ابني أعمل إيه معه ؟
لو سمحت يا دكتور وائل ابني عنده 7 سنوات ومن فترة لاحظت عليه تغيرات في شخصيته كده وبيعيط وسرحان وخايف ولما اتكلمت معاه قالي إنه شاف حاجات مش كويسة وأطفال بترقص على الاستوري على الموبايل ولما قولتله ده غلط وعيب ده بيخيله مضايق ويسأل كل شيء غلط ولا صح؟
دلوقتي يقولي أي بنت بحس إني بحبها وبيجيله أفكار وحشة عن ربنا وبيقولي ببص على أماكن معينة في جسم أي حد يقابلني
ومتوتر جدا وزعلان من اللي هو حاسس بيه. أنا كمان مش عارفة أتصرف إزاي؟!!
ياريت حضرتك تساعدني
ده إيه واتصرف معاه إزاي؟
12/3/2022
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي الفاضلة
عندما نكتشف كآباء وأمهات أن أحد أبناؤنا قد شاهد محتوى غير لائق على الإنترنت، فمن المحتمل أن نشعر بمشاعر مختلفة فقد تكوني قلقًة أو منزعجة، خاصةً إذا رأوه عن طريق الخطأ. ردود الفعل هذه طبيعية ولكن من المهم محاولة التزام الهدوء والدعم لطفلك. ما كان يجب أن يحدث هو، إذا كانت مشاعرك تتصاعد وقتها، فامنحي نفسك الوقت والمساحة لتهدئ قبل التحدث مع طفلك وذلك حتى تكون محادثتك واقعية وذات أثر إيجابي فعّال في نفسه. ما حدث هنا كما صورتيه.
الطفل رأى مشاهد غير لائقة بالصدفة، وأصيب بالصدمة والذعر ومن المرجح إحساس بالذنب، وعندما تحدث معك، بدلا من طمأنته وزرع الأمان في قلبه وإنارة فكره تصرفت بدافع مشاعرك بطريقة انفعالية فكان أول الحلول نهج العيب والغلط وهذا بالتالي لم يساعد طفلك أبدا ولكن زاد من معاناته وأضاف لها صراع. أغلبنا نتصرف في وقت الأزمات بعاطفية وتتحكم فينا مشاعرنا وهذه طبيعة بشرية، كونك توجهت هنا لطلب المشورة فهو دليل على حرصك واهتمامك لتعلم الطريقة الصحيحة.
سأشرح لك قليلا لتفهم سلوك ابنك ثم نتطرق للحلول إن شاء الله.
يختلف تأثير رؤية المحتوى غير اللائق من طفل لآخر، ويعتمد كذلك على نوع المحتوى الذي شاهده. قد يشعر بعض الأطفال بالقلق أو الانزعاج بسبب ما يرونه، والبعض الآخر لا يفعل ذلك وقد يشعر بعض الأطفال بالارتباك وعدم القدرة على معالجة ما شاهدوه أو أحسوه وقد يكون لدى بعض الأطفال فضول ويريدون معرفة المزيد. وهذا التأثير يعتمد على البيئة التي ينشأ فيها الطفل، ابنك هنا أصيب بالارتباك والقلق ربما، ثم لعله خشي أن يكتشف أمره كونه يعلم أنه أمر غير مقبول ودخل حالة الحزن والبكاء والانعزال. فكر في مدى صعوبة وضعه آنذاك وخوفه من التحدث معك حول ما حدث يريد أن يخبرك لأنه يشعر بالإرهاق أو يشعر أنه مسؤول عن ما حدث، خاصة إذا تعثروا عبر المحتوى عن طريق الخطأ. يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعوره بالحرج مما شاهده ... هذا كان وضعه وحاله
ومع ردة الفعل منك كأنك سلطت الضوء على ما كنت تريدين إخفاءه لذلك سيطر على تفكيره ودخل في صراع بين الفضول والذنب.
الآن حاول مرة أخرى ولنبدأ بشكل صحيح حتى نصحح الوضع:
1. حافظ على هدوءك فالشعور بالضيق سيجعل طفلك يشعر بالقلق أكثر وإذا لم تكوني شكرته للآن فأشكريه على شجاعته وصدقه لإعلامك وطمأنيه بأنك ستعملين على حلها معه.
2. بعد ذلك اسأليه كيف عثر على المحتوى؟ واستمع فقط هذا سيساعدك في معرفة كيف يمكنك تحسين إجراءات الأمان. اكتشف مكان حدوث ذلك، وكذلك، كيف شعر عندما رآه، وماذا شاهد. تذكر، سوف تسمعين وتفهمين بدون لوم أو تأنيب. أمان وهدوء.
3. طمئن طفلك بأنه لن يعاقب، تجنب العقوبة لأن هذا سوف يضر بعلاقتك به وسيقلل من احتمالية أن يأتي إليك بشأن مشكلات صعبة في المستقبل. ولا تأخذي أجهزته منه على الفور وإلا سيشعر بالعقاب. قد يأتي العقاب لاحقًا، لكن في الوقت الحالي، تحل بالهدوء.
في هذه الخطوات السابقة الثلاث كانت إعادة إعداد للطفل وطمأنة له، في وضعك بإمكانك التحدث إليه عن مشاعرك، بأنك فزعت وقلقت وبالتالي كانت ردة فعلك مبعثرة ومن ثم ابدئي معه ليخبرك كل شيء، ومشاعره وهذه خطوة مهمة جدا له ولك، له للتفريغ عن شحنات المشاعر بداخله ولك حتى تتصرفي تباعا. من الضروري التأكيد على عدم الانفعال ... لاحقا وبمجرد أن تهدأي أنت وطفلك، وتكوني قادرة على التحدث عن الأشياء، فقد حان وقت المحادثة الأصعب، التربية الجنسية وهناك الكثير من المصادر الإسلامية التي تساعدك في هذا الشأن.
في هذا العمر من المهم أن يقضي الطفل أوقاتا أكثر مع أبيه، احرص على أن يكون وقته مليئا بأنشطة. أيضا تحدث معه عن شعوره واستكشف أكثر فمثلا اسأليه ... هل مشاهدة هذا جعله يشعر بالسعادة أو بالسوء أو بالأمان أو بالخوف أو بعدم الراحة أو بالفضول أو بأي شيء آخر؟ ولماذا؟
ومن المهم مهما كانت إجابته أن تؤكد له أن كل هذه المشاعر طبيعية ويجب أن يعرف أنه من الجيد أن يشعر على هذا النحو.
وأخيرا حل المشكلة معا ... اسأليه عما إذا كان يعتقد أنه من الجيد البحث عن هذه الأنواع من الأشياء على الإنترنت مرة أخرى. (تلميح ... ليس كذلك.)
وكيف برأيه يمكن أن نمنع حدوثها؟ كيف نتصرف لو تعرض أحد إخوته أو أصدقائه لمثل هذا الموقف؟ اسأليه وناقشيه واستمعي له وأضيفي لحلوله
"وأخيرا": شجعي أطفالك دائما على التحدث إليك في أي وقت حول أي أسئلة وكوني هادئة.
وفقك الله