حياتي الأسرية وحياتي الارتباطية..!؟
في البداية أهنئك على ردودك في مشكلات الشباب وبالذات رأيك في الحب
أعرفك بنفسي أنا فتاة في 18 من العمر وطالبة في الجامعة لن أقول لك أني يائسة وأني أفتقد الحنان في أسرتي ولكن الحمد لله
أنا تربيت بين حنان أمي وأبي ولكني أعانى من خوف أبي الزائد عليَّ، ولكن له الحق في ذلك أني أحب أبي كثيرا وأنه قريب إلى قلبي جدا مشكلتي سيدتي لست أعرف متى بدأت فباختصار مررت بصدمات كثيرة وهذه ليست صدمات فتاة مراهقة صغيرة ووجدت نفسي إنسانة أخرى ليتني ما كنت هي منذ صغري وأنا أفتقد معنى الأخوة أو الصداقة التي بحثت عنها كثيرا؛ فأنا أبحث على الصداقة الحقيقية بين الولد والبنت ولكن الجنس الآخر لم يفهم هذا فكنت محتاجة لصديق يساعدني في مشاكلي وليس إلى كلمات إعجاب منهم وقررت أن أترك كل هذا فأنا أستطيع أن أعيش بدون الصداقة المفقودة في هذا العالم، وتقربت إلى الله لدرجة أنني كان يضرب بي المثل في الإيمان والتقوى لدرجة أنني وصلت إلى مرحلة الشفافية مع الله.
في المرحلة الثانوية تعرفت على مدرس ووجدته يعرض صداقته عليَّ الرغم من أن عمره ضعف عمري وفعلا كان لي أقرب من نفسي فكان أخ كبير لي ودامت علاقتي معه لمدة 8 شهور ولكن فوجئت بتغير في هذه المعاملة ولكن كانت الصاعقة عندما اعترف لي بحبه الشديد ورغبته في الزواج بي رغم أنه متزوج لم أصدق تركته على الفور وتألمت كثيرا لهذا الحدث وكرهت الصداقة ولكن تعديت هذه المرحلة ونسيته تماما
كنت مشهورة دائما بأني قوية؛ صبورة؛ رومانسية، وأحب حل المشاكل لأصدقائي وأحب أيضا احترام الناس وأنا أيضا محبوبة من كل الناس, أعجبني شخص كثيرا وأحببته كثيرا وأحبني وكان ذو أخلاق وعلى دين وتقدم لخطبتي ووافقت عليه طبعا وتمت بالفعل خطبتي علية وقد استخرت الله كثيرا فيه ولكني وافقت وعشت معه أيام سعيدة ثم بعد الخطوبة بأسابيع بدأت علاقتي به تتوتر فكنا دائما في خلاف تحملته كثيرا بالرغم أنني أكره أن يتحكم إنسان بي ولكن رضيت لأنني أحبه ولا أستطيع الانفصال عنه لنظرة الناس إلى الانفصال كأنه عار على الفتاة, تحملت كل هذا حتى جاء يوم ووجدت نفسي لا أفكر به إطلاقا أو أهرب من التفكير به أو محادثة في التليفون ووجدت نفسي أفكر في شخص آخر يروقني كثيرا وبدأت أوهم نفسي بأنني أحبه لا أعرف لماذا فعلت ذلك
وبدأت مشاكلي تتزايد مع أبي ومع أسرتي بالكامل ومشاكل الميراث ووجدت من حولي كلهم يطمعون فينا ولا أحد يعرفنا إلا لمصلحته ولكن أصحابي كانوا يهونوا عليا كل المشاكل دي وأحببتهم أكثر وأكثر وكنت أحكى لهم كل شيء بخاطري وهم كذلك وما آلمني أكثر إنني وجدت نفسي أعجز عن حل مشاكلهم ومساعدتهم وصدقني هذه ليست مشاكل فتاة مرهقة ولكن مشاكل المجتمع المتخلف بطباعة فكلنا تعلمنا من كثرة تجاربنا في الحياة وعجزت أيضا في حل مشاكلي مع خطيبي مع أنه إنسان محترم وذو خلق ومن حولي يحسدونني عليه
ولكن لا أعرف سببا لمشاكلنا الكثيرة التي زادت جدا ونحن بمرحلة الخطوبة فماذا سوف يحدث بعد الزواج فأدركت أن الخطوبة جاءت لإفساد كل شيء جميل بحياتي وبين أصدقائي الذين لا أقدر على مقاطعتهم أبدا لأن خطيبي لا يريد علاقتي مع أصدقائي
وتدمرت حياتي لدرجة أنني بدأت أن أنحرف سيدتي نعم أنحرف بمعنى الكلمة بدأت أبحث عن ما هو خطأ لأفعله ولا يعد لي إيمان ولا أصلي ولا اقرأ القرآن ولكن ما هو أسوأ بدأت أن أدخن مبررة لنفسي أن هذا عقاب لها وأنني وافقت أصدقائي البنات في ذلك وبدأنا نتجمع لكى ندخن جميعا وبعد أن فقت من هذا الوهم كدت أن أموت فأنا أتحمل مسؤليتهم أمام الله فقد خنت عهود الصداقة وهذا ما قضى على أكثر فوجدت نفسي لا أرغب في الحياة
بعد ذلك قررت الانتحار بعد أن اسودت الدنيا بعيني ولا أعرف لماذا فعلت ذلك وإذا قلت لك لا أنوي ذلك لن تصدقني ولم أفكر به على الإطلاق ولكن بالفعل تناولت كمية كبيرة من الأدوية وبعد ذلك سمعت أذان الفجر فصليت ودعوت الله أن يسامحني في ذلك ثم ذهبت إلى سريري لكى أنام واستشهدت فعلا ونمت وتصوري ما يشعر به المرء عندما يعرف أنه سوف يموت بعد قليل ولم يطلب من أحد المساعدة وأيقظني أبي بمعجزة من الله سبحانه وتعالى ولاحظ أنني مريضة جدا فواجهني بما فعلت ولكني أنكرت ذلك
ولم أشعر بنفسي بعد ذلك إلا وأنا في العناية المركزة والأطباء من حولي يحاولون إنقاذ فتاة متهورة بعد مرور 8 ساعات من تناول الدواء بكميات كبيرة جدا وقد أثر ذلك على صحتي حتى الآن فانهرت من البكاء مرددة لا أريد أن أموت كافرة ولا أريد الموت بهذه الصورة ولكني والحمد لله تعديت هذه المرحلة وتحسنت صحتي
وبعدما خرجت صدقني أنني لم أستوعب ما فعلت ومما مررت به من مشاكل ولكن ما صبرني هو اننى رأيت وجوه أناس يبكون علي وهم فعلا أحبوني بمعنى الكلمة وهم الذين لم يريدهم خطيبي ولكن قررت العيش من أجلهم وعدت إلى الله سبحانة وتعالى مرة أخرى وسجدت له ليلا ونهار لكى يغفر لي وما تأكدته (أنه لا شيء يحدث بالدنيا لا يساوي وداعي للدنيا) حتى مشاكلي مع خطيبي وأسرتي لا تساوى موتى كافرة وتأكدت أن الله أعادني للحياة لحسن عمل أبى وكل تفكيري الآن هو كيف أصلح صلتي بالله أولا؟ وكيف أفعل مع خطيبي الذي لا يدري شيء عن ما حدث لي؟
وهل أنفذ ما يطلبه منى وهو بعدي عن أصدقائي لا ليسوا أصدقائي إنهم أخوتي؟ وهل يقبل الله توبتي أم لا؟ ولكنى متأكدة أنه غفور رحيم وكيف أفعل مع خطيبي بعد حدوث العديد من المشاكل؟ هل أترك خطيبي أم أترك أصدقائى؟ للأسف لا أعرف؟
لذلك أودك أن تدلني على كل هذه الأسئلة ساعديني أرجوك لكى أتمنى أعيش حياة مطمئنة لا ينقصها شيء أبدا وبعدما عانيت كثيرا سأنتظر الرد من فضلك
وأكون شاكرة إذا أسرعت في الرد على هذه المشكلة
12/3/2005
رد المستشار
ابنتي الحبيبة هل تعلمين لماذا حدث لك كل ما حدث؟!
