السلام عليكم
أرجو الرد بأسرع وقت، فأنا منذ شهرين أعاني الخوف من الموت، وذلك بعد أن مررت بصدمتين (الأولى عندما توفيت حماتي والثانية عندما توفيت جدتي، وبين الوفاة الأولى والوفاة الثانية 4 أشهر)، عند وفاة حماتي تضايقت فترة صغيرة، وشفيت
ولكن بعد وفاة جدتي بدأت المعاناة، لا أستطيع النوم جيدا أو لوحدي، أخاف جدا على أمي، والذين أحبهم بأنهم سوف يموتون وأخاف على نفسي، وأتخيل نفسي بأني سأموت،
وقد ابتعدت عن القرآن مقارنة عما كنت قبل؛ لأني عندما أقرأ القرآن أتذكر الموت وعندما أتذكر الموت أشعر بانقباض في صدري ومعدتي تشتد، وأشعر بالإعياء، وقد بدأت بشرب دواء Fluoxetine منذ يومين، ولكن ما زالت الأعراض.
أعراض مزعجة، الخوف من الذهاب إلى مكان، والخوف من أي شيء يعمله أهلي، أخاف عليهم أن يتعبوا ويحدث لهم شيء.
عفوا على الإطالة
وشكرا لكم.
1/11/2021
رد المستشار
مرحبا بكم أختنا الكريمة "بسملة عبد الله"، لا تقلقي من القلق، هذه ربما تكون مزحة ولكنها حقيقة
أشعر بحجم معاناتك، فالقلق والخوف من الموت أعلم أنه مرهق نفسيا وكأنك تعايشين الموت في شكل متقطع بأحاسيس جسدية تؤكد مخاوفك.
لحسن الحظ أن هذا النوع من القلق معروف وله طرق علاج ناجحة، سأحاول كتابة إرشادات لعدة أمور، حاولي فعلها بشكل جاد وإن لم تتمكني فعليك بزيارة الطبيب أو المعالج النفساني:
- من الطبيعي أن نمر بفترات قلق خاصة بعد الأزمات والمواقف الحرجة، فكثير من الناس يمرون بفترات من القلق والخوف، لكن يختلف محتوى الخوف من شخص لآخر، والقلق يتضمن ما ذكرته (أفكار ملحة حول الموت وفقد الأحبة – سلوكيات تجنب (القرآن) أو أماكن أو أشخاص أو تشتيت ذهنك بأي شيء بعيد عن الفكرة أو طمأنة بأن هذا لن يحدث أو غيرها...) وهذه الأفكار تتردد على ذهنك غصبا عنك وتتطفل عليك عندما تتذكرين شخصا أو ترين آخر أو تتعرضين لموقف ضاغط... ويصاحب كل ذلك أمر مزعج وهو أحاسيس جسدية بأنك ستموتين (آلام الصدر والمعدة وربما تسرع ضربات القلب أو التعرق) وعلاج هذا الأمر في تفكيك هذه المكونات السابقة، كيف؟
- تدركين أن القلق لا يتسبب في الوفاة وأن الموت لا مفر منه ولن يأتي بتذكرنا لشيء أو وفاة شخص بأنه دليل على اقتراب أجلنا أو أن شخصا لابد أن يشعر بالموت وعلاماته قبل وفاته.
- مهما بلغت أعراض القلق الجسدية فلن يحدث لك شيء... هل تتذكرين كم مرة تكررت آلام الصدر وضيق النفس وكم استغرقت وذهبت ثم بقيت أنت رغم مرورك بمعاناة نفسية.
- التفكير الكثير في الموت ليس استعداد له ولن يفيد وهو من الغيب الذي لا دخل لنا به ولا نريد السيطرة عليه ومعرفته متى وكيف يحدث؟ خاصة في حالتك هذه الفترة.
- هناك أمور يجب تعديلها فمطلوب منك التعرض للقرآن وخاصة آيات الموت نصف ساعة ع الأقل والأفضل 45 دقيقة ودعي القلق يرتفع واشعري بأن تعبك زاد لأقصى درجة، وكرري هذا الأمر يوميا حتى تشعرين أن الأمر اعتدتِ عليه وتم كف أعراض الجسد.
- كذلك لا تتجنبي مكانا أو شخصا كي لا تشعري بالهم وتتجدد عليك مخاوف الموت قدر المستطاع.
- لا تسألي شيخا أو شخصا عن علامات أو منامات أو تتكلمي معه عن معاناتك ومخاوفك.
- راقبي انتباهك كيف يرصد علامات الخطر ومثيرات التفكير في الموت وفقد الأحبة، هذه عملية يقوم بها المخ وعلينا احترامها والوعي بها دون التذمر منها، ستأخذ وقتا وستتوقف.
- إن جاءتك فكرة الموت فحاولي رؤيتها كشيء يدخل ذهنك وأنت مدركة له، هذا الشيء هي فكرة وليست حقيقة، والأفكار نحن غير محاسبون عليها وغير مطالبون بالاهتمام بها ولا تقييمها ولا طردها بل ستذهب بنفسها، فكوني واعية بالفكرة في ذهنك وأكملي مهام يومك.
- أي واجبات يومية توقفت عنها بسبب مرضك اكتبي قائمة بها وعودي إليها تدريجيا خلال أسبوع، فلا نريد أي أعباء كنت تتحملينها تتوقف بسبب المرض وتتحول لمكاسب ناتجة عن المرض تدعمه.
واقرئي أيضًا:
وسواس الموت لا وهم ولا حقيقة اسمه اكتئاب !
القوة السحرية للأفكار : وسواس قهري الموت !
قلق الموت وسواس الموت رهاب الموت
وسواس الخوف من الموت : خلطة قلق واكتئاب
عبارات الموت تطاردني فهل سأموت؟ !!