الأم أم الأب من المسؤول؟
ما رأيكم في الأب الذي يلقي باللائمة على زوجته في موضوع تربية الأبناء؟ حيث يؤمن هذا الأب بأن المرأة هي المسؤولة عن التربية، والأب عليه ألا يتدخل إلا لحل المشكلات فقط،
وحجته في ذلك أن الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام – وصى الابن بأمه ثلاثا ثم بعد ذلك وصاه بأبيه؛ فهل هذا يعتبر حقًّا دليلًا على أن الأم هي التي تتحمل مسؤولية التربية وحدها بمشاركة محدودة من الأب؟
وهل فعلًا على الأم أن تكون مسؤولة عن تربية الولد والبنت؟
أم أنه يجب أن تكون تربية البنت للأم والولد للأب بشكل أساسي؟
31/12/2021
رد المستشار
قلنا قبل ذلك: إن المرأة في شؤون البيت جميعًا، وحين تصبح أمًّا بشكل أدق فإن دورها يكون أهم من الرجل (الأب)، ويكون دور الأب أعم.
والتربية عملية متشعبة الأركان متعددة المستويات، وقد يكون مطلوبًا من الأب أن يحدد الخطوط العريضة والبرامج والقيم الأساسية، وأن يتدخل في الوقت المناسب بالقدر المناسب لإعطاء الدور المطلوب الذي قد يكون زجرًا أو مكافأة، ثوابا أو عقابا، توجيها أو تهديدا، دعما أو ردعا؛ لا بد من حضور الأب في إدراك الأبناء جميعًا، ولكن الحضور الضاغط الثقيل مزعج، والحضور الباهت السلبي ضار، وضبط جرعة الحضور ومسافته مهمة مشتركة يتعاون عليها الأب والأم.
أما الأم فهي المدرسة التي تعطي الحنان والرعاية، وتهتم بالتفاصيل الدقيقة والمهام اليومية، ويمكن فهم حديث المصطفي - صلى الله عليه وسلم- على هذا النحو، فتكون التوصية بحسن الصحبة للأم ثلاثا تتضمن مساحة وقت كما تضمن حرارة ودّ، ولكن هل يعني هذا أن الأم تتحمل وحدها مسؤولية التربية بمشاركة محدودة من الأب؟! اللهم لا.. على النحو الذي أسلفت لك توًا.
إن تبادل الاتهامات أو محاولة التملص المتبادل من الأعباء الأسرية أو اضطراب الأدوار بين المرأة والجدل هو آفة من آفات عصرنا المسكين، وهو سوس ينخر في كيان بيوتنا، وعلينا أن نوقفه بالتعاون والتفاهم والدينامية التي تحدثنا عنها في إجابة سابقة "الأسرة مفهوم دينامي".
مرة أخرى يهمني التأكيد أن كلمة التربية تشمل مهامًا عدة، بعضها يحسن أن يقوم به الأب ولا يقوم بها غيره، وبعضها لا يستطيع أن يقوم به الأب لأسباب متعددة، ويشمل هذا البنات والأولاد على السواء.