السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم كثيرا كثيرا على هده المجهودات المبذولة من لدنكم والتي تصب في حل مشاكل مجتمعاتنا العربية راجيا من الله أن يسدد خطاكم ويلهمكم الصبر والسلوان والأجر الكثير يوم لا ينفع مال ولا بنين إلا من أتى الله بقلب سليم. مشكلتي تتلخص في أني تعرفت على فتاة في نفس سني -21 سنة- حباها الله من الجمال والأخلاق الشيء الكثير؛ فقد وقعت في حبها ولا أعرف ما أفعل وسأحكي لكم القصة.
هذه الفتاة ولدت في بلد أوروبي وقضت فيه 7 سنوات وخوفا على تربيتها وإخوتها الاثنين، قرر والدها وهو طبيب بالرجوع إلى البلاد للعيش هناك.. وفي كل 3 إلى 5 سنوات يضطرون إلى السفر إلى مدينة أخرى بسبب عمل الوالد؛ الشيء الذي أثر عليها وجعلها لا تحتك بعدد من الصديقات وإقامة العديد من العلاقات، بل كانت ذات طابع خاص تقضي أغلب أوقاتها في البيت وفي المدرسة وفي نوادي التنس برفقة أسرتها.
كما أنها خلوقة إلى أبعد الحدود وهادئة كلامها بعيد كل البعد عن الغيبة والنميمة بل كلامها دائما ينم عن ثقافة وتربية وبراءة، كما أنها دائما متفوقة في دراستها وتحصد المرتبة الأولى دائما.. أمها ربتها بشكل جيد؛ فأخوها الذي يشبهها في كل شيء وهو أحد أعز أصدقائي لم يكذب قط وهو في منتهى الأدب والصراحة وخفة الدم وهذا ما ينطبق عليها كذلك..
المهم أنها أصبحت تدرس بنفس المدينة التي أدرس بها فأوصاني أخوها بها خيرا، فأصبحت أقتنص أي فرصة للقاء بها، خاصة أنها لا تبعد عني سوى 5 دقائق، والأجمل في كل هذا أنها اقتنعت بالحجاب وتركت التنس دون إجبار من أحد بل عن قناعة تامة.. كانت تحتاجني في أشياء كثيرة كالدراسة مثلا، فكنت أحاول أن أكون أفضل من يساعدها وأتصل بها مختلقا أي سبب فقط لأسمع صوتها وأسمع ضحكتها..
الآن بقيت 4 سنوات لأصبح مهندس دولة؛ إذ ذاك يمكنني أن أخطبها رافعا رأسي، أما الآن فأنا ما زلت أدرس ولا أستطيع خطبتها، كما أني لا أعرف مشاعرها تجاهي هل تحبني أم لا.. فهل إذا فاتحتها بحبي لها أكون قد خنت أحد أعز أصدقائي، وهل يجوز لي البوح لها بذلك شرعيا؟ وإذا كان كذلك فهل البوح لها مباشرة هوالحل الأمثل أم لا؟...
أخاف أن لا أفصح لها فيخطبها الدكتور والمهندس أو... فهي تمتلك جاذبية عالية وكل رجل يتمنى مثلها.. أرجوك دكتورة سحر أرجوك دكتور عمر وأعيناني على حل هده المشكلة خاصة وأني مستعد لأفعل أي شيء من أجل هده الجوهرة-في إطار المشروع دينيا- أن أدرس أن أتفوق خاصة وأنها متفوقة .. أن أكون لها الحبيب والأخ والأب والخطيب والزوج ان شاء الله.
شكرا لكم
والسلام عليكم ورحمة الله
5/12/2021
رد المستشار
الأخ الكريم، أوقع القدر في طريقك فتاة خلوقة وجميلة ومرحة... وهي أخت لأعز أصدقائك، فوقعت في حبها وملكت عليك قلبك، ولكنك غير مستعد للزواج الآن ورغم ذلك تفكر في مصارحتها خوفا من أن يطلبها غيرك وتوافق عليه لعدم علمها برغبتك فيها، ورغم هذه الرغبة فإنك تتخوف من أن يكون في هذا الأمر خيانة لصديقك.
والسؤال هنا هو: لماذا اللف والدوران وسلوك السبل الملتوية؟ لماذا لا تسلك أقصر الطرق وأفضلها؟ أقصر الطرق هومصارحة أهلك برغبتك في الارتباط بهذه الفتاة على أن تفاتحوا أهلها مع تأجيل أي خطوة رسمية لحين الانتهاء من دراستك واستقرار أمورك.
أما إذا تعذر عليك هذا الحل فأنا لا أحبذ مطلقا أمر مصارحتها، وأفضل أن تصارح أخاها -إذا كان ناضجا وحكيما في تصرفاته- برغبتك في الارتباط بأخته عندما تنتهي من دراستك، وفي هذه الحالة يمكن لأخيها أن يساعدك في التعرف على مدى قبولها لفكرة الارتباط بك بطريق غير مباشر، وبالتالي يوفر عليك وعليها الكثير من الحرج، ويمكنه أيضا أن يساعدها ويساعدك في تأجيل أي مشاريع للارتباط لووجد عندها قبولا للارتباط بك.
أخي الكريم، أود أن أهمس همسة صغيرة في أذنيك... من الواضح أنك تحب هذه الفتاة حبا ملك عليك قلبك؛ وحبك الشيء يعمي ويصم كما تعلم... فأنت الآن لا ترى إلا محاسن هذه الفتاة ولا تعرف لها عيوبا، فتروقبل أن تحادث أهلك وأخاها... واجلس مع نفسك في رحلة للتبصر الداخلي لتجيب على هذه الأسئلة:
1. ما هي أبرز عيوبك؟
2. ما هي أبرز ميزاتك؟
3. ما هي العيوب التي لا تتحملها في شريكة حياتك؟ وهل هي موجودة في هذه الفتاة؟
4. ما هي الميزات التي لا يمكنك أن تتحمل غيابها في شريكة حياتك؟ وهل هي موجودة في فتاتك أم لا؟
من المهم والضروري أن تبذل جهدا للإجابة على هذه الأسئلة بدقة وصراحة؛ فالزواج رحلة عمر... ولا يمكن أن تبنى هذه العلاقة على الحب فقط؛ فالزواج كما يصفه أخونا الدكتور عمروأبوخليل هوطائر لا يطير إلا بجناحي الحب والعقل... فتروفي أمرك ولا تنس أن تستعين باستخارة المولى عز وجل، مع دعواتنا أن يبارك الله لك وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرزقك الرضا به.
اقرأ أيضًا:
نفسي عائلي: اختيار شريك الحياة Spouse Choice