سنوات معاناة مع السيكوسوماتيك
السلام عليكم مبدئيا من المراحل الأولي في عمري كان عندي أزمة ثقة بالنفس وخجل زائد لأن شكلي كان أصغر من سني ودا كان عاملي مشكلة نفسية كبيرة في الإعدادي والثانوي وانتهت بمجرد دخولي الجامعة والخروج من التعليم الأزهري إلى الجامعات المشتركة
في ٢٠١٢ بدأت آخد ترامادول وبعدها بأيام اتعلمت أشرب سجاير وبعد كدا حشيش وخمور وبعد كدا قعدت ٥ سنين بشرب يوميا تقريبا الحشيش والترامادول (نصف قرص أو قرص مابزودش) وأخدت أباتريل حوالي ١٠ مرات استنشاق أو بلع
في بداية ٢٠١٦ القش دا كان لسا داخل مصر تقريبا شربته في يوم كنت شارب خمرة وحشيش وترامادول وأباتريل ودخلت في حالة رعب غير طبيعية وفضلت أقول الشهادة ودخلت المستشفى علقولي محاليل وكان نبض قلبي ١٥٠ وضغطي ١٤٠/١١٠ وخرجت مبطل كل حاجة يومها، بعدها بأسبوع شربت سيجارة حشيش الصبح محصلش حاجه وجيت بليل أشرب سيجارة تانية حصل نفس الرعب مع إن دا الحشيش اللي بشربه عادي ودخلت علقولي محاليل
تاني يوم صحيت لقيت نفسي تعبان وحاسس إني مش طبيعي بقيت ألمس ملايات السرير عشان أتأكد أني طبيعي، لما كلمت دكتور الطوارئ بتاع المستشفى قالي روح لدكتور مخ وأعصاب، وصلت بيا إنهم بقوا يسندوني وتعب جامد وبحس إن فيه حاجة كدا بتيجي قدام عيني لونها رمادي، رحت لأول دكتور قالي دي أعراض انسحاب كتبلي (لوسترال- ريسبريدال- كلوزابكس ودواء رابع
تعبت جامد منهم ومكملتش) ورحت مستشفى العباسية أدوني ديباكين ومهدئ بعد شهر ونص بقيت طبيعي الحمد لله
بدايه المشكله الحقيقيه في اللي جاي
في ٢٠١٧ جالي ضيق تنفس قعد ٦ شهور ورحت لدكتور كان بيديني بخاخات وأدوية مبتعملش حاجة اعتقدت إن عندي حساسية مع إن كل البخاخات والأدوية مابتجبش نتيجة، المهم راحت المشكلة بعد ٦ شهور وبقت بتيجيلي كل شهرين تلاتة تقد ساعة ولا حاجة وماكنتش بركز معاها، في ٢٠١٩ شهر ١٠ جالي وجع مش صداع في رأسي من ورا بحكي لصحبي قالي لا دا المخ وأوعى تستهون
بدأت أكشف بخوف ورعب وبعد تحاليل كلها سليمه قالولي دا توتر، رحت للشيخ عمرو الليثي يقرأ علي حولني لدكتورة شيرين أحمد خليل كتبت لي فاڤرين وبعد أسبوعين كدا لما اقتنعت إن دا عرض نفساني ماخدتش الدواء
في ٢ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٦ المغرب جالي ضيق التنفس قولت عادي دا الساعة بتاعه كل شهرين وبتروح المفاجأة إنه ماراحتش وفهمت إن اللي حصل في ٢٠١٧ بيتكرر وبدأت أروح لدكاترة صدر، أول دكتور كتب لي بخاخات وأدوية مابتعملش حاجة كالعادة والأكسجين ٩٩٪ اللي بعده قالي دا الأنف وكتب لي أدوية جيوب أنفية واللي بعده أصل دا ارتجاع مرئ لفيت كتير عياط انهيار مانساش شكل الشوارع وهي فاضية من الحظر عشان كورونا وأنا الإنسان الوحيد اللي بيجري بالعربية يدور على دكتور يديله حاجة تريحه، بعد حوالي ١٢ دكتور لقيت دكتور نصر حافظ ربنا يباركله قالي دا توتر عصبي وأوعى تروح لدكاترة صدرية تاني وروح لطبيب نفساني
