كيف يتسنى لي أنا أكون معتدلة في حبي للآخرين، بمعنى أنني عندما أحب صديقة لي أتعلق بها كثيرا وأخاف عليها بصورة تزيد عن الطبيعي، وعندما تغيب عني أقلق عليها جدا وأبحث عنها في كل مكان حتى أجدها ثم ألومها لماذا اختفت دون أن تخبرني!
ومثال على ذلك أني حدثت صديقة لي على تليفونها ولم ترد عليَّ وكررت الاتصال بها كثيرا؛ لأني قلقت عليها جدا، ثم خطر ببالي أن أتصل بها في مكان عملها وبالفعل وجدتها وعاتبتها على هذا الفعل، ولكنها بررت موقفها بأنها لا تعرف رقم تليفون منزلي حتى تخبرني أن التليفون لن يكون معها.
أشعر أنني أحبها وأخاف عليها بطريقة تزيد عن الطبيعي؛ حتى إنها تعجبت لهذا القلق الزائد، وأنا أشعر أن خوفي على الآخر بهذه الطريقة يتعبني جدا؛ لأني عندما أقلق على أي صديقة أشعر بتوتر نفسي، ولا أطيق أن أحدث أحدا ممن حولي حتى أطمئن عليه، كما أني أشعر أن هذا الخوف والقلق الزائد على الأصدقاء قد يضايقهم ويشعرون أنهم محاصرون.
بالإضافة أني أتأثر كثيرا بمشاكل صديقاتي، بمعنى أني عندما حكت لي صديقتي عن مشكلتها مع أهلها وأنها لا تحبهم وأنهم يضيقون عليها حياتها وهي لا تشعر بالسعادة معهم تأثرت بكلامها جدا، وعندما أكون بمفردي وأتذكر ما دار بيني وبينها أتضايق عليها جدا وأتمنى أن أحدثها في الهاتف حتى ولو كنت حدثتها في الصباح، ولكن كما قلت أخشى أن تتضايق من إلحاحي بالسؤال عليها بهذه الطريقة.
سيدي الطبيب، كيف عليَّ أن أعتدل في حبي ولا أفرط به بهذه الطريقة!!! لأني أخشى أن يتقدم أحد لخطبتي وأتعلق به وأحبه ويكون هو غير مناسب لي ثم أصدم في مشاعري؛ فأنا عندما أحب صديقة وأخاف عليها بهذه الطريقة ولا أجد مقابل هذا الحب سوى الجفاء أصاب بخيبة أمل كبيرة. لأننس في طفولتي لم أتلق الحب والحنان الكافيين؛ لذا كلما قابلت أحدا أحببته وتعلقت به جدا.
فأبي وأمي كانا في طفولتي يتقاتلان كثيرا،
فهما لم يكن عندهما وقت لإعطائي الحنان الكافي.
27/4/2022
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
هذه الظاهرة كثيرة الملاحظة في أعوام المراهقة وتعد نموذجًا لما يسمى بالتعلق غير الآمن للفرد مع ذويه في الطفولة. التعلق غير الآمن من ثلاثة أنواع كما هو موضح في المخطط أدناه ويتم ملاحظته في ما لا يقل عن ٥٠٪ من البشر في أعوام المراهقة.
تعلقك هو ما يسمى بالتعلق القلق وانتشاره يقترب من ٢٠٪ وانتباهك لهذا الأمر يعكس درجة بصيرة عالية بأن هذا السلوك لا فائدة منه قد تكون نتائجه عكسية. يميل هذا السلوك إلى التلاشي تدريجيًا مع توسع شبكتك الاجتماعية. في نفس الوقت عليك الانتباه إلى التحديات البيئية التي تواجهك والسعي إلى تطوير نفسك ثقافيا واجتماعياً. ما تعانين منه ليس بمرض نفسي والإنسان يتغير مع الوقت وعملية النضوج لا تتوقف.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
التعلق Attachment
تقييم التعلق في الطفولة