شعور بالضيق الشديد
أنا طبيب مشهور لي أبحاث علمية دولية ومشهور، عيادتي ممتلئة والناس تحبني وتثق في... أستمع لهم باهتمام شديد وأحيانا يقارب الكشف نصف ساعة... أشارك الناس همومهم وظللت هكذا سنوات طوال ...
لكني في خضم هذا النجاح أصبحت كارها للناس والاستماع لهم وأشعر بضيق شديد داخلي كلما شاهدتهم وكأن صدري يصعد للسماء وكل هذا تطور تدريجيا... كل هذا شعور داخلي لا ينعكس على معاملتي لهم بل أظل أسمعهم وأعالجهم على حساب راحتي النفسية... وأتشاجر مع السكرتير إذا قبل حجز مرضى إضافيين... وبعض الأحيان أتعصب على المريض إذا رفض المغادرة للمجيء بميعاد آخر وأصر على البقاء للكشف... يوم ورا يوم أفقد شغفي...
هل المشكلة في أنا؟ ولا أجد تفسيرا آخر، أم في سلوكيات الناس؟؟
وما هو الحل؟ أخذت سيبراليكس دون جدوي ... أرجو الإفادة
27/7/2022
رد المستشار
عزيزي الطبيب المشهور... أهلا وسهلا بك... تأخرت في الرد عليك لأن استشارتك بدت لي مصطنعة أو مدسوسة... لكن إلحاح أخي الحبيب دكتور وائل لا أملك له ردا
ما تشكو منه يكاد يتطابق مع ما اصطلح على تسميته: الاحتراق الوظيفي، وعلاجه أن تراجع تفاصيل نمط حياتك.
النوم الصحي المنتظم -كما وكيفا- التوازن بين العمل والراحة، بين الأعباء والترويح، بين الوجود بين أربعة جدران وبين التواجد في الطبيعة ما أمكن.
لكل منا مصادر طاقة تشحن نفسه وروحه، وتجدد نشاطه، بعضها روحي، وبعضها ثقافي، وبعضها اجتماعي، وبعضها جسماني...
المصدر قد يكون مكانا أو شخصا أو نشاطا أو صحبة أو فكرة مسيطرة.
ومراجعة هذا كله مما يساعد على الخروج مما تشكو منه.
وكذلك فإن مسارب الطاقة أو ثغرات الإزعاج واستنزاف الشغف والتركيز والهمة في حياتك تحتاج لوعي منك بها... لتجد أن بعضها من نوع اللص الخفي... يسرق طاقتك بلا عائد...
ليس ما تشكو منه هو مجرد أعراض اكتئابية عادية بل هو متلازمة متشابكة تحتاج منك وعيا وتغييرا.
أعتذر عن التأخير، وعن سوء الظن، إن وجد.
واقرأ أيضًا:
متلازمة الإنهاك أو الاحتراق: الثانوية وسنينها!
متلازمة الإنهاك أو الاحتراق : الثانوية وسنينها ! م. مستشار
ويتبع>>>: الاحتراق الوظيفي: أكره الناس، وأفقد شغفي م