السلام عليكم..
مشكلتي بدأت منذ حوالي سنة، وهي كالتالي:
* أشعر بضيق كبير في صدري واختناق، إضافة إلى كره الحياة وتمني الموت دائما.
* أعجز عن التفكير والدراسة، واضطرابات ونرفزة؛ حيث إني مقبل على امتحانات.
* أشعر بشحنة كبيرة في صدري تدفعني إلى تحقيق أحلامي، لكن لا أقدر على استغلالها.
أما معاملتي للآخرين فهي مليئة بالكره، وأظن أن من أسباب هذه الحالة: الضغط الذي يمارسه علي والداي، وهذا كل ما يمكن قوله حاليا.
أتمنى منكم الاهتمام بمشكلتي،
وشكرا لكم.
18/11/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله، وأهلاً ومرحبا بك على موقع مجانين.
الحقيقة أننا نهتم بكل المشكلات التي ترد إلينا، وقد شعرت من كتابتك بأنك في حاجة بالفعل إلى المساعدة، وربما تشعر أنك أقل من أن نهتم بك!! وهذا غير صحيح، فطالما أنك تعاني فإننا في الخدمة!
لم توضح لي هل بدأ ظهور هذه الشكاوى مع حدوث شيء ما أزعجك سواء داخل المنزل أو المدرسة أو غيرهما؟ لذا سأتناول في ردي عليك احتمالين قد يكون أحدهما السبب فيما تشكو منه، الأول: المرحلة العمرية التي تمر بها، والثاني: هي وجود بعض الأعراض المرضية.
ولنتناول السبب الأول:
سنك الحالي 19 سنة، وهذا يعني أنك على أبواب إنهاء مرحلة المراهقة، وهي مرحلة انتقال من الطفولة إلى الرشد، وهذه المرحلة يطلق عليها أنها مرحلة أزمات وزوابع نفسية، ولكن الحقيقة أن المرور بهذه المرحلة لا يرتبط بالضرورة بحدوث أزمة، ولكن الأمر يرتبط بطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه المراهق!! ففي القرى أو البلاد التي تسمح للمراهق بالزواج والعمل وكسب الرزق نجد المراهق يمر بهذه المرحلة بسلام ودون مشكلات تذكر؛ ذلك أن المراهق تزداد رغبته في الاستقلالية والاعتماد على نفسه، كما تنضج غريزته الجنسية، وإشباع هذين الجانبين يجعل المراهق يحقق إحساسا بأنه انتقل بالفعل إلى مجتمع الراشدين.
أما في معظم بلادنا فلا يتاح للمراهق فرص ليعبر عن رغباته، ومن ثم يصعب عليه تحقيق حاجته إلى الاستقلالية داخل المنزل، فتنشأ الخلافات مع الأهل إذا كانوا غير متفهمين لطبيعة هذه المرحلة، وغير متفاهمين مع ابنهم في الطفولة وقبل المراهقة.
وجدتك تشير في رسالتك إلى ضغط الوالد عليك فتساءلت بيني وبين نفسي: ترى هل يضغط عليك والدك بالفعل، أم أنك أصبحت أكثر حساسية في هذه المرحلة العمرية، أم اجتمع الأمران معا؟ وعلى أي حال فإن الإحساس بالضغط مزعج، ولكنْ هناك شباب كثيرون يعانون من مشكلات مشابهة، ويمكنك أن تتابع الرد على مشكلة أبكي وأبي وأمي لا يبالون، المنشورة على استشارات مجانين، فهي تتناول كيفية التعامل مع الأهل في هذه المرحلة.
من جانب آخر يلاحظ المراهق اختلاف معاملة الناس له؛ فالبعض يعامله على أنه كبير وناضج، في حين يعامله البعض الآخر وكأنه ما زال طفلا. ومع الحساسية تجاه معاملة الآخرين، فإن هذه الأمور وغيرها تجعل الشاب المراهق في حيرة من أمره، وتستهلك جزءا كبيرا من تفكيره، ومن ثَمَّ يصبح أقل قدرة على التركيز.
أما السبب الآخر: وهو أنك تعاني من تعكر حالتك المزاجية، وهذه الحالة المزاجية التي تمر بها يصاحبها ضيق كبير في الصدر، والتفكير في الموت، والتشاؤم، وسرعة الاستثارة، إضافة إلى صعوبات في التفكير والتركيز، ويبدو أن هذه الأعراض قد زادت مع اقتراب الامتحانات والقلق منها؛ لذا اهتم في الفترة القادمة بمذاكرتك ودروسك، فالمذاكرة تقلل من القلق، كما يمكنك متابعة الردود التالية، فهي ستساعدك على الخروج من هذه الحالة بإذن الله:
المذاكرة والأمل استراتيجية العمل
التوكيدية والمذاكرة يا مريم
المذاكرة والضغط النفسي
وإن لم تتحسن حالتك فعاود مراسلتنا من جديد، أو افتح الموضوع مع والدتك واشرح لها ما تشعر به، فقد يكون لها دور في مساعدتك أو تحسين علاقتك بالوالد، ووضح لها أنك في حاجة إلى استشارة نفسية متخصصة.
أخيرا: أعلق على موضوع كرهك للآخرين، فلا أعرف لماذا؟ ربما لتلك المعاملات التي أشرت إليها في ردي وربما لأسباب أخرى، ولكن اعلم يا سيدي أن الكمال لله وحده، وليس هناك من به كل الصفات التي تتمناها، ويمكنك متابعة الردود التالية المتعلقة بالتعامل مع الآخرين لعلك تجد فيها ما يفيد:
كيف أكسب الأصدقاء؟
الأصدقاء ركيزة مهمة في حياتنا
في التنمية الذاتية : الحديث يطول
ويمكنك قراءة كتاب: كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس للكاتب "ديل كارينجي"، والله الموفق.