السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله كل الخير على آرائكم وموقعكم الذي والله خير مرشد.. هذه ليست المرة الأولى التي ألجأ فيها إليكم، ولكن هذه المرة ليست مشكلة تخصني، وإنما تخص أختي، فتاة في الـ 23 من عمرها، إنسانة عادية متعلمة ومدرسة موسيقى، مشكلتها تكمن أنها تعرفت على شاب (أخو صديقتها) من أيام الكلية، تعرفت عليه عندما كان يزور أخته في سكن الطالبات، وكانت بداية العلاقة (أخوة وصداقة) كما تدعي.
أصيب هذا الشاب بمرض سرطان الجلد (عافانا الله وإياكم) من أي مكروه، وبدأت أختي دور الصديقة الطيبة معه وكانت تشفق عليه (هذا ما كنت ألاحظه من كلامها عنه)، حيث لم يبلغ (30) عامًا، وكثر لقاؤهما، وأصبح عندما يسافر للمعالجة في الأردن يحضر لها الهدايا وهكذا تطورت العلاقة بينهما، وأصبحت علاقة عاطفية وحبًّا شديدًا من طرف أختي (وللأمانة أقول إنها عرفتني عليه وكان حديثه يوحي لي أنه لا يحبها بالدرجة التي تحبه هي).
ولكن كنت أقول لها إنك تتصورين أنه حب وهو ليس أكثر من شفقة عليه، ولكن قد أكون مخطئة وقد تكون تحبه بكل جوارحها، المهم كما قلت تطورت علاقتهما أصبحت كالمجنونة، وبعد ذلك كان يقول لها إنه سيتقدم لخطبتها حال الانتهاء من علاجه تمامًا، وبعد سنين (4 سنوات) جاء اليوم الحاسم الذي سيطلب به يدها من أهلي (حيث إنه أنهى علاجه تمامًا كما يقول)، وبدأت أختي تمهد الطريق أمامه، حيث فتحت الموضوع مع أهلي، ولكنهم رفضوا رفضًا قاطعًا، وقال لها أخي الكبير إنه ليس من المضمون ألا يعاود المرض له وإن كان قد شُفِي تمامًا فما الدليل على ذلك (طلبنا منها أن يزودنا بالتقارير الطبية اللازمة)، لكنها كانت تماطل ولم تقم بإحضار التقارير.
وعندما رفض أهلي الموضوع تحول المنزل إلى جحيم قاطعت كل من في المنزل صغيرًا وكبيرًا، امتنعت عن الطعام والخروج، ولكن لن ولم يغير أهلي موقفهم، طلبت تدخلي حيث إنني متزوجة وبعيدة عن المنزل، فتحدثت إلى أمي وأخي الكبير (بالحقيقة أقنعوني بوجهة نظرهم)، ولكن كنت الوحيدة القريبة من أختي في ذلك الحين، قلت لها إنه لا مجال لموافقة أهلي على الموضوع "وخلاص انسي الموضوع كله"، لكنها لم تفعل وبقيت تتحدث إليه بالهاتف، و كان على علم بما يجري في البيت.
طلب مني أن أنسق موعد بينه وبين أخي الكبير، فأقنعت أخي بالجلوس معه، وتقابلا وأخبره أخي أنه لا نصيب لديه عندنا، وازداد أخي في اقتناعه أنه ليس المناسب لأختي، حيث إنه يكبرها بـ 11 سنة، وإنه غير متعلم، ولا يعمل حاليًا؛ نظرًا لوضعه الصحي وظروفه الاجتماعية ليست مناسبة وغيرها من الأمور، بعد ذلك اتصل الشاب، وقال لي إنني ما زلت أنتظر جواب أخيك، فاتصلت في أخي وقال لي إنه سيكلمه مع أنه كان واضحًا معه في مقابلتهما، وبعد أن كلمه أخي وكان الرفض هو الجواب، ظل يتصل بأختي (وهي مجنونة فيه)، وبقي عندها الأمل بأن أهلي سيوافقون؛ إذ هي امتنعت عن الزواج (لعلمها أن أهلي يعيشون في قرية تخشى على بناتها من العنوسة).
