مشكلتي تكمن في أنني لا أستطيع التعبير عن مشاعري.. فقد أحب شخص ما -ولا أعني بذلك حبيبا لا إنما صاحبتي أو حتى أختي أو خالتي- حبا شديدا ولكني أخجل من التعبير عن مشاعري.
أنا الآن أمر بحالة غريبة؛ فأنا بمجرد أن أرى شخص مرة ويعجبني أي شيء فيه ... أدبه، شكله، أي شيء .. فإنني أعجب به بدون حتى أن يتكلم معي، وأفكر فيه كثيرا، وبمجرد أن يمضي وقت يبعد فيه أنساه .. ولما أراه مش بحس ناحيته بأي حاجة، أنا متأكدة أنه مش حب فأنا لست من هؤلاء اللاتي تعتبرن كل ما في الكأس ماء وقد يكون حنظلا أو شيئا آخر ولكن مع ذلك أنا خائفة من هذا لأنني في أولى جامعة وأخاف أن أقع في حبال ذئاب البشر مع أنني لم أكلم ولدا قط وكل تعاملاتي بلا استثناء مع البنات.
ولكنى خائفة حتى أنني ساعات كتير بحاول أنني أقول: لا مش ينفع بلاش كده وابعدي، لكن بارجع أقول تاني: أنا عارفة أنه مش حب وده ميل فطرى يبقى ليه .. ما أسيب نفسي تشعر بنفسها شوية لكن باقول: لا إزاي أنا خايفة .. أعمل إيه علشان أتخلص من الإحساس ده؟؟ أنا مش عايزة أحس بالإحساس ده والمشكلة الأكبر اللي أنا بعاني منها دلوقتي هي أنني باحب جوز خالتي حبا شديدا لا يوصف حتى أنني متأكدة أن ابنته نفسها لا تحبه نفس الحب الذي أحبه له.
فأنا أنتظره وحين أذهب إلى هناك بادعي ربنا أنه يعاملني حلو والمعاملة الحلوة أنا لما باذهب إلى هناك بيعاملني عادي يعنى "إزيك؟ عامله ايه؟" كده لكن مش هي ده المعاملة الحلوة اللي أنا عايزاها، أنا عايزاه يكلمني كتير وكتير أوى عشان يرضي قلبي قبل نفسي وأنا عايزة أكون دايما مميزة معاه، يكلمني أكتر من الآخرين .. يعني فاتحة أختي كانت امبارح ودعيناهم وكنت مستنياه هو بس لكن طبعا أنا كنت باقول أنني مستنية خالتي لكن لأ.. أنا كنت مستنياه هو، ولما مش جه حسيت بحزن غريب جواي حزن شديد حتى أنني قد كدت أنسى فرحتي وهو وخالتي يفكرون بجدية أن يزوجوا ابنهم لأختي
وصباح اليوم قالت خالتي لأمي: والله أنا مش عارفة هي (أختي) عاملة إيه ليه (لجوز خالتي) عشان يحبها بالشكل ده؟ .. ساعتها أنا زعلت حتى أنني بكيت حزنا لأنه لم يقل هذا الكلام ده عليّ... يمكن أكون أنانية لكن المهم أنني زعلت حتى أنني ساعات بسهر الليل أفكر هل يحبني مثل ما أحبه؟؟ .. ساعات أقول لا وساعات آه ولكن بعد كده باقول أيوه هو بيحبها هي أكتر يعنى أختي وأقول نفسي: لا أنا لازم أنسى .. فيه إيه .. إيه اللي أنا باعمله ده؟ ليه أحبه كده؟ لازم أن أتمالك نفسي؟.. أيوه هو بيحبها أكتر.. عايزة إيه؟!
لكن أرجع أقول تاني: بس أنا بحبه، وهو بيحبني ومينفعش مش أحبه صدقوني أنا مش عايزة أكرهه لكن في نفس الوقت عايزة أحبه جدا لكن مش للدرجة دي مش لدرجة أنني أبكي عشان بيتكلم مع واحدة من أخواتي ومش معاي أنا مش عارفة أنا بحبه ازاي مستحيل يكون حب حبيب وحبيبة. ده أمي أكبر منه ب3 سنين بس ومش عارفة مش حب بنت لأبوها لأنى عمري ما حطيته محل أبوي بحبه ازاي معرفش أنا خايفة ليتحول الحب لحاجة تانية أو حب تانى يبقى مستحيل أعالجه وينتهي به الحال إلى مرض نفسي!
