السلام عليكم
أنا شخص أعاني من التفكير الزائد فلا أعلم أهي وسوسة أم لا عندي أكثر من سؤال:
الأول هل عند شكي هل هذا الماء نجس أم لا علي أن أشمه وأتذوقه وأتاكد من عدم تغير لونه أم يكفيني للتأكد من شرط واحد مثلا أشمه فقط دون تذوقه أو للتأكد من لونه؟
ثانيا أعاني من خروج شيء يشبه الريح دون إرادة فكنت أتأكد أن ليس له صوت أو رائحة وأكمل صلاتي لكني الآن أصبحت في بعض الأحيان أشم رائحة قوية فهل أعتبره في هذه الحالة ريح ينقض الوضوء والصلاة ؟ علما بأن عند ذهابي إلى الحمام أتحكم في خروج الريح أما عند الصلاة يأتني إحساس بخروج شيء من مؤخرتي دون تحكم والأمر هذا مزعج جدا فأضطر قبل كل صلاة تقريبا الذهاب إلى الحمام وأقضي داخل الحمام نصف ساعة على الأقل واجد في هذا مشقة كبيرة فبدل أن تأخد مني الصلاة ٥ دقائق أستغرق ٤٠ دقيقة على الأقل وبالرغم من ذهابي إلى الحمام وإخراج جميع الريح فإني في الصلاة أشعر بخروج ذلك الريح دون إرادة فهذا الأمر شاق علي جدا.
وأحيانا أضطر للصلاة خارج البيت فلا أستطيع الذهاب إلى الحمام أو الوضوء أكثر من مرة وإعادة الصلاة ، كما أن دوامي المدرسي أضطر أن أصلي فيه الظهر فلا أستطيع الذهاب للتوضأ لأن مدة الراحة التي أصلي فيها ١٥ دقيقة فلا أستطيع الذهاب للتوضأ ثم الصلاة ثم الاستراحة وتناول الطعام في ١٥ دقيقة فهل أتوضأ من البيت وإن خرج مني ذلك النوع من الريح دون إرادة لا ألتفت له أم ماذا علما بأن عند خروجي من البيت يكون مش مأذن الظهر؟
وشكرا
الآنسة ر.ر
20/8/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ر.ر" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
نعم أنت موسوسة، خاصة سؤالك الثاني فهو قمة في الوسوسة!
أما الإجابة على سؤالك الأول: فأول شيء قلت: "عند شكي هل الماء نجس". عند الشك لا يجب عليك أن تفعلي شيئًا! فالأصل أن الماء كان طاهرًا، ولا نحكم بنجاسته بمجرد الشك، لابد أن نكون متيقنين 100% من إصابة النجاسة له، ثم بعد اليقين من ذلك نفتش هل تغير أم لا. أما إذا لم يحصل اليقين، فحكم الماء أنه طاهر، ولا داعي للتفتيش عن النجاسة في ماء طاهر.
ويبدو أنك موسوسة نجاسة، ومن الأفضل والجميل والمريح أن تعملي بمذهب المالكية في عدم تنجس الماء إلا بالتغير قليلًا كان أم كثيرًا، لأن الحكم مختلف عند غيرهم في الماء القليل، ولا يهمنا ذلك، لأننا سنعمل بمذهب المالكية فقط.
إذا رأيت بأم عينك النجاسة تسقط في الماء، أو أخبرك بذلك إنسان ثقة لا يكذب، هنا نفكر بالفحص والتفتيش، ولكن أحيانًا لا نحتاج إلى هذا، لأنه لو سقطت نقطة بول في دلو من الماء، فنحن نعلم يقينا أنها لا تقوى على تغييره، ولا داعي للتفتيش... لكن لو سقطت نقطة دم في كوب ماء، فهنا ننظر إلى اللون، والتفتيش في الطعم والريح لا معنى له، لأن النقطة لا تغير الطعم والريح إلا بعد تغيير اللون.
ولو فرضنا أن لديك خلًا أبيض متنجسًا يقينًا، وسقط منه شيء في كوب الماء، فهنا لا داعي للتفتيش في اللون، لتشابه لون الخل الأبيض مع لون الماء، ومعرفة التغيير تكون بشم الرائحة أو ذوق الطعم.
والخلاصة: أن المطلوب هو التفتيش عن الصفة التي يمكن أن تغيرها النجاسة، وليس عن جميع الصفات، والأمر فيه مرونة لكن لا يتقنها الموسوس للأسف. وهناك حالات تشتد فيها الوسوسة فتفقد الموسوس قدرته على تمييز التغيير، ويصبح دائم الشك بالنجاسة وإن لم يجد تغييرًا، وحينها يسقط عنه البحث والتفتيش حتى إن رأى النجاسة تسقط في الماء بأم عينه.
وأما سؤالك الثاني:
فأولًا: قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "لاَ يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا". فالمقصود به إلا أن يعلم يقينًا (100%) بخروج شيء، سواء بالريح أو الصوت أو أي علامة أخرى يمكن أن يعرف بها. ولكن الصوت والريح أبرز ما يعرف به خروج الريح.
وقولك: "عند الصلاة يأتيني إحساس بخروج شيء من مؤخرتي"، هو إحساس، لكن هل هو يقين 100% ؟ هذا لا يظهر في عبارتك، والحكم أن وضوءك لا ينتقض إلا أن تتيقني خروج شيء...، والمشكلة أن إحساسات الموسوس في هذا الأمر كاذبة كذلك بالنسبة لقولك "أصبحت في بعض الأحيان اشم رائحة قوية". فهذه غالبًا مجرد أهلاس شمية لا أكثر... نعم، الموسوس يشعر، ويشم، ويرى أشياء غير موجودة!! وإذا لم يشم من حولك هذه الرائحة "القوية" فهي قطعًا أهلاس وليست حقيقة.
ثم سأفترض معك أن الريح تخرج فعلًا أثناء الصلاة، فأنت هنا في حكم دائم الحدث، تتوضئين، وتقفين للصلاة، ولا ينتقض وضوؤك وإن خرج منك شيء وأنت تصلين، وتبقى صلاتك صحيحة، ما رأيك؟ أليس أمرًا جميلًا؟ وعلى هذا لا داعي للبقاء طويلًا في الحمام لإخراج الريح، لأنها لا تضر.
ستسألين: وماذا لو خرجت قبل أن أبدأ الصلاة؟ أقول: كل ما يخرج منك أثناء توجهك إلى الصلاة، إلى الفراغ منها لا ينقض الوضوء .. والحكم نفسه عندما تكونين خارج المنزل، وكذلك عند دوامك المدرسي، تتوضئين قبل الخروج من البيت، ثم لا يضرك ما خرج منك بعد ذلك.
وأخيرًا، وقد عرفت أنك موسوسة، فتوجهي إلى طلب الاستشارة الطبية سريعًا، ولا تتأخري، حتى لا تزداد الأمور سوءًا فتتعبك أكثر.
عافاك الله ورعاك