لا أعرف كيف أبدأ مشكلتي، ولكنني سأحاول اختصارها بشكل كبير، لقد دخلت الجامعة منذ 5 سنوات، ولم تكن لي أية تجارب عاطفية من قبل، وفي السنة الثانية تعرفت على فتاة غاية في الأدب والجمال والاحتشام والرقة وذلك بشهادة الجميع، ورغم اهتمامي العادي بها في البداية؛ فإنني وجدت نفسي أنجذب إليها بشكل كبير، وكأنها تحتل كل جزء في حياتي، وبعد عدة مواقف بيننا تأكدت أنها لا تفكر في الزواج من طالب مثلها، كما أن أخلاقها لا تسمح بإقامة علاقة مع شاب لن ترتبط به.
وخلال 4 سنوات كنت أحبها في صمت، ومن أجلها كتبت قصائد شعرية ومذكراتي الشخصية، وكان حبها هو شاغلي الوحيد رغم أنني كنت متفوقًا دراسيًّا، بل تخرجت في الكلية وكان ترتيبي الخامس على الدفعة، وهي بالمناسبة إحدى كليات القمة..المهم أنه في العام الأخير يبدو أن مضايقاتي اللاإرادية مني قد ضايقتها، خاصة وأن ظروفي المادية لا تسمح لي بالارتباط مطلقًا، كما أنني خشيت من رفضها لي فلم أصارحها بشيء...
في العام الأخير من الدراسة كلفتْ بعض الزميلات بأن يبلغنني بأنها ترفضني تمامًا، وأن أبتعد عنها بل إنها قامت بترويج شائعة غير صحيحة وهي أنها تمت خطبتها لشاب آخر؛ حتى أنسى هذا الموضوع وربما بسبب لهثي الدائم وراء أخبارها حتى البسيطة منها، الأمر الذي ربما أثار لغط الزملاء حول إن كان هناك شيء بيننا... ورغم ذلك وكما تعودت دائمًا لم ينقص حبها بقلبي، بل كان يزداد دائمًا أضعافًا... حتى بعد انتهاء الدراسة وابتعادنا تمامًا كانت ولا تزال بذاكرتي ليلا ونهارًا، ولا أعرف ماذا أفعل!!
أنا لست إنسانًا رومانسيًّا كما تتصور، بل إنني في قمة الواقعية، ولست منعزلا، بل اجتماعي جدًّا وكثير الخروج والأصدقاء، وأعمل في وظيفة جيدة .. وبلغني أنها سيتم عقد قرانها يوم 16 أغسطس الحالي، وأنا في جحيم نفسي رغم أن خارجي لا يبدو عليه شيء.. ما هو الحل؟ وأنا متأكد أنه حتى لو عقد قرانها ثم زفافها وحتى ولو أنجبت.. لن أنساها أو أرتبط بغيرها.. هل ذنبي أنني ارتبطت بفتاة ملائكية لم يعد هناك مثلها هذه الأيام؟..هل غلطتي أنها لم تحبني.. أم وزري الذي أتحمله هو فقري وقلة حيلتي؟
مشكلتي يا سيدي، مشكلة أجيال عديدة، وليست مجرد مشكلة حب من طرف واحد أو هواجس حب أول، أو حتى قصة حب فاشل .. إنها آمال تتبعثر وأحلام تظل حبيسة الصدور، وأنا لا أريد منك حكمًا عامًّا، فإني أعلم تمامًا تشخيص المرض، بل ودواءه، ولكنني لا أقدر على ارتشافه ليس ضعفًا مني، ولكنه يحتاج إلى قوة لو وُجدت عندي ما صرت إنسانًا ذا مشاعر وأحاسيس أبدًا،
أشكر لك السماح لي بالإطالة
وأريد منك ردًّا سريعًا من فضلك.
21/3/2022
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
في بداية الأمر لا يوجد دليل في رسالتك يشير إلى إصابتك باضطراب عقلي.
ثانيا وهو الأهم هو أن هذا الحب الذي هو من طرف واحد بعيد عن الواقعية ولا علاقة له بالرومانسية أيضاً وإنما مشهد من مشاهد الإنسان الذي يميل إلى التسلط العاطفي والنرجسية. الحب من طرف واحد ليس إلا نموذجاً صارخاً للحب الفاشل.
لا توجد مضايقات لا إرادية وإنما هناك مضايقات إرادية فقط تحدث وأنت في كامل وعيك والحب الفاشل الذي تتحدث عنه هو نوع من أنواع المطاردة٬ وهذا ما يفسر إشارتك بأنك إنسان واقعي غير رومانسي.
بدلاً من الحديث عن حب الفتاة عليك أن تتحدث عن احترام الفتاة والتوقف عن مطاردتها بصورة أو بأخرى.
حين ذاك يمكن أن توصف نفسك بإنسان واقعي يحترم آراء الآخرين.
ما أنت بحاجة إليه هو البحث عن عمل.
وفقك الله.
اقرأ على مجانين:
الحب الأول
الحب الأول إكرام الميت دفنه !
فشل الحب الأول : آلام في العمق !