هل أنا أنانية؟ أم قاسية على نفسي؟ أم فعلا أحتاج لحل ولا تقولوا قولي لأمك لأنني لا أستطيع أن أقول لهم شيئا فهم لم يتقربوا منى أبدا، فكل ما يعرفونه عنى هو ماذا أشرب وحاجات عادية، حتى إخوتي لا أجرؤ على قول أي شيء لهم .. أرجوكم جدوا لي حلا سريعا ولا تغفلوني لأني في أشد الحاجة إليكم.
أنا أكتب لكم كلماتي ودموعي تسبقني إليها وقلبي ينزف دما أرجوكم لا تتركوني أعاني، 21 يوما كتير أوي علي أرجوكم لا تتركوني وحدي فلقد سئمت من الوحدة، أنا ليس لي أصدقاء أشاطرهم ويشاطرون قلبي الأحزان وأمي وأبي بعاد عني فكل الأحزان في قلبي وحده حتى سئمت ذلك وتعودت على كتم أحزاني ولكني لم أعد أستطيع تحمل المزيد.
فأرجوكم لا تتركوني وجدوا لي حلا لما أنا فيه أستطيع تطبيقه
صراع في نفسي بين قوتين لا أعلمهم فأرجوكم احسموا الصراع وشكرا.
28/04/2022
رد المستشار
صديقتي
من الواضح أنك تتوقين للاهتمام ولكن إعجابك السريع بالأشخاص والتفكير فيهم بمجرد تكوين انطباع جيد عنهم هو مبالغة عندما يوصف بالحب ... أيضا خوفك من التعامل مع الجنس الآخر مبالغ فيه وغير مبرر إلا في ضوء أنك تسمحين لنفسك بالانجراف والاندفاع في أي شيء يشبه الاهتمام وتأولينه على أنه حب وأنه سوف يؤدي إلى الجنس وتخافين من الذئاب البشرية ... ولكن ماذا تريدين من الحب؟.. الحب أصلا يحتاج معرفة حقيقية على مدى طويل وتعاملات متعددة وليس مجرد الإعجاب والانجذاب والاندماج السريع... الحب أيضا يتطلب توافق في الفكر والمعرفة والثقافة والمستوى الاجتماعي لكي ينجح ويستمر.
بالنسبة لزوج خالتك فربما أنت منبهرة به وأيضا تعلقت به لمجرد أنه يبدو أنه يحب أختك أكثر منك... ربما يكون هذا صحيحا ولكن أي نوع من الحب هذا وأي نوع من الحب تريدين... قد يكون الأمر ينحصر في أن أختك تتعامل معه بمحبة لا يشوبها عار وإحساس بالذنب لأنها تحبه كأب وتعبر عن هذه المحبة بتلقائية ولا تنتظر منه أداء معينا وردود أفعال محددة تريدها هي، بغض النظر عن معقوليتها ومنطقها ... أغلب الظن أنه يجد أن التعامل مع أختك فيه محبة تلقائية صافية وربما الأمر مجرد أنها مريحة في التعامل معه.
من ناحية أخرى، هو أصغر من والدتك بثلاث سنوات ... هذا معناه أنه كان يحب ويتزوج ويعمل ويمارس جوانب متعددة من الحياة ويكتسب خبرات قبل ميلادك... ما هو الحب الذي يمكن أن يحدث بينك وبينه وهو زوج خالتك وعاش ومارس الحياة ضعف عمرك على الأقل؟ ما هي أوجه التوافق الفكري وتوافق وتماثل الخبرات الذي يمكن أن يحدث بينك وبينه؟ ما هي الأشياء والأفكار والهوايات والفلسفات ومستوى الأداء (في أي شيء) المشترك بينكما؟
علاقتك بزوج خالتك من المنطقي أن تكون مثل علاقتك بأبيك وعمك وخالك بدون أن تضعيه مكان أحد منهم ... أحبيه كما تشائين في هذا الإطار ... ليست هناك مشكلة في هذا.
المشكلة الحقيقية أنك ما زلت لا تفهمين ما هو الحب وتخلطين ما بين أنواع مختلفة من الحب وما بين الحب والإعجاب والانجذاب والانبهار والاهتمام.
أنصحك بتثقيف نفسك عن الحب وحقيقته وجوانبه وأنواعه ... الحب أيضا يحتاج أولا أن تحبي نفسك... عاملي نفسك معاملة من تحبين مثل أختك وصديقتك المقربة ... عاملي نفسك بمحبة وطوري من نفسك قبل أن تبحثي عن قصة حب لكي تطمئني على نفسك وتضمني الاهتمام والأمان.
الأمان والتقدير الذاتي والثقة بالنفس والحب والسعادة... هذه الخمسة أشياء يجب أن تبدأ من داخل الإنسان وألا يبحث عنها خارجه ... أغلب الناس تعساء لأنهم يبحثون عن هذه الأشياء خارجهم ويريدون أن يوفرها لهم الآخرين.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب