أريده بالحلال
أنا فتاة أبلغ من العمر 17 عامًا، أدرس في الصف الثالث الثانوي، لا أعرف إن كانت مشكلتي تافهة أم لا، ولكني أحتاج حلًا لها، أنا أحب شخصًا يبلغ من العمر 24عامًا، تعرفت عليه وأنا عمري 14 عامًا، وبقيت أكلمه لمدة 3 سنوات، ولم أقابله إلا 3 مرات وبعد هذه الثلاث سنوات تقدم لخطبتي، ولكن أبي رفض عندما علم بأني أعرفه، وحاول الكثير إقناعه، ولكنه رفض رفضًا قاطعًا، ولكني بقيت مع ذلك الشخص أكلمه، ولم أقطع علاقتي به مع أني أعرف بأنه لا أمل بيننا، والآن تقدم لي شخص آخر، وأبي موافق عليه، وهو ينتظر ردي، ولكني لا أعرف هل أقبل وأنا قلبي معلق بشخص آخر أم لا؟
وحتى لو قبلت فكيف أخبر من أحب بأني أريد قطع علاقتي به مع العلم بأني حاولت مرة أن أقول له: إنه لم يعد هناك أمل بيننا، لكنه رفض وقال لي: إنه لن يتركني مهما حصل، وسيحاول مرة أخرى، وإن لم ينجح سوف يفعل أي شيء كي لا يتركني، فماذا أفعل؟ وهل أوافق على من تقدم لي مع أني أحب ذلك الشخص؟ مع العلم بأني أرغب في الزواج مع أنني صغيرة السن!!!
أرجو الرد السريع لهذه المشكلة وألا تنظروا لها على أنها مشكلة فتاة مراهقة وشاب مراهق.
لأني فعلًا أريده بالحلال
25/5/2022
رد المستشار
أهلا بك يا "صفا" على موقع مجانين للصحة النفسية.
مشكلتك ليست تافهة، بل هي مشكلة تتكرر كل يوم وتخلق مشاكل اجتماعية كثيرة؛ هل أزوج بنتي ممن تحب أو ممن أريده أنا بصفتي أبا؟
قبل الحديث عن قرار أسرتك، عندي أسئلة مهمّة بخصوص الموضوع، أنت ترغبين بالزواج في سن 17 سنة، فهل طرحت على نفسك السؤال الأهم: "هل أنت فعلا مستعدة لمسؤولية الزواج؟" أم أنّ دافعك عاطفي دون النظر للزواج على أنه أكثر من قصة حب وارتباط وإشباع جنسيّ؟ الزواج مسؤوليات وتعقيدات وعلاقات أسريّة (وتزيد هذه العلاقات تعقيدا في مجتمعات تتزوج فيها العائلات وليس الأفراد!)
هل تملكين من النضج الكافي حياتيا للزواج وبناء أسرة وتربية أطفال سترزقين بهم غالبا في السنة الأولى من الزواج؟
هذه أسئلة أكثر أهمية في نظري من الزواج نفسه والإسراع به ... أما عن رفض والدك، ففي نظري هو مخطئ لأنه رفض أحد يعرفك ومتعلقة به، ليقبل أحدا آخر غيره، فلو رفض زواجك لصغر سنّك لكان قراره أكثر منطقية، لماذا يحرمك من شخص لمجرد أنّكما تعرفان بعضكما البعض، أليس في الحديث "ما رأيت للمتحابين مثل الزواج". هل رفضه نابع من عيب يراه فيه، فقره، لامسؤوليته ...إلخ
لكن هذا يبقى قرار وليّ أمرك ولن تستطيعي تغيير الوضع، خصوصا أنّك كتمت عنه الحقيقة وهي أنك تحبينه ومتعلقة به كثيرا لدرجة أنك لن تنسيه إن تزوجت واحدا آخر ... ربما لو صارحته هكذا وكانت لديك الجرأة سيعرف أنه يخاطر برفضه ليضع مكانه رجلا آخر ... اشرحي له الوضع جيدا، مع أني لا زلت على رأيي بأنك صغيرة على الزواج، والحلّ الأمثل هو عدم الزواج بالأول كما الثاني الذي قبل به أبوك!
لكن إن كنت مصرة على الزواج، فلن أنصحك أن تتزوجي رجلا ترفضه أسرتك، وليس ضروريا أن تقبلي بهذا .. أنصحك أن تنتظري أحدا يحرك فيك شيئا وتجمعين فيه قبول الأسرة وقبولك أنت أيضا وستكونين قد نضجت وتجاوزت لحظات التسرع هاته والتألم على حبّ مثالي في فترة المراهقة.
لأن الصورة التي بنيتها عن علاقتك مع ذلك الشاب وأنت بنت 14 سنة للآن هي صورة مثالية ناقصة وغير مكتملة من كل الزوايا، وهذه حقيقة شئت أم أبيت، سواء تأففت من كثرة من يقولها لك أو تقبلت، وسواء شعرت بإهانة لعقلك ونضجك وأنت تسمعينها أو اتفقنت معها .. فحقيقة أن صورة الحب في المراهقة مثالية وحالمة لدرجة خطيرة تؤدي بالتغاضي عن أساسيات الحياة الزوجية وعن رؤية الشخص ومساوئه كما هو وتُغفل فكرة حيوية جدا في الزواج وهي "التوافق" ومدى صلاحيته لك أنت كشخصية، كإنسان.
أعتقد أنني قلت لك رأيي من مئات التجارب والاستشارات، وتذكري دائما أن الزواج ليس إنجازا في حد ذاته أو نجاحا، فقد يكون بداية مروّعة وفشلا كبيرا للإنسان. هو فقط محطة من محطات الحياة فيه من التحديات واللذة ما فيه غيره، ويحتاج صبرا ومرونة وتزكية للنفس وحسن تسيير.
بالتوفيق
واقرئي أيضا:
اختيار شريك الحياة عود على بدء