أنا وحواء
مشكلتي تتمثل في موقفي من حواء، فقد أحببت في حياتي مرة واحدة، وقتها كنت طالبًا لا يملك المال الذي يمكنه من الزواج، وذات يوم تقدم رجل للزواج من الفتاة التي أحببتها، وتركتني دون حتى أن تطلب الصفح.
ومنذ ذلك اليوم، وأنا أنظر للمرأة باعتبارها الجحيم وأنها كائن خطر، وحاولت مقاومة هذا الشعور، لكنني حتى اليوم أرى المرأة "شيطانًا"!.
أنا في حاجة لتكوين أسرة خاصة في هذا البلد الأجنبي الذي أعمل به، لكنني ليس لديّ الثقة الكافية
ولا أدري ماذا أفعل لأتخلص من هذه الأفكار السيئة
ساعدوني وجزاكم الله خيرًا.
29/11/2021
رد المستشار
الأخ الكريم، تستطيع بمستواك العلمي المعرفي، وانفتاحك على العالم أن تفهم بسهولة أن هذا التعميم غير دقيق بالمرة.
فالنساء بشر مثل كل البشر، فيهن الصالحة والطالحة، الملاك والشيطان، والأغلب في البشر أن تجد بعضًا من هذا وذاك في شخص واحد، فهكذا الإنسان فيه نفخة من روح الله، وقبضة من تراب الأرض.
ورغم معرفتك العقلية أن منطق التعميم خاطئ تبقى صدمتك السابقة هي السبب وراء هذا الشعور أو الانطباع العاطفي بعدم الاطمئنان، وأود أن أنبهك إلى أن التجربة التي مررت بها ليست دالة، فقصتك هي سيرة ملايين الشباب الذين سبقت عواطفهم إمكاناتهم، وأمام هذا الوضع قد تصبر بعض الفتيات، وتؤثر أخريات المستقبل الآمن.
صدمة الحب الأول عندما تكون على هذا النحو ينبغي أن تؤخذ بهدوء أكبر، وبنضج أعلى، وألم أقل؛ لأنه رغم سخونة المشاعر غالبًا ما تكون مندفعة أو متأججة عمياء كما تعودنا وصفها في الآونة الأخيرة، والزمان كفيل بمداواة هذه الجزئية.
نعم، قد تكون المرأة جحيمًا، وكذلك قد يكون الرجل، ولكن لاحظ أن سابقة الحب الأول بتفاصيلها وحرارتها لا تتكرر أبدًا بنفس الحجم والشكل، وأنا واثق من أن الأقدار ستمنحك فرصة حقيقية لحب حقيقي أنضج وأروع، وأرجو أن تغتنم هذه الفرصة عندما تأتي، وتحسن معاملة تلك المرأة الرائعة حين تظهر، ولا تحاسبها بذنب غيرها الذي أوضحت لك توًا أنه أقل مما تتصور.
كما أرجو حين تقابلها، وينفتح لها قلبك، وترى بعمق كم هي رائعة –رغم عيوبها، فلا يخلو بشر من عيوب- أرجو عندها ألا تعتقد أن كل النساء كذلك.