بعد أيام قليلة إن شاء الله سأكون أبًا لطفل
كيف أستطيع أن أربي هذا الطفل
بشكل طيب مع المتغيرات البيئية الحديثة؟
14/2/2022
رد المستشار
أهلاً بك أخانا الكريم.. نسأل الله أن يبارك لك في طفلك ويعينك على تربيته ويجعله من الصالحين.
يتطلب الأمر وجود مرجعية تربوية تنتظم من خلالها عناصر التربية المختلفة، وهذه المرجعية تتوقف على ثقافة الأبوين وانتماءاتهما وأولوياتهما، وتعتبر هذه المرجعية هي برنامج العمل الذي يحرك الأبوين ويحرك الطفل فيما بعد، وهناك قواعد أساسية وضعها علماء التربية كي تسمح بنفاذ هذه المرجعية وتأثيرها في الجهاز النفسي للطفل من هذه القواعد مثلاً أن وسائل التربية تنحصر في:
1 - القدوة.
2 - الثواب.
3 - العقاب.
فإذا كنا نريد لأبنائنا أن يكونوا صالحين فعلينا أولاً أن نراجع مدى صلاحنا واستقامتنا، وإذا أردنا أن ندعم سلوكًا معينًا فعلينا أن نثيبه بكل الوسائل الممكنة، وإذا أردنا أن نطفئ أو نمنع سلوكًا آخر فعلينا أن نقرنه باستجابات غير سارة أو منفرة.
ومن القواعد أيضًا الموازنة بين متطلبات التكيف ومتطلبات التطور بحيث نعطي فرصة لهذا الكائن الجديد (الطفل) لكي تنمو مواهبه وقدراته في جو من الحرية، وفي ذات الوقت نعلمه كيف يحترم الضوابط الدينية والأعراف الاجتماعية البناءة، وألا يتصارع معها تصارعًا يستنزف طاقاته ويفسد علاقاته.
القاعدة الثالثة: هي أن ننظر إلى الدوائر المتسعة وأولها دائرة الطفل وثانيها دائرة الأم وثالثها دائرة الأسرة ورابعها دائرة المجتمع وخامسها دائرة الكون الأوسع، فالعناية بهذه الدوائر كلها تعطي نموذجًا تربويًّا متسع الآفاق ومتواصل الحلقات والمستويات، وينتج عنها عقل يتسع للجوانب المختلفة للحياة وقلب يتسع لمستويات متعددة من المشاعر الإيجابية البناءة.
بحيث تراعى في النهاية الأبعاد الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية في كل البرامج والأنشطة التربوية داخل البيت وخارجه.
وإذا قويَ تأثير الأسرة من خلال مرجعية تربوية راسخة ومرنة في ذات الوقت، ومن خلال وسائل تربوية فعّالة فإن هذا يجعل الابن قادرًا على التفاعل مع المتغيرات البيئية بشكل انتقائي يتيح انتفاعه بالإيجابي منها ويعطيه مناعة ضد سلبياتها.