سخرية الأهل
أنا أدرس بالمستوى الثانوي، أعيش مع أمي وأبي، نحن نعيش حياة عادية، المشكل أن أمي وأبي يضربونني أو يسخرون مني لأسباب تافهة،
أنا أظن أني سأنتحر،
ولا أعرف ماذا أفعل فأبواي لا يحدثاني.
13/06/2022
رد المستشار
رفقًا بنفسك يا صغيرتي، انظري معي لكل البشر من حولك ستجدينهم قد شعروا مثلما شعرت بالضبط، حينما كانوا في عمرك، فحين نترك الطفولة ونبدأ في الدخول لسن الكبار نشعر كأننا تائهون، ولا نستطيع أن نحدد ماذا نريد؟ وما الذي يريحنا؟ وتمر علينا لحظات نشعر بالاختناق والرغبة في البكاء لأتفه الأسباب.
ولا نميز بين الأصدقاء أو الأحباء أو الآباء بحيث نفهم من فيهم يرجو مصلحتنا، ومن منهم لا يعرف كيف يعبر لنا عن مشاعره تجاهنا، وكثيرًا ما نكون نحن السبب في تعامل من حولنا بشكل سيئ حين نتصور أننا من حقنا أن نقول لا ونرفض حديث آبائنا لنا بأي طريقة أو حين ننسى الأدب والرفق في التعامل معهم أو حتى حين نهدم أحلامهم فينا؛ ولذلك عليك أن تنتبهي لعدة أمور:
* إن مرحلة الانتقال من الطفولة للرشد مرحلة متقلبة، ونستطيع أن نكون أفضل حين نفهم أن ما نمر به طبيعي لنتغلب عليه بمرور الوقت.
* أن تراجعي نفسك في الحديث مع والديك فلعلك تتعاملين معهم بجفاء أو على غير ما يتوقعون منك ولو بإشارات جسدك أو بإهمالك لما يطلبونه منك.
* الله سبحانه وتعالى جعل حب الأبناء في قلوب الآباء أمرا فطريا، لا يملكون له تصرفا، فهم يحبونك لا محالة في ذلك، ولكن قد تخونهم بعض تصرفاتهم في التعبير عن هذا الحب فيضربونك؛ لأنهم يخافون عليك أو يتعاملون معك بقسوة؛ لأنهم يمنعون عنك أذى يتصورون أنه قد يصيبك.
* إذا لم يعرف والدانا كيف يصادقوننا، فلا بأس من أن نصادقهم نحن! ونبدأ نحن معهم الحوار والقرب، ويمكنك بذكائك أن تعرفي مفتاح شخصية والدك ووالدتك ببعض التفكير، فقد يكون مفتاح والدك هو أن تبدئي بالطاعة، ثم تناقشيه فيما يقول أو أنه يحتاج أن يشعر منك أنك تحتاجينه أو تحترمينه.
وقد يكون مفتاح شخصية والدتك مساعدتها في شئون المنزل أو زيارة أقاربها أو غيره، فكلما عرفت مفتاح شخصية والديك، نجحت في تكوين علاقة جيدة معهم، وكلما كانت تصرفاتك موزونة وتحترم تقاليد ومبادئ أسرتك، أفهمتِهم أنك تكبرين وتتحملين مسئولية تصرفاتك فيثقوا فيك وفي تصرفاتك يوما بعد يوم.
* كل الدراسات والأبحاث التي تمت على من يتم ضربهم أثبتت أن الشخص الذي يتم ضربه غالبا ما يكون هو السبب في ضربه، فأرجو منك أن تتذكري أسباب الضرب الحقيقية، فقد تكون ليست الأسباب التي تتصورين أن من أجلها قامت المشاجرة والضرب، فقد يكون السبب فيما ذكرتُه لك سابقا من عدم فهمك لهما أو طريقة التعامل معهما، فحاولي أن تكوني أكثر نضوجا وإنصافا حتى تتعرفي على الأسباب الحقيقية.
* كلمة الانتحار كلمة لا بد من حذفها تماما من قاموسك، فمهما حدث ويحدث أو سيحدث لا يصل أبدا بك لفكرة الانتحار، فنفسك غالية وما زالت في بداية مشوارها للتعرف على الحياة وعليها من خلال التجار بالحلوة والمرة وتذكري أمرين:
- الأول: أن كل البشر مروا بما مررتِ به تماما، ولكنهم لم ينتحروا؛ لأنهم لم يختاروا الفشل والهروب كحل لمشكلاتهم.
- وأن الانتحار هو أسرع طريق لعذاب الله المقيم فهو لا يغفر لمن ينتحر، ويظل المنتحر يقتل نفسه مرارا وتكرارا في جهنم بنفس الطريقة التي قتل بها نفسه في الدنيا فهل تريدين أن تكوني منهم؟
أنا هنا أنتظر متابعتك بعد أن تقومي بما أشرتُ به عليك لنرى كيف تسير الأمور.
واقرئي أيضًا:
الأفكار الانتحارية والتعامل معها
الشروع في الانتحار بين العلاج والعقاب
بخصوص الانتحار والدّين