زوجتي كسلانة دائما
مشكلتي مع زوجتي التي هي في الحقيقة من أصول طيبة، تكمن في الإهمال غير المتعمد في تنظيم وترتيب البيت؛ مما يثير قلقي وعصبيتي؛ حيث أصبر يوما ولا أصبر أياما على هذا. وأنا أحب أن أساعدها وأستطيع ترتيب بيتي وحدي، لكنها ربة البيت وأحب أن تكون المبادرة منها، وأنا أساعدها فقط، لكن عندما أسكت لا تنتبه هي لأي شيء غير نظيف أو ليس في مكانه.
وأنا كأي إنسان أحب أن أجد بيتي نظيفا ومرتبا؛ فعندما أرجع من العمل بمجرد أن أدخل المطبخ مثلا أجد المطبخ منقلبا على عقبيه من أجل تحضير العشاء مثلا، وعندما أحدثها على هذا الإهمال تقول: "رفقا بالقوارير"، ولا بد من التشجيع، ولكن كيف أشجعها وأنا غير راض عن هذا العمل، كما أن الأيام تمر والسنوات تمر ولا شيء يتغير.
سؤالي: كيف أتعامل مع زوجتي التي تربت على مثل هذا السلوك طوال حياتها (في بيت أبيها)؟ فهي مجتهدة في عملها في المؤسسة التي تعمل بها، ولكنها في بيتها ضعيفة….
أرجوكم أشيروا عليّ،
لأن صبري بدأ ينفد.
29/1/2022
رد المستشار
الأخ الكريم، المرأة الخائبة في شئون البيت تكون عرضة للسخط من زوجها بسهولة والتهمة تكون جاهزة ومشينة، والأسباب متنوعة ما بين انشغالها بعملها، وعودتها مرهقة منه، بما يصعب معه إنجاز الترتيب والتنسيق الذي تطمح إليه، وربما يكون السبب في انشغالها بالأطفال إن كان لديكم أطفال، وبخاصة أنك تقول إنه إهمال غير متعمد، وأنها مجتهدة في عملها خارج البيت، وقد تكون تلك هي طباعها أصلا.
وكثير من الرجال لا يهتم بالسؤال أو الاستفسار قبل الزواج عن مهارات زوجته، وقدراتها المنزلية، وفي الوقت الذي يكون فيه هو من النوع الذي يحس بالعذاب إن لم يجد شيئا في مكانه نراه يتجاهل استطلاع طباع زوجته في تلك الناحية قبل أن يقترن بها.
وفي كثير من الأحيان، فإن هذه الصفة تكون واضحة، أو يمكن استنتاجها بسهولة من واقع البيئة التي نشأت فيها أو بالسؤال عن أمور الحياة المختلفة، ولا يخفى المهمل على لبيب، ولكن الغفلة والتغافل يسود الموقف عند الزواج، وكأن الرجل يكون مسحورا، والحقيقة أنه يكون منشغلا بالنظر إلى أشياء أخرى مثل الجمال والحسب والدين، والاعتبارات القلبية أيضا، وقد ينسى أو يتناسى شئون البيت والمطبخ، وتكون نيته الحسنة، مع تقديره الخاطئ للأمور وراء هذه العقبة التي تقابله بعد الزواج.
أردت أن أقول: إن الوضع الحالي أنت تتحمل جزءًا منه على النحو الذي شرحته لك توا، والذي يريد زوجة مديرة منزل ماهرة وهذا حقه، فليبحث عنها منذ البداية، وليغض الطرف عن عيوب أخرى في الشكل أو المضمون لأن النقص لازم، ولا يخلو إنسان من عيب، أما أن ينشغل بالإيجابي قبل الزواج، ويعاني من عذاب السلبي بعده، فليس ذلك من الحكمة أو الإنصاف في شيء.
أما وقد وقعت الفأس في الرأس؛ فأنا أنصحك بما يلي:
1- عدم دخول المطبخ مطلقا، ولا أدري لماذا أنت تدخله أصلا.
2- المحاسبة على الإهمال تكون في نهاية العمل، ليس في أثنائه، ونهاية العمل المنزلي هي نهاية اليوم، فأمسك لسانك ولا تتحدث بنقد إلا في الوقت المناسب، وبالأسلوب الأفضل.
3- إذا أردت أن تتعاون فليكن ذلك دون المن أو الأذى "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى" ويمكن أن تتعاونا سويا في ترتيب الأشياء مع نهاية اليوم، ولا يخل هذا بكونك سيد البيت، أو أنها ربة المنزل، أو اتركها تنجز وحدها ما تستطيع.
4- امتدح الفعل الحسن قبل أن تنتقد الإهمال، فإن النفوس تحب المدح، وتتأثر به، بينما تميل إلى تجاهل اللوم في أحسن الأحوال، وقد تتأثر سلبا به، فلا تظن أنه يفيد، اللوم عقيم دائما، ولا يأتي بخير.
5- عليك أن تحدد خطوطا حمراء قليلة لا يمكن التنازل عنها، وأشياء أخرى كثيرة بسيطة يمكن التغاضي فيها والهدوء في الإشارة غير المباشرة لهذه الممنوعات مع التشجيع المستمر عند أية بادرة حسنة ستعطي نتائج باهرة.