كيف نربي أبنائنا؟
أنا هأكلمك عن تجربتي الشخصية..
أنا أحيانا أتعامل مع ابنتي ببعض الشدة والقسوة وفعلا بأشعر بندم بعد ذلك، لكن لاحظت أني أكون أهدأ مع شقاوتها لما بيكون هناك من يساعدني، مثلاً والدتي أو المربية، لو دة معناه إن الطفل مالهوش ذنب إنما ضيق الوقت وكثرة الأعباء على الأم وخاصة أن الأزواج اليومين دول لا يشاركون أبدا في العناية بالأبناء،
حقيقي أنا شخصيا نفسي أعرف كيف أتعامل مع ابنتي ذات العامين، كيف أعاقبها مثلا وكيف أمنعها من ارتكاب الأخطاء، خاصة أن لدى طفلة أخرى عندها ستة أشهر، وتقوم الكبرى ذات السنتين بضربها بدون أي سبب وهى تضربها بمنتهى القسوة والشدة مع العلم أنني لا أستخدم معها أسلوب الضرب على وجه الإطلاق..
رجاء الإفادة لمن له نفس التجربة
6/1/2005
رد المستشار
الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحي لى أن أبدا بسؤالك: كيف أتعامل مع ذات العامين؟
أول ما عليك:
أعرفي نواحي النمو المختلفة.
سمات المرحلة التي تمر بها طفلتاك:
أدوات للتعامل.
تعلمي تعلم مستمر مستمر مستمر. فالتربية علم لا يمكننا الوصول لنتائج أفضل بدونه.. هناك تجريب ولكن هل يصح أن نخضع أطفالنا أغلى ما لدينا في الحياة للتجريب والخطأ والصواب؟؟ هل نفعل ذلك مع ما نشتريه من أشياء؟ هل نجرب الثلاجة والغسالة والموبايل أم نقرأ الكتالوج قراءة متأنية وتسألي ونستفسر حتى لا يصيبها العطب؟؟؟؟ لم نتجرأ إذن على أن نعامل فلذات أكبادنا بدون كتاولج؟؟؟
حبيبتي ابعدي ذهنك تماما عن مسألة العقاب وبدلي سؤالك كالآتي: كيف أعلم طفلتيَّ كذا وكذا؟
كيف أستثمر إيجابياتها كذا وكذا؟
كيف أنمى لديها كذا وكذا..؟
دعك تماما من فكرة العقاب المتسلطة على كل من يتعامل مع طفل.. لماذا أصلا تعاقبي؟؟؟؟
هل استوفيت كل ما عليك أن تعلميها إياه؟
هل استوفيت كل ما عليك أن تلحظيه من إيجابيات طفلتك لترسخيه وتزيدي عليه؟ هل شغلت طفلتك بالحق حتى لا تتبع باطل؟؟؟؟؟
هل قمت بتزكية نفسك لتكوني نعم القدوة، هل تعلمت لتربى بالعلم بدلا من العشوائية؟؟
إن استوفيت كل ذلك فأخبريني حتى أعلم النتيجة وحتى أعلم إن كنت لازلت بحاجة لطرق عقاب.
حبيبتي التربية حب حب حب.. ولا مكان فيها للعقاب إلا في حيز محدود جدا بعد استيفاء العديد من النقاط.. استجيبي بالحب تجدين ملائكة بين يديك.. هل يمكنك عقاب الملائكة؟؟؟!!!
أنتظر منك سؤالا عن الحب بدلا من العقاب فهل أنت مرسلته؟!!!
هل لك حبيبتي أن تجيبيني: هل خلقنا الله لنصيب دوما؟
إذن لم خلق لنا الاستغفار؟ لم خلق لنا الجنة والنار وجعل أعلى منازل الجنة للمجاهدين، ومنهم من يجاهد نفسه التي بين جنبيه.
كيف يمكننا أن نمنع أطفالنا من الخطأ؟؟؟؟ إذّن كيف يتعلمون الصواب؟؟؟؟؟.
واسمحي لي أن ألخص في نقاط:
- وجود طفل صغير في البيت يعنى الحذر والانتباه لأنه محب جدا الاستكشاف لكل شيء تقريبا وهذا جيد جدا لأنها تقريبا أهم طرق التعلم والنمو لديهم في هذا السن. إلا انه لابد لك أن تتابعيهم وتفسحي لهم هذا المجال للتعلم الآمن. وإذا كان لديك طفل نشط حيوي لابد أن تضاعفي انتباهك ضعفين.
ماذا لو اقترب الطفل من شيء من الممنوعات: جذب شيئا ساخن، خربشة التلفزيون....؟
• استخدام طريقة "تشتيت الانتباه" أحد الطرق البسيطة التي يمكن أن تساعد كثيرا في التعامل مع السلوكيات غير المقبولة لطفلك وإرشاده للسلوك المقبول خاصة مع الأطفال الصغار.
