السلام عليكم
صديقتي، التي إن شاء الله ستكون خطيبتي أيام قليلة، كثيرة الغيرة علي، من جميع الفتيات، الغريب في الأمر حتى من أصدقائي الذكور، من الممكن أن تكون الغيرة طبيعية في الإنسان لكن في حالتها شديدة جدا جدا أنها قد تصاب بالغثيان لمجرد أن حادثت فتاة حتى ولو زميلتي في الكلية
من الممكن أن تكون كلماتي لا توصف الحالة جيدا، لكن ما يمكنني قوله هي زائدة عن الحد لدرجة لا توصف. فما تفسير ذلك خصوصا وإن حالتها التي تتدهور نتاج حدث ما فيه غيرة يؤثر فيها نفسيا لدرجة يجعلني أقدم تنازلات كي تسترجع عافيتها. الأمر الذي يؤثر حقا في علاقتي ويسبب الكثير من العوائق
لدرجة أن جميع الفتيات اللواتي أعرفهن لم أعد أكلمهم لأجلها
وأتراجع عن قرارات بسببها لأني أعلم مدى أن يؤثر ذلك حول نفسيتها وأداءها اليومي
1/5/2023
رد المستشار
صديقي
إن الغيرة ليست مقياسا أو دليلا على الحب على الإطلاق... الغيرة حي حب إمتلاك وخوف من سهولة الاستبدال أو فقدان المكانة.. الغيرة الزائدة علامة على تقدير ذاتي سيء وثقة سلبية بالنفس.
إذا كان من العادي أو الطبيعي بالنسبة لك أن يكون لك ولها أصدقاء من الجنس الآخر فما الداعي لكل هذه الغيرة؟ هل توافق على أن يكون لها أصدقاء ذكور؟ إن كنت لا توافق فهذا جزء من المشكