أنا شاب في الثلاثين من عمري، بدأت في البحث عن زوجة ولكني انطوائي وليست لي علاقات اجتماعية كثيرة؛ ولذلك طلبت من خالتي البحث عن زوجة مناسبة لي، وبالفعل رشحت لي خالتي فتاة تعرفها وتعرف أهلها جيدا، وأخبرتني أنها تعرفها منذ طفولتها جيدا، وأنها مؤدبة جدا وعلى خلق ودين.
وقد حدث وذهبت لرؤيتها ولكن وجدتها ضئيلة الحجم ومتوسطة الجمال، رغم أني كنت أتمنى زوجة جميلة، ولكن أيضا لا بد أن تكون على خلق ودين، رجعت إلى البيت لتسألني أمي عن انطباعي عن الفتاة فأخبرتها عن أنها على خلق بالفعل، ولكنها ضئيلة الحجم ومتوسطة الجمال.. أخذت أمي تحاول إقناعي بها وأن الجمال ليس كل شيء، خاصة أن أخي متزوج، ولكن رغم جمال زوجته فإن أمي لا تحب زوجته لسوء طباعها.
صليت صلاة الاستخارة ولكني وجدت نفسي في حيرة شديدة جدا.. فطلب مني أهلي أن أذهب لأراها مرة ثانية، وبالفعل ذهبت، وعندما وصلت البيت عندهم وجدت جمعا من أهل الفتاة ووجدت أم الفتاة تخبر الجميع عن أني العريس.. وهكذا وجدت نفسي أمام أمر واقع ووجدت نفسي مطالبا بأن أخطبها وأنا متردد في مدى قبولي لها.. تمت الخطبة رغم إحساسي بعدم السعادة من داخلي ووجدت نفسي أذهب لزيارتهم أسبوعيا، ولكنى في كل مرة أشعر بأنه واجب عليَّ أن أفعل ذلك.
مرت ستة أشهر وفي كل مرة أذهب لزيارتهم أجد نفسي أفكر.. هل هذه هي الفتاة التي كنت أبحث عنها؟ أعترف بعد مرور هذه الأشهر الستة بأن خطيبتي هذه أكثر من رأيت في حياتي أدبا وأخلاقا، ولكني دائما أفكر في ضآلة حجمها وجمالها المتوسط، وأشك دائما في أنها ستستطيع أن تسعدني.
أعترف أيضا أنه خلال هذه الأشهر كانت هناك أيام كنت أعود من عندهم في غاية السعادة، وأنه بمرور هذه الأشهر نشأت بيننا علاقة مودة، ولكن ليس حبا .. أعترف كذلك أن أمي تراها مناسبة جدا، وتحبها وتحب أهلها جدا، وتشعر أنها كابنتها وأنها ستكون عوضا عن زوجة أخي التي لا تحبها.
هي الآن انتهت من دراستها الجامعية، وأنا مطالب بأن أحدد موعدا للزواج ووجدت نفسي في حيرة كبيرة، هل أكمل الزواج رغم شعوري بعدم الفرحة أم أتركها لأبحث عن الجمال؟ أشعر أن الله سوف يعاقبني؛ لأني أترك من هي على خلق ودين.. صليت صلاة الاستخارة عشرات المرات، ولكني أجد نفسي في نفس الحيرة.
أجيبوني بالله عليكم ماذا أفعل؟
ولكم الشكر والتقدير
17/11/2022
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
استفسارك بصراحة لا يختلف عن مشورة صديق أو زميل أو أحد المقربين٬ وجوابهم جميعاً سيكون على نمط واحد وهو أن القرار الأول والأخير هو قرارك أنت. الطبيب النفساني أو الأخصائي النفساني كذلك يتجنب إبداء الرأي لعدم وجود رأي يستند على حقيقة علمية لا تقبل الجدال. لكن ما يلاحظه الجميع هو وجود تردد وتنافر معرفي في غاية الوضوح في رسالتك.
هناك أولا وصفك الصريح لنمط شخصيتك وإقدامك على طلب خالتك البحث عن زوجة لك خطوة صحية٬ ولكن نمطك الشخصي الانطوائي لعب دوره بعدم إعجابك بها من أول نظرة. الرأي الذي يطرحه أي إنسان هو إعجابك أنت بأي امرأة من أول نظرة لن يكون مختلفاً، ولكن ذلك في نفس الوقت عامل مهم٬ والكثير من البشر يبدي إعجابه بزوجه من النظرة الأولى.
الجانب الآخر من رسالتك هو شعورك بعدم الرضى من سلوك أهل الآنسة بعد الزيارة الثانية واستنتاجهم بأنك عريس المستقبل. يمكن القول بأن ذهابك لرؤيتها ثانية كان إشارة موافقة في نظرهم ونظر الأغلبية٬ ولم يجبرك أحد أن تفعل ما فعلت. لذلك على المجيب أن يكون محايداً ويستنتج بأن زيارتك كانت إشارة للموافقة وليس الرفض.
بعد ذلك دخلت مرحلة الزيارات المتكررة ولا تزال تشعر بأنك تحت ضغط لزيارتها لكي ترضي الجميع ولكنك في نفس الوقت تعترف بأنها أكثر من رأيت خلقاً وأدباً. تفكر بجمالها المتوسط ولكنك أيضاً تشعر بالسعادة بعد كل زيارة.
فأين هي المشكلة؟ المشكلة هي في ترددك. توقف عن زيارتها لأكثر من أسبوعين وتضع جانباً مشاعر الذنب وتركز فقط على مشاعر افتقادك لها أو الشعور بالارتياح من عدم مقابلتها.
بعد ذاك تتخذ أنت القرار الحاسم.
وفقك الله.