السلام عليكم
أنا متزوجة منذ عام تقريبًا، ومشكلتي هي أن زوجي عندما يغضب يتكلم معي بصوت مرتفع؛ مما يغضبني، فأنا طبعي هادئ، ولا أتحمل الصراخ، لكنه بعد أن يهدأ يطلب مني المسامحة، ويعدني أنه لن يعود إلى ذلك، ثم يعود بعد ذلك، ولقد سئمت من هذا الطبع. مع العلم أني متأكدة من حبه واحترامه لي، ومن أنه لا يقصد بذلك إيذائي، ولكنه طبعه.
فماذا أفعل حتى يترك هذا الطبع؟!
وجزاكم الله خيرا
14/3/2022
رد المستشار
نحن نؤمن بالله ونعبده، ولا نشرك به شيئًا، ومع ذلك نحن نذنب ونقصر في حقه تعالى، وفي كل مرة نتوب ونصدق العزم على ألا نعود، ولكننا نعود للذنب، ثم نتوب، ثم نعود... رغم أن نعم الله علينا لا تُحصى، ورغم أنه عزيز مقتدر، إذا كان العبد يفعل ذلك مع الله خالقه ورازقه، فليس مستغربًا أن يفعله مع عبد مثله.
أنت تتفقي معي أن زوجك يحبك ويحترمك، وأنه لا يقصد الإساءة بدليل أنه يعتذر، ولكنه يعود ثانية، وهذه هي النفس البشرية، ولا شك أن زوجك يتحلى بالكثير من مكارم الأخلاق التي تشفع له عندك.
كلامي هذا ليس دعوة أتوجه بها إليك لتستسلمي لهذا الطبع، وليس مبررًا لتستمري مع زوجك بهذا السلوك، وإنما قصدت بكلامي أن يتسع صدرك، وتتحلي بالصبر والرفق تجاه زوجك، فتكوني جديرة بالصبر والرفق من الله تعالى.
وأنتقل الآن إلى بعض النقاط التي ربما تساعدك في محاولة التغيير:
1 - أهم شيء هو أن يستقر في نفسك وفي نفس زوجك أن تغيير الطباع ممكن، وأن تؤمني أن السبب الرئيسي في عدم قدرتنا على التغيير - أي تغيير عمومًا - هو شعورنا الداخلي بأن التغيير غير ممكن.
ونحن كلنا نعلم ما حدث لسيدنا يونس - عليه السلام – لأنه شعر في وقت ما أن التغيير غير ممكن، فالْتَقمه الحوت.
2 - يا حبذا لو بدأتما حوارًا هادئًا حول هذا الطبع - بعيدًا عن جو المشاحنات - وحاولتما معًا نسج تصور عملي لترشيد هذا الطبع، مع الاتفاق على عيوبه، وعلى نهي الله تعالى عن "الصوت العالي" وعن "الاستسلام للغضب"، مع الاسترشاد ببعض النصائح المذكورة في كتب الأخلاق حول وسائل مقاومة الغضب، مثل الاستغفار من القلب فورًا، والاستعانة بالله من الشيطان الرجيم، والوضوء، وتغيير الجلسة، وتذكر قبح الصوت العالي في التشبيه المذكور في القرآن الكريم.
3 - من المفيد أن تتفقي مع زوجك أن تغيّري أنت أيضًا أحد طباعك التي لا ترضينه، ويكون ذلك على التوازي مع محاولته هو لتغيير طبعه الذي لا يرضيك، وهكذا يشجع كل منكما الآخر عند النجاح، أو يلتمس له العذر عند الإخفاق.
4 - أسلوب المكافآت مفيد جدًّا إذا مرت فترة معينة دون أن يتكرر هذا الخطأ، مما يشجع على الاستمرار والتقدم.
في النهاية، أقول: أهم شيء هو الحوار الهادئ، والصبر الجميل.
واقرئي أيضا:
لا أستطيع مناقشة زوجي في أي موضوع