وهى ببساطة محاولة أن تحولي انتباه طفلك لشيء آخر. مع الأطفال الصغار يمكن أن يكون هذا الشيء مجرد قطة تعبر الطريق، فراشة دخلت الحجرة، لوحة بها لون محبب للطفل... , حينما يكبر بعض الشيء يمكن أن تنقذي طفلك من نوبة غضب بتحويل الانتباه بلعب البيانو بصوت عالٍ في الغرفة المجاورة، الأطفال تحب الموسيقى وتحب الأصوات وغالبا ما يمكن أن تحولي دون غضبه بإشراكه في شيء محبب بسرعة (غناء معا، فتحي يا وردة، صنع فطائر....) ولكن حاولي قدر جهدك أن يكون ذلك عند إحساسك أن نوبة الغضب قادمة، أو أن المزاج السيء في الطريق.
• يمكنك أن تساعدي طفلك على الطاعة: بتوفير بدائل، فإذا كان راغبا في اللعب بالسكين:كوني واضحة: "السكين ليس للعب"، يمكنك أن تستخدم سكينك وأعطه سكينا بلاستيكيا يمكنه أن يستخدمه فعلا وغيره من الأشياء التي يمكنه استخدامها كلعب ويزيد تعلقه بها أن تلعبي بها بعض الوقت معه أو تطلبي منه أن يحضرها ليقوم بمهمة ما حقيقية بجانبك أثناء انشغالك بشيء ما.
• حاولي دائما توفير البدائل: مثال آخر: إذا كان طفلك يلعب على السرير، يمكنك أن تقولي له: السرير ليس للعب. يمكنك أن تعلب على الأرض أو تنام على السرير. إذا استمر في اللعب على السرير احمليه وأنزليه على الأرض (بهدوء وحزم) وقولي:" اخترت أن تلعب على الأرض“. ومن المفيد أن تتبعي ذلك بلفت انتباهه لأي شيء محبب فتكوني أصبت هدفين: ثبتي قانون "عدم اللعب على السرير" وفى نفس الوقت كنت هادئة فلم يثيره غضبك، و لفت الانتباه لشيء بديل يمكنه القيام به " النظر للعصفورر، صنع الكيك مع ماما...." .
• أعطيه مهمة يقوم بها، وكثيرة هي الأشياء التي يمكنه القيام بها (كنس، لم ورق، ترتيب رف، تقليب السلطة...) هذا مفيد جدا لتنمية الطفل حركيا و تنمية عضلاته الدقيقة، والأعم الشعور بالأهمية والثقة، والأهم أيضا شعوره بأنه مهم في هذا البيت مما يولد ليه شعورا بالانتماء والمسئولية.
• تأكدي أن طفلك لا يحتاج لنوم، راحة، أكل، شرب، نظافة.
• الأكثر فعالية دوما زيادة السلوكيات المقبولة في طفلك، بدلا من العمل على تقليل السلوكيات السلبية. هذا أيسر وأكثر فعالية على المدى القصير والبعيد. رغم أنها تبدو فكرة غربية ولكن الأفضل فعلا دوما أن تحاول أن تزيد الجيد بدلا من أن تفنى طاقتك في أن تحسن السيئ أو حتى تلغيه. و إن ظل هناك حاجة للتعامل مع سوء السلوك في لحظته، هناك بعض التكنيكات التي يمكنك أن تتبعيها لتتعاملي مع الموقف في لحظته، وكذلك لتزيدي من السلوك الإيجابي: الاستبدال:
• التجاهل: ببساطة السلوك الذي لم يجد دعما وانتباها من الأهل مع الوقت يموت. بشرط أن نكون نبي غيره من الإيجابي، وأن يكون سلوك تافه يفعله الطفل للفت الانتباه. مثال كلمة جديدة يلفظها الطفل إذا استمر لا يلاقى انتباها لها لن يستخدمها، وربما كان من المفيد ألا تتواجدي في محيطه وقت هذا السلوك غير المقبول: تعمدي الانصراف السريع لتبحثي عن شيء، تنظري للطعام على النار، تنادى على... المهم أن يعتقد الطفل فعلا أنك لم تلاحظيه., المهم أن تستخدم التجاهل في التوافه لا تستخدمه في السلوكيات الهامة والتي يتأكد الطفل أنك تراه تسيء السلوك حتى لا يعتقد أنه سلوك عادى. وأعلم أن الطفل سيزيد من حدة سلوكه غير المقبول حتى يقلع عنه مثلا يستخدم الكلمة تكرارا وبكثافة حتى يقلع عنها. أو يعلى صراخه حتى يسكت.
• أكررها دربي نفسك على أن تعيري طفلك انتباها إيجابيا لما يحسنه من سلوك.
أنتظر تواصلك ومزيدا من استفساراتك..
هيا لممارسة أمومة سعيدة فعالة بدلا من العشوائية المؤلمة..
أختي الكريمة: هيا فلنربى جيلا يباهى رسولنا به الأمم ليس كزبد البحر..
هيا أمتنا تحتاج لكل نفس.
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك