الدكتور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وطمعا مني في كرمكم أريد منكم أن تشاركوني مشكلة مرضي المزمن الذي أرهقني طوال أربعين عاما وأكثر منذ كنت مراهقا في الثامنة عشر من عمرى وقد بلغت الآن الستين ولا زلت أشعر بنفس الألم الذي كنت أشعر به في مراهقتي، فمرضي هو مرض الوسواس القهري المصاحب للاكتئاب وهو في الغالب وراثي فلقد كان أبي منذ ولدت أنا وحتى وفاته كان مريضا نفسيا.
الوسواس يهاجمني أينما وجدت في محيطي مرآة (مرايا) أتوتر وأدخل في حالة من الانطواء حين ألمح صورتي فيها ولو من على بعد٢٠متر، دائما النظر فيها لساعات وساعات، علما بأني حسن المظهر ولا شيء ينقصني لكي أزهو بنفسي وأفتخر، أدقق النظر في ملامحي طويلا لساعات، وإذا أعجبتني صورتي أسعد لدقائق ثم أعاود النظر لمرات ومرات حتى أستنفذ كل طاقتي وأبيت مهموما مكتئبا حتى وأنا في الستين من عمري وقد أصبحت جدا، ونفس المرآة التي أعجبت فيها بملامحي أستغرب شكلي لو تغيرت درجة إضاءة المكان، فماذا أفعل؟؟
كثيرا أتمنى لو أن العمر ينتهي سريعا لأرتاح من هذه المعاناة فلقد أقدمت على الانتحار في سن المراهقة ولكن الله أراد لي الحياة! وكثيرا يراودني الآن ولكن لن أقدم على هذا مهما تألمت فأريد أن أقابل الله صابرا ليكون مغفرته وجنته جزاء لصبري على هذا الابتلاء، ولن أفعل ذلك لأترك عارا وألما لأبنائي ولأسرتي
في النهاية أنا كنت معلما للرياضيات قبل أن أحال للمعاش قارئا مطلعا مثقفا شاعرا صاحب رؤية ورأي، ذهبت لعديد من الأطباء وتناولت كثيرا من الأدوية، والآن لا أمتلك أي قدر من الطاقة النفسية، أرجو أن أسمع رأيكم فيما قلت فأنا أثق فيكم وأحب أن أسمعكم.
أشكرك وآسف على الإطالة
أنتظر شاكرا لكم ردكم الكريم
31/12/2021
رد المستشار
الأخ المعلم الفاضل "Abdullah" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
تحكي لنا باختصار جياتك مع اضطراب تشوه الجسد Body Dysmorphic Disorder (BDD) وهي حالة ينشغل فيها الأفراد بعيب محسوس في المظهر، أو عيوب في المظهر لا يمكن ملاحظتها، أو تظهر بشكل خافت للآخرين. إضافة إلى الانشغال يعاني الفرد من صعوبة كبيرة أو ضعف في الأداء في الأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية أو المهنية الهامة، والانخراط في سلوكيات متكررة أو طقسية أو أنماط تفكير استجابةً لمخاوفهم بشأن مظهرهم... وهناك تواترٌ كبيرٌ للاكتئاب والقلق الاجتماعي واضطراب الوسواس القهري مع اضطراب التشوه الجسدي.
ليس واضحا منذ متى توقفت عن زيارة الطبيب النفساني؟ وأخمن أنك توقفت منذ أكثر من 10 سنوات.... وسبب تخميني هذا هو أن اضطراب التشوه الجسدي والذي لم يكن الطبيب النفساني يملك حياله إلا أن يصف أيا من مضادات الاكتئاب من مجموعة الم.ا.س.ا باعتباره أحد أشكال الوسواس القهري... ولم تكن الاستجابة الفعلية من قبل أغلب المرضى إلا قليلا من التحسن المرهون باستمرار المريض على العقَّار ... إلا أن العلاج السلوكي المعرفي غير نتائج علاج هذا النوع من المرضى في السنوات الأخيرة وأصبح علاج اضطراب التشوه الجسدي ناجعا ولدرجة كبيرة.
ويعتمد الع.س.م لحالات اضطراب التشوه الجسدي على حزمة من الأهداف التي يسعى المريض والمعالج لبلوغها بعد الشرح والمآلفة وتشمل تدريبات التركيز وتجارب التعرض السلوكية، إضافة إلى إعادة الهيكلة المعرفية للعمل على التحيزات المعرفية المعينة، وإعادة التدريب على استخدام المرآة، وكذلك تدريبات اليقظة الراضية أو الوعي الآني Mindfulness
الأخ المعلم الفاضل "Abdullah" كافحت أنت الاضطراب سنين طويلة من عمرك، وأنصحك بأن تعاود محاولة العلاج لأن طرق العلاج تغيرت كثيرا في كل اضطرابات الطيف القهري ومنها حالتك... فقط عليك أن تحسن البحث عن معالج نفساني متمرس في الع.س.م.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.