فقدان الشغف والفشل في المذاكرة
السلام عليكم، أنا طالب طب سنة ثانية فصل ثاني، قبل الجامعة كنت أحب الدراسة كثير وكنت متفوق في المدرسة وأنهيت الثانوية العامة بتفوق، كان حلمي أصير صيدلي لكن تحديت نفسي أن أدخل تخصص الطب البشري لأن أقربائي وأصدقائي في المدرسة إلتحقوا بهذا التخصص وبسبب رغبة أهلي ورغبة من حولي ورغبتي في تحدي هذا التخصص دخلت الطب البشري وكانت السنة الأولى الكترونية.
تفاجأت أن كل المواد بالإنجليزي ومع ذلك كان لدي جلد دراسي لا أتوتر قبل الامتحان وأدرس بفاعلية ولا ألتهي على الجوال والإنترنت وكانت علاماتي جيدة جداً في نهاية الفصل الأول لكنني واجهت صعوبة في مساق يحتاج إلى الحفظ بسبب المعلومات الكبيرة الموجودة فيه فاضطررت مع بذل كل جهدي الدراسي (ولكن ثلثي المعلومات لا ترسخ في عقلي) إلى اللجوء للغش في الامتحان، دخلت الفصل الثاني وفقدت شغفي الدراسي صرت أبدع في المساقات التي لا تحتاج جهداً دراسياً مثل الإحصاء الحيوي لأنه يعتمد على الحفظ بدرجة كبيرة وصلت فترة امتحانات الفيرست وأنا أبذل كل جهدي مع فقدان الشغف والملل من البقاء في المنزل ولكن علاماتي لم تكن كما توقعت ولكنها ليست سيئة كثيراً (أكثر شيء بنقص 7 علامات)
ولكني دخلت امتحانات الفاينال محبطاً وفاقداً للشغف مع إني حاولت كثيراً أن أسترجعه ولكن دون جدوى وصرت أميل كثيرا لوسائل التواصل الاجتماعي وأقضي ساعات طويلة عليها فاستعملت الغش في كل امتحانات الفاينال، سجلت في الفصل الصيفي وقررت أن أتغير للأفضل لكي لا أخيب أمل وظن والداي فيّ خصوصاً أني ابنهما الوحيد فحدث معي نفس ما حدث في الفصل الثاني وكنت لا أستطيع أن أصارح والداي بذلك وكان ليس لدي أصدقاء أفضفض لهم (حاجتي للأصدقاء أثرت على نفسيتي كثيراً مع أني كنت في المدرسة بلا أصدقاء ولكن لم أكن أهتم)
فكرت ألف مرة في كل يوم أني لا أستحق الطب وأني فاشل وأنه يجب أن أغير التخصص وأن مستقبلي قد ضاع وواسيت نفسي أن سبب ذلك هو الدوام الإلكتروني ووصلت الفصل الاول من السنة الدراسية الثانية وكانت وجاهية كنت أدرس بجد وكنت مستأجر سكن قريب من الجامعة ولا أحب كثيراً الذهاب للمنزل لأنني لا اشعر بالراحة الدراسية هناك وكنت أتحدث مع أمي كثيرا أني لا أحس بالراحة في الدراسة في البيت، أنهيت امتحانات منتصف الفصل وكنت قد درست بكل جدية لتعويض ما فات فوجدت تحسناً في أغلب المواد ولكن كانت علاماتي سيئة في أهم مادتين في هذا الفصل ربما بسبب سوء اختيار الطريقة الصحيحة للدراسة.
وصلت امتحانات الفاينال وأصبت بحالة من اللامبالاة الدراسية وكنت أجبر نفسي على الدراسة وكانت كل علاماتي سيئة وتحصيلي الدراسي للفصل سيء كثيراً جدا اجتزت المساقات بعلامة النجاح فقط ورسبت في أهم مساق في الفصل ولم أتجرأ أن أخبر أمي بذلك (أمي تتابع دراستي فأميل للحديث معها أكثر من أبي فأبي لا أتحدث معه كثيراً، أحس أن أمي أقرب إلي)
كنت عندما أسمع أقربائي ينادونني دكتور أتقطع من الداخل وعندما يوصياني أبواي بالاستمرار والاهتمام بالدراسة أتحطم نفسياً وأريد أن أبكي لأني أحس أني غير أهلٍ لثقتهما فيّ وهما يوفران لي ما أطلبه وزيادة وكنت أعاقب نفسي أحياناً بعدم طلب أشياء كثيرة وفي بعض الأحيان ضرورية، وكنت لا أخبرهما بموعد دفع القسط لأني فقدت الشغف.
فلا أعرف ماذا أفعل؟!!
وشكرا لجهودكم
21/4/2022
رد المستشار
أهلا "يوسف" فقدان الشغف أو الدافعية من أعراض الاكتئاب، والاكتئاب مرض كغيره نصاب به دون انتباه فتحقق بداية من خلال موقع محترم بتطبيق اختبار الاكتئاب، إن كانت النتيجة إيجابية عليك بطلب المساعدة بسرعة.
لن نناقش أسباب اختيارك للتخصص فأنت قد أنهيت عامين في دراسته وسأغض الطرف عن عملية الغش فصرت أعتقد أن أحدا لم يغش خلال فترة التعلم عن بعد، ولكن بغش أو بدون غش نجحت وإن لم تكن راضيا عن مستوى أدائك فالتوقعات العالية الدائمة غير منطقية وتسبب التوتر والقلق وهما يفتحان بابا واسعا للاكتئاب.
أنت تدرس من أجل نفسك أولا وأخيرا لا من أجل والديك جزاهما الله خيرا على حسن رعايتهم لك فإن قاموا بدورهم نحوك يبقى أن تقوم بدورك نحو نفسك وليس لأجلهم فهم سيبقون أهلك ويحبونك ولو كنت واحد من عشرة من الأولاد، هكذا سخر الله الوالدين لرعاية الأولاد وهم مأجورون إن شاء الله. تخفف من الشعور بالذنب نحو والديك وركز على مسئوليتك تجاه نفسك.
نعم دراسة الطب متعبة لأنها مهنة جليلة ومهمة وينبغي أن يكون من يتولاها أهلا لهذه الأمانة، ولكن من قال أن غيرها من التخصصات ستكون أسهل عليك، إن غيرت تخصصك ستجد في كل تخصص مواد دسمة يتعثر فيها البعض. تعثرنا في الطريق لا يعني الرجوع عنه بل المحاولة بجدية وانتباه أكثر، مع تبني الأمال الواقعية، تقبل من نفسك الضعف في بعض المواد والتميز في بعض المواد وفي النهاية الدرجات والعلامات ليست هي معيار التميز في الحياة العملية، هل تعتقد أن جميع من تمر عليهم من أطباء قد تخرجوا بدرجات امتياز دعني أحدثك عن صدمتي عن تميز طبيب كان معدله مقبول في البكالوريوس وتدرب في تخصصه في مايو كلينك.
تأكد أنك لا تعاني من الاكتئاب بداية، وغير أفكارك تجاه دراستك والهدف منها ثانيا، وثالثا صارح والديك برسوبك عاجلا لا أجلا فلا قاتل للنفس كما الأسرار عمن نحب.
واقرأ أيضًا:
دراسة الطب والشعور بالذنب !
بعد سنة في كلية الطب
ضحايا الطب سابقا: خبرة المرض والتعافي مشاركة
الطب هو الطب .. حتى في رومانيا !
طالبة الطب والخوف من الفشل
طالبة الطب وحدوتة التركيز
النفس ... والطب