همووت
أنا مش عارفه أقول إيه بس أنا بجد تعبانة جدا أنا عدى علي فترة كان عندي اكتئاب وكنت بتعالج منه بس ما كنتش حاسة بالي تحسن لحد ما لقيت شخص معين، الإنسان دة أنا حبيته بجد وحسيت معاه إني كويسة، وبطلت أدوية ووقفت العلاج وبعدين المشاكل بينا كترت ومشاكل هايفة بس هو بيقول أنه مش يستاهلني وإني خسارة فيه مع إني شايفة غير كدة هو إنسان كويس وطيب جدا بس كل تصرفاته دي لأنه لسة صغير، عايز يعمل كل حاجة ويروح ويجي ويعمل دة ومش يعمل دا.
وأنا قدرت ده ومخنقتوش وسيبته على راحته بس كان عندي شرط إنه يحكي لي على كل حاجة، واللي عايزاه حصل وكلم واحدة تانية وهي بتحبه وهو مش بيحبها بس بيحاول يكلمها علشان يبعد عني لأنه حاسس إنه حقير ومش يستاهلني، وأنا مش عارفة أعمل إيه ورجعت أعراض الاكتئاب ترجعلي تاني، مع العلم أننا انفصلنا إمبارح الصبح وأنا مش متحملة أي حاجة ضغطي عالي وقلبي مقبوض ومخنوقة ومش عارفة أعمل حاجة ولا أتكلم مع حد.
رجاء الرد وشكرا
13/3/2005
رد المستشار
رغم أن الحب من أروع المشاعر الإنسانية إلا أنه مثل المعروف إذا وضعته في غير أهله ينقلب عليك ليكون شقاء فقط.
يراجعني في عيادتي شاب طالب يشبه فتاك، ولعلك أنت فتاته التي حدثني عنها، وقال لي أنه يحكي لها عن كل شيء، وعلى كل حال فإن التشابه كبير جدا بين ما تصفين، وما رأيت منه.
من مآسي الفتاة العربية أنها هشة وقليلة أو لنقل عديمة الخبرة، وهذا هنا يظهر في القصة المكررة منذ عقود حين تتعرف الفتاة على شاب قد يكون زميل دراسة أو عمل أو جار في السكن أو غير ذلك، والآن صار يحدث هذا على النت أيضا.
الفتاة تأخذ المسألة بجد كما نقول في مصر، وهات يا حب وعواطف وخيالات بالنهار، وأحلام وردية بالليل، وسماع للشعر وأغاني كاظم الساهر وغيره، وتعيش الدور كما نقول أيضا، والشاب مش على باله، فالأمر يكون بالنسبة له مجرد فتاة يعرفها ويتحدث إليها عن مشاكله أو مشاعره، فتاة تعني بالنسبة له مجرد وجود للجنس الآخر في حياته، وكأنه فيها يتدرب على التعامل مع البنات، أو يجرب قبل الإقدام على الزواج!!! وربما الفتاة أيضا تجرب لأنها خالية الذهن، عديمة الخبرة.
أعرف زميلا لي ظل يجوب طرقات الكلية جيئة وذهابا، ويتحدث هاتفيا، ويخرج للنزهة، ويقول كلاما عاطفيا مع زميلة بعينها لمدة سنوات الكلية كلها ثم في السنة النهائية تركها، وبعد سنوات تزوج غيرها، وبقية القصة تعرفينها، وتعيشين أنت الآن جزء منها:
اكتئاب، ضغط دم عالي، وقلبي مقبوض ومخنوقة، وعاجزة عن فعل أي شيء، لأنك يا ابنتي مصدومة في حبك والمسألة مش كده خالص، يعني حضرتك فاهمة الموضوع غلط...
أنت وحدك دون سواك قررت أن تعيشي تلك القصة "بجد" وتصوري أنني كنت قد كتبت سطوري السابقة كلها دون أن ألاحظ أنك كررت كلمة بجد مرتين، مرة في تعبيرك عن مشاعر تعبك، ومرة عن وصف مشاعر حبك تجاه هذا الشاب، وأنا أقول لك"بجد" أن ما هو طرفك أو من ناحيتك "بجد" ليس على نفس النحو عند الطرف الآخر،
وأنا هنا لا أتهمه بالتلاعب أو المكر......الخ، فهو في النهاية لم يصطادك ليظفر منك بعلاقة جنسية كما قد يفعل بعض الشباب استغلالا لمشاعر الحب عند الفتاة، وهذا ما فهمته من رسالتك، وهو أن العلاقة بينكما كانت مجرد أنه يحكي لك كل حاجة، وأنه حاسس بكذا وكذا، ولم تذكري إلى أين وصلت علاقتكما أقصد من ناحية التلامس الجسدي، لأنه كلما حصل مثل هذا الشاب على عطاء جسدي أكبر كان حرصه على الهروب أكبر والأعذار كثيرة ومتنوعة.