فهناك سببان أحدهما مهم والآخر أهم، فالمهم هو أنك إنسانة حساسة، عاطفية، ما زلت في الثامنة عشر من عمرك حيث في هذا السن تغلب عليك المبالغة في المشاعر والسلوك، أما الأهم فهو: أنك في حالة من ""اللخبطة"" حيث تخلطين بين المعاني والمفاهيم بعضها البعض
فهناك صديق وآخر يمكنك مساعدته وهناك علاقة عامة وأخرى خاصة وهناك مشاكل حقيقية وأخرى زائفة وهناك إيمان مغشوش يداري ضعفه بصور العبادات المفروضة وآخر حقيقي راسخ يصلحنا من الداخل قبل غيرنا فيؤدب ويضبط الأخلاق والعبادات والتعامل مع الآخرين
فالصداقة مشروع لتحسين النفس والأخلاق والأفكار يستحق أن تضعي له خطة جيدة للاختيار لأن الطباع تسرق من الطباع فما أسهل أن يسير الصديق في الاتجاه الذي يرغبه صديقه، فهو قانون العدوى المحتوم لذلك كان خطيبك محقا عندما نبهك لهؤلاء الفتيات فهن لسن صديقات ولكنهن فقط فتيات يمكنك مساعدتهن إن أردت دون التورط معهن في تدخين أو في خسارة قلب يحبك ويريد الارتباط بك
وكذلك علاقتك مع المدرس علاقة مشوشة ففي حياة المرأة دائرتان في تعاملها مع الرجل لا يجب الخلط بينهما دائرة كبيرة وهي دائرة العلاقة العامة وهي ذات ضوابط كثيرة تجعلها لا تدخل أبدا في الدائرة الأخرى فيجمع بينهما عمل أو نشاط جاد أو علم أو... أو لكنها لا تتضمن الحديث عن نفسك أو مشاعرك أو مشاكلك بينما يتوفر ذلك في الدائرة الأخرى فتجدي الضوابط تقل ويزداد فيها الحديث عما يجول بنفسك وعن حياتك لذلك كان من الطبيعي أن يحدث ذلك معه لأنك خلطت بين الدائرتين فنحن نتحدث عن بشر يتأثر ويتجاوب مع المشاعر الإنسانية خاصة وأن معظم بيوتنا في حالة من عدم الاستقرار النفسي والعاطفي
أما خطيبك فأجدك قد ظلمته فأنت تقولين أنه على قدر عالي من الأخلاق وتحسدك الأخريات عليه ولكن عندما تملكته واطمأننت لقربه بدأت تنظرين إلى خوفه عليك على أنه تحكم ونصائحه كأنها مشكلات بينكما فأنصحك بأن تعطي نفسك فرصة أخرى بحق تنظرين فيها إليه بعين محايدة لتقيمي علاقتك به وتقييمين مدى التفاهم بينكما ولا داعي لذكر تجربة الانتحار إطلاقا له بل أسألك أن تنسيها تماما وكأن شيئا لم يكن
وأخيرا صلتنا بالله... فهي في الأصل صله عميقة جدا تحتاج إلي الإيمان الحق الذي يروي بالوفاء والبر ويربط الإنسان بحياته على أساس من العمل والاجتهاد وإلا ستكون الصلة بالله غير حقيقية كالفرق بين من يعلم أن الله غفور وبين من يصدق أن الله فعلا غفور
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا بك، لا إضافة لدي على ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة أميرة بدران غير تنبيهك إلى ضرورة العلاج النفسي لدى أقرب طبيب نفسي من محل إقامتك لأن اندفاعيتك وتهورك واختلاط المفاهيم لديك تفوق ما أستطيع أن أكون مطمئنا عليك في وجوده، وتابعينا بأخبارك.