أول دكتورة كتبت لي لوسترال مشيت ٣ أسابيع عليه ماعملش حاجة وبعد كده دكتور كتب لي سيمبالتا مع ٢ دواء تانيين ٣ أسابيع مشيت عليهم معملوش حاجة وبعد كده دكاترة نفسيين كتير أوي كلهم أساتذة جامعات خدت كل الأدوية النفسية الممكنة تقريبا الأدوية كانت بتتكرر علي لدرجة دكتورة قالتلي أنت أخدت كل حاجة ومش عارفة أعملك إيه بصراحة، رحت لدكتورة شيرين أحمد خليل ربنا يكرمها ادتني فافرين في الأول ماعملش حاجة بعد كدا حطت معاه ابيلبكس وكويتكول ٢٠٠ وأنافرنيل ٧٥ الصبح وبليل وكانت أول دكتورة تريحني وفضلت ماشي ٥ شهور صحيح كنت باجي ألف رقبتي أدوخ ويحصل طنين أذن لمدة دقيقتين ووزني ذاد ٣٢ كيلو في ٥ شهور بس ماكنش فارق معايا غير إني ارتحت من العياط
بعد ٥ شهور بطلت الأدوية وأهملت في طريقة السحب وسحبت في أسبوعين للأسف بعد شهر رجعت الأعراض تاني، كملت وروحت لدكتور محمود الوصيفي ودكتورة نهلة السيد ناجي وللأسف محصلش بردو توفيق تقريبا رحت لأكتر من ١٥ طبيب نفساني،
بعد كدا في شهر يونيو ٢٠٢١ روحت لدكتور وائل أبو هندي وكان نقطة التحول في حياتي أنا فاكر ماكتبليش قرص دوا بس قالي كلام يومها يخليني أحرك الصخر وربي شاهد علي إن وأنا خارج من العيادة عنده حسيت إني مسجون ماشافش الشمس واتفتح له باب السجن وشاف الناس تاني حسيت إني عايز أسيب عربيتي وأروح مشي من الفرحة، يومها بس عرفت إن ممكن كلمة تغير حياة إنسان أكتر من دواء يتوصف لك، حسسني قد إيه إن مشكلتي دي هبلة وإن كل اللي بيحصل دا كان ممكن مايحصلش لو كنت اتصرفت صح
أنا فاكر كان بعديها بيومين وقفة عرفات صحيح يومها بردو كنت تعبان وبعيط بس عياط بأمل إني خلاص حطيت إيدي على المشكلة وبعد العيد هرجعله ونكمل لحد ما أخف
للأسف حصلي مشكلة وماقدرتش أرجع له بس خلاص كلامه كان معلق في رأسي ورجعت أشتغل بعد كدا مشكلتي اتحلت في شهر ١٠ وللأسف أول ما روحتله عرفت يومها إني لازم أعمل عملية وقولت له إني هغيب تاني شهرين تلاتة عقبال ما أتعافي، عقبال ما خلصت من العملية كنت نسيت إني عندي مشكلة نفسية وأساسا الأعراض شبه اختفت لأن كل ما كان يجيلي ضيق النفس أفتكر كلامه (إن دا شعور مش حقيقي وإن مخك هو اللي محسسك بدا وإن النفس داخل خارج من الرئه مفيهوش حاجة) ممكن كل شهرين خلال السنة اللي فاتت كان بيجيلي ضيق نفس ساعة كدا بس كنت مابحطش في بالي لإنه إحساس كداب أصلا
بدأت أبطل سجاير وجبت ڤيب وقولت نفسي ألعب رياضة زي زمان أول يومين عملت رياضة مشي حوالي ٣ كيلو في ٢٠ دقيقه لقيت أعراض ضيق النفس بقت تيجيلي بعد الرياضة بليل مش أثناء فوقفت رياضة، رجعت بعد شهر وقولت لا دا أكيد وهم وبردو بعد يومين رجعت الأعراض تظهر، بعد أسبوعين قولت لا دا مش حقيقي دا خيالك اللي مصور لك كدا وبقيت أمشي ٤ كيلو في عز الضهر، الأعراض رجعت بوحشية ورجع العياط والحزن ورحت لدكتور نفساني أستاذ جامعي اسمه محمد شهده عشان أقوله إني هكشف صدرية مع إني جهاز الأوكسجين عندي مديني ٩٨٪ أساسا قالي لا دا الرياضة العنيفة ساعات بتجيب نتايج سلبية مع بعض الناس ودا اللي حصل معاك ووصفلي دواء اسمه برينتلكس ١٠
السؤال المهم أنا كان بيجيلي نوعين من ضيق التنفس، النوع الأول (بحس إن النفس عادي وأنا اللي بستهبل وفعلا لما بلهي نفسي بنساه)، النوع التاني (فعلا بحس إن فيه مشكلة في دخول النفس وخروجه ومابقدرش أتكلم بحس إني متحجم ودا بيبقي نوع بيفقدني الأمل) هل الإحساس النفسي بضيق التنفس حقيقي العضو بيتأثر وبالتالي المشكلة بتحس بيها وهو إحساس حقيقي لكنه بسبب التوتر؟ ولا هو مجرد خيال إنت بتتخيله وكله شغال سليم؟
وآسف آسف آسف للإطالة
وشكرا لكم
1/10/2022
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
استشارتك تبدأ أولاً بالحديث بصورة مختصرة عن حياتك ولم تتطرق سوى إلى شعورك بالنقص وتجاوز ذلك مع دخولك الجامعة. بعبارة أخرى كان هناك عصاب تحمله وتفسره بنضوجك الجسدي وتجاوزته من الشعور بالنقص إلى استعمال مواد كيماوية محظورة. ما يعنيه ذلك بأن العصاب الذي تحمله وعلاقته بظروفك البيئية وتكوينك النفسي لا تزال تحمله ولم تتجاوزه. بعد ذلك بدأت رحلتك مع الطب العام والطب النفساني وزيارة عشرات الأطباء وتناول العقار بعد الآخر والنتيجة هي أنك لم تتحرك إلى الامام.
ما تعاني منه هو اضراب الضائقة الجسدية أو اضطراب الأعراض الجسدية. علاجك لا يحتاج إلى طبيب نفساني أو معالج نفساني أو طبيب عام وإنما إلى عزيمتك وتصميمك على التغيير.
هناك حقيقة يدركها الجميع منذ القدم وهي أن الحياة صعبة وفيها العديد من النواقص التي يسعى الإنسان إلى تجاوزها وعدم السماح لها بإفساد متعته بالحياة. هناك عدة اختيارات أمام الإنسان للشعور بالمتعة وبعض هذه الاختيارات هو خداع نفسه بأن السعادة والراحة تأتي مع استعمال مواد كيمائية وهذا ما فعلته أولاً. تجاوزت استعمال المواد الكيمائية المحظورة وبدلا منها جاء دور استعمال المواد الكيمائية الغير محظورة.
النتيجة هي استمرار الأعراض بصورة أو بأخرى وعصابك لا يزال كما هو وربما لا تعرفه أو تجاهلته في رسالة لا تتحدث إلا عن أعراضك الجسدية. نهاية الرسالة توضح بصورة مبسطة طبيعة شخصيتك واضطرابك، فبعد رسالة مطولة كان سؤالك الأول والأخير هو عن ضيق التنفس وإن كان شعوراً حقيقياً أو بسبب التوتر. لا شك أن بعد مارثون الاستشارات الطبية أخبرك الطبيب بعد الآخر بأنك لا تعاني من مرض عضوي ولكنه إحساس حقيقي.
نواقصك في الحياة متعددة بدون شك، ولكن ما تتطرق إليه في الرسالة هو الضعف العام في بينتك النفسية. ربما قد يستنتج القارئ وجود نواقص أخرى ومنها الشعور بالوحدة وبدلا من مشاركة المقربين إليك بمشاكلك لم تجد سوى الأطباء تتحدث معهم. ربما هناك أيضاً الشعور بالفشل والظلم وعدم جدوى الحياة، ولكن لا أحد يعلم وجود هذه النواقص سواك.
لا تزال تبحث عن الطمأنينة، ولكنك لن تجدها أو لن تقتنع بها. لا يستطيع الإنسان الابتعاد عن المشقة ومنها الأعراض الجسدية التي إطارها الألم وفي حالتك ضيق التنفس. مهمتك أن تفهم مسار حياتك وتحدد أهداف مستقبلك وتبدأ بكتابة رواية حياتك الجديدة بعيداً عن الطب النفساني.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
اضطراب الضائقة الجسدية
ويتبع>>>>>: اضطراب الضائقة الجسدية لا سيكوسوماتيك! م. مستشار