفعل في سياق حياتك الحالية والمستقبلية.
ونتمنى ألاّ تتخليّ عن القراءة، وأن تكون أكثر منهجيّة بتعلم الشيء على أسسه ومبادئه حتى تكتسبي معرفة رصينة وليس مجرّد شذرات.
تمنياتي لك بالتميّز وأنا ممتنّ لقراءاتك الطويلة.