وللأسف لم تنتهي علاقتهما مع بعض، مع أنني لا أعرف لماذا يستمر هو في علاقته معها مع الرفض الواضح من أهلي تجاهه، أشعر أنه يستغل حبها له ويستغل تمسكها به، هاتفتني يومًا، وكانت حالتها سيئة للغاية قالت لي إن أهله يريدون أن يزوجوه وإنهم وجدوا فتاة له من قريتهم، وذهب معها للمستشفى للتأكد من أن وضعه سليم... المهم كانت أختي تشعر وقتها بأنه خائن، وأنه يريد مصلحته وحسب، وقال لها إن أهله أجبروه على ذلك، وبعد أن أكد لهم الطبيب أنه يوجد احتمال لعودة المرض مرة أخرى رفض أهل الفتاة هذا الزواج وعاد يكلم أختي، وقال لها إنه حاول مراضاة أهله لذلك ذهب مع الفتاة إلى المستشفى وإنه لم يَعُد يفكر في الزواج، ولكنه ما يزال يتصل بأختي، وعند ذهابي لزيارة أهلي (بعد يومين من مكالمتها لي وهي متضايقة منه) قالت لي إنني ما زلت أحبه وإنني لن أتزوج ما دام لم يتزوج هو، وكانت قد اقتنعت بما قاله لها، ونسيت كل شيء أغضبها منه.
لا أدري ماذا أفعل معها؟ (شعرت أنه يضعها احتياطًا في حال فشل في محاولته للارتباط بأي فتاة وهي تزداد تعلقاً به)، حاولت أن أفهمها ألا تبقى متوهمة ولا توهمه أيضا في النهاية السعيدة التي يأملان الوصول إليها؛ لأن أهلي رافضون كليًّا الموضوع أو فتحه من جديد، وحتى أننا لا ندري رأي أهله إن فتح موضوع أختي معهم.. فكرت أن أتكلم مع الشاب وأطلب منه الابتعاد وعدم الاتصال بأختي، حيث لا يوجد أمل من هذه العلاقة، ولكني أخشى أن أفقد أختي من تصرفي هذا (حيث إننا نحب بعضنا كثيرًا، ولا نستطيع الاستغناء عن بعض).
أرجو أن تساعدوني للوصول إلى حل لهذه المشكلة، وفقكم الله وسدد خطاكم،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
14/12/2022
رد المستشار
صديقتي
للأسف ليس هناك الكثير يمكن لأي أحد فعله حتى نفهم طريقة تفكير أختك الحقيقية ودوافعها النفسية.. إصرارها على الارتباط بهذا الرجل يدل على عدم اتزانها النفسي وأسلوبها الممتنع عن الأكل والخروج ومقاطعة الأهل هو أسلوب طفولي.
أختك متعلقة بشخص غير متعلم وعاطل عن العمل وذو ظروف صحية واجتماعية سيئة.. هذا بالإضافة إلى أنه ليس بالشخصية التي يمكن أن تبني علاقة صحية.. هو فوق سن الثلاثين ويدع أهله يرغمونه على الزواج على حد قوله وهذا غير مبشر بالخير على الإطلاق.. وإن كان يكذب في هذا فهو أيضا شيء غير مبشر بالخير.
يجب مناقشة الأمر مع أختك من منطلق سؤالها عما تبحث عليه في الزواج.. الحب وحده لا يكفي لإنجاح أي علاقة.. يجب أن يكون هناك توافق في الكثير من الأشياء والظروف والمبادئ والثقافة ووجهات النظر لكي تنجح العلاقة.
إن كانت أختك تريد الاستقرار أو الأمان فمن الصعب تحقيق هذا مع رجل بهذا الحال.. فما الذي تبحث عنه؟ كيف سيستمر الحب وينمو على المدى الطويل؟ كيف ولماذا يريد هذا الرجل الزواج من أختك (إلى جانب الحب)؟ لماذا تريد أختك أن تلعب دور الممرضة المنقذة؟ .. إذا ساءت حالته الصحية فسوف تكون ممرضة وإذا لم يجد ويستمر في عمل ما فسوف تكون هي من تتحمل الأعباء المادية كلها.. لماذا تريد هي ذلك؟ هل تريده حقيقة؟ ماذا تحب فيه وكيف هي متأكدة من حقيقته؟ إذا شعرت أنه خائن في مسألة رضوخه لأهله واتخاذه خطوات نحو الارتباط بأخرى فلماذا تريد الزواج من خائن؟
استمرار أختك في أسلوبها أو تغييره شيء يرجع لاختيارها وعليها تحمل الصعوبات الناتجة عن ذلك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب