الوسواس القهري
السلام عليكم مشكلتي هي وسواس الاستنجاء منذ أن عرفت أنه أحد أسباب عذاب القبر البول أصبحت لدي وساوس كثيرة وأصبحت أطيل الاستنجاء خوفا من نزول قطرات البول ثم أزداد الوسواس حتى أصبحت أرتدي ملابس مخصصة للصلاة كما تتطور معي الوسواس إلى درجة لا أستطيع التمييز هل ما أشعر به وسواس أم سلس بول.
لأنه أحيانا فعلا تنزل مني قطرات بول وأظن أن سبب نزولها تركيزي على خروج البول من عدمه مما أثر على جهازي العصبي وهذا ماجعلني أشعر طول الوقت أني تنزل مني قطرات البول أحيانا حقيقة وأحيانا وسواس الأمر الذي جعلني كثيرا ما أبدل ملابسي مما سبب لي كثيرا من الإحراج والسخرية كما أن أهلي لا يقتنعون بشيء اسمه طب نفسي فكيف أتعامل مع هذه المشكلة؟؟؟
آسفة على الإطالة وأتمنى أن تجيبوا على رسالتي
وتقدمون لي النصيحه وجزاكم الله ألف خير
12/1/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "أمل"، وأهلًا وسهلًا بك على مجانين
أين هي الإطالة التي تتأسفين لأجلها؟! رسالتك بضعة أسطر تعد على الأصابع! أنت محقة في أن سبب خروج بعض القطرات أحيانًا هو كثرة التركيز على هذا الأمر.
ولكن هناك نقطة إيجابية: عندما يكون "أحيانًا" فهذا يعني أننا غير متأكدين دائمًا، فمن الممكن أن يكون الإحساس صحيحًا، ومن الممكن أن يكون غير صحيح...، وبعبارة أخرى: نحن (نشك) في كل مرة، وفي كل مرة لسنا متيقنين 100% أن البول نزل.
وفي القاعدة الفقهية: (اليقين لا يزول بالشك) و(لا تنجيس بالشك)، وهناك قاعدة أخرى: (الأصل في الأشياء الطهارة). ونفهم من هذه القواعد: أن الأصل طهارة ثيابك، وهذا نحن متيقنون منه بعد خروجك من الحمام، وبالمقابل في كل مرة تشعرين فيها بشيء أن تشكين هل هذا نزول قطرات أم وسواس؟ ويقين الطهارة لا يزول بالشك في النجاسة.
ما المطلوب إذن؟ المطلوب أن تتجاهلي جميع الأحاسيس لأنك غير متأكدة من نزول شيء ولا من النجاسة، ولا تطالبين بالتفتيش شرعًا، والحكم الشرعي في هذه الحالة أن ثيابك طاهرة، ومن كانت ثيابه طاهرة لا يؤاخذ على الصلاة فيها. صلي وأنت مطمئنة لصحة صلاتك ولا داعي للقلق
فإن لم تستطيعي التطبيق، وجاءك الوسواس يقول لك: طيب ماذا لو نزل البول أثناء الاستنجاء، ولم أكن طاهرة فعلًا عندما قمت؟ أولًا: الكلام السابق يمكن تطبيقه على هذه الحالة، لا حكم للشك، ونعتبره كأن لم يكن، ولا يوجد شيء اسمه (ماذا لو). وثانيًا: هناك قول صحيح عند المالكية يمكن لأي شخص تقليده والعمل به، وليس فقط الموسوس، أن الطهارة للصلاة سنة وليست واجبًا، أي: صلاتك صحيحة مع وجودها ولا تؤاخذين عليها. وللمالكية أدلتهم طبعًا، ولم يخفَ عليهم حديث عذاب القبر من البول، وإنما رجحوا عليه أحاديث أخرى...
إذا استعنت بالله، وألزمت نفسك تجاهل الأحاسيس والوساوس المتولدة عنها، رغم القلق البالغ الذي ستشعرين به في البداية، فإنك ستتخلصين من هذا الوسواس في مدة وجيزة بإذن الله؛ وكلما شعرت أن فكرة وسواسية جديدة أرادت أن تهجم عليك طبقي معها التجاهل فورًا، ولا تحاولي البرهنة على خطئها ولا صحتها، لأنها حتمًا وسواس وليس حقيقة، والوسواس علاجه التجاهل والعمل وكأنه غير موجود. وكلما تجاهلت الوساوس مبكرًا كلما كان الخلاص منها أسرع.
وأرجو بهذا ألا تحتاجي إلى الطبيب النفساني، وفقك الله وعافاك.