كل شيء
لا أدري حقا ما أقول فأنا لا أعرف كيف أعبر عن ما حصل في حياتي.
أنا فقط أشعر بالفراغ وأحس أن لدي فجوة كبيرة حالكة بداخلي، جميع من حولي لا يحاولون أبدا بشأني، أنا حقا أحس بأنني لا شيء داخل هذه الأسرة الكبيرة والمتحابة، أنا حقا غير موجودة أمامهم مهما حاولت فرض وجودي حتى بأسخف الطرق،هم لا يرونني وحسب،ولن ينتبهو أبدا.
مع الوقت صرت أبتكر أشخاص أتحدث معهم وحتى أبتكر أماكن وجودي والآن في هذه الأماكن ومع هؤلاء الأشخاص صارت هناك أحاديث كثيرة وأحداث كثيرة لكن الآن أحس بأن عقلي سينفجر لأشلاء عديدة فأنا لم أعد أتحمل،حتى الأشياء التي أبتكرتها انقلبت علي وصارت تقف ضدي.
أنا حقا أريد الصراخ حتى تتقطع أحبالي الصوتية وأفقد القدرة على الكلام مجددا، أريد البكاء في حضن أمي، أريد أن أقف أمامهم وأخبرهم بأنني وحيدة وأنني أحتاجهم جميعا: أبي، أمي، إخوتي وأخواتي لكن لما لا يسمعون وحسب؟ لما لا يهتمون؟؟؟ إذن لما لا يدعوني أرحل كي أرتاح ويرتاحوا؟؟؟
هل سينفع اقتلاع قلبي ورميه بعيدا ثم محاولة العيش بجهاز مكانه؟ هل هكذا سأصبح جمادا ولن أتألم مجددا؟
أرجوكم ما الحل؟؟؟ فحتى طبيب نفساني يمنعونني من زيارته حفاظا على نقودهم!
24/3/2022
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لنبدأ بالأسئلة الأسهل والتي ستساعدك الإجابة عليها في التعامل مع معاناتك. ما ترتيبك في أسرتك؟ هل أنت الأصغر بينهم؟ ما الاهتمام الذي تريدين منهم؟ هل هو مناسب لعمرك ومستوى نضجك؟ أنت في عمر يفترض أنك أصبحت قادرة على الاهتمام بنفسك ويتوقع منك كذلك تقديم الاهتمام والرعاية لغيرك، لعل الخلل في توقعاتك التي لا تنسجم مع عمرك أو مع ظروف أسرتك، الاحتمالات كثيرة.
ينبغي أن تكوني صادقة مع نفسك في تحديد الخلل في علاقتك بأسرة تصفينها بالكبيرة والمتحابة، لا تحاولي استخدام أساليب ملتوية طفولية أو سخيفة في لفت انتباههم بل العكس قد يكون هو الوسيلة الأفضل، أي أن تعبري عن نضجك وتبادري بتقديم الاهتمام كي تصبحي جزءً مهما في حياتهم كما تريدين ويبادلونك الاهتمام. ما المشكلات التي تعاني منها أسرتك ويمكنك مشاركتهم حلها كي تكوني مهمة في الأسرة لا بد أن يكون لك دور فاعل في حياتها اليومية.