فإذا كانت العلاقة بينكما شفوية فقط –أي مجرد كلام– فإن تفسير سلوكه يكون ببساطة مختصرا في أنه ما يزال مترددا ولم يحسم أي شيء في حياته، ويبدو أن تربية الأهل للشباب صارت مثل تربية البنات كلاهما معيوب، ويخرج لنا نفس الهشاشة والسطحية، وقلة الخبرة ويزداد الطين بلة، لو كان قد قضى شطرا من طفولته أو مراهقته في ثلاجات الخليج حيث لا تفاعل اجتماعي حقيقي بين الزملاء، ولا حركة يومية إنما من البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت وبقية المشكلات التي يعاني منها أبناؤنا في الخليج، ولدينا في هذا حكايات وإجابات مطولة
وحتى يحسم هذا الشاب أموره، ويأخذ الحياة بجد شوية، فإنه فعلا غير جدير بك، وببساطة أنت أخطأت الاختيار، ولا يدعو هذا إلى الصدمة أو الخنقة ولا الشعور بالعجز.
اخترت غلط لأنك قليلة الخبرة، "تعيشي وتأخذي غيرها" "وما حدش بيتعلم ببلاش"، فين المشكلة بقى "يا آنستي لا يكفي المرأة في الرجل الذي تريد أن ترتبط به كزوج أن يكون "إنسان كويس" "وطيب جدا" ولكن تحتاج المرأة إلى "رجل" لديه الحد الأدنى من العقل ومن القوة ومن الأمانة والمسئولية ليكون سندا لها تعتمد عليه إذا احتاجت، وتشعر معه بالأمان والحرية، وللأسف فإن أمهاتنا وآباءنا، ومدارسنا وإعلامنا، وسياسة أنظمتنا، وأفلامنا ورواياتنا، ومساجدنا وكنائسنا لم تزرع هذا الرجل فينا، بل غالبا ما أنبتت مكانه مسخا مشوها كما تشوهت المرأة بشكل آخر، والحصاد أن أغلب ذكورنا ليسوا رجالا "بجد"!!
أعود إلى قصتك.. عودي إلى تكوين وتنمية وتطوير نفسك، وقد اكتشفت أنك أكبر من الاكتئاب، ولا تربطي حالتك النفسية بإنسان مهما كان، ولكن أربطيها بالثقة في الله وحده، ثم في اعتمادك على جهدك وعقلك ومهاراتك حتى تجدي يوما ما الإنسان الذي يستحقك، وتربطين به مستقبلك، واطلبي العلاج إن احتجت إليه.
اللهم علمنا المسئولية والرجولة فإن أهلنا ومدارسنا وإعلامنا...الخ خدعونا ولم يعلمونا، اللهم ما أحينا بمعرفتك رجالا ترضى عنهم، وأرشد فتياتنا فيكن منهن من تقر بهن العيون، وترتاح النفوس، ويطلع على أيدي شبابنا "الرجال" "بجد"، وفتياتنا "النساء" "بجد" صبحا قريبا لهذه الأمة فقد طال ليلها.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة، أهلا وسهلا بك نورت إفادتك على مجانين، وليس لدي ما أضيف بعد ما تفضل به أخي الدكتور أحمد عبد الله، لم أكن "بجِدٍ" أستطيعُ أن أتركها دون الإشارة إلى أن من ومنذ عقود أن يحدث عكس ما أشار إليه أحمد وأيضًا في أوساط العائدين والعائدات من الخليج، أوهام عن مصر، وخروج من تجربة وحدة طويلة في الخليج، المهم أن العكس المقصود هو أن يأخذَ الشاب الأمر "بجد" جدا بينما تأخذه الفتاة تسلية، ويتعثر الفتى مرحليا ثم ينطلق أو يتفوق في الحياة، وكي لا أطيل فإنني سأكتفي بالإحالة لنماذج مع ما أشار إليه أخي الدكتور أحمد:
ساعة الصفر
الثقة للأزواج فقط
العائدون من الخليج: الملف الساخن يتجدد
العائدون من الخليج: الملف الساخن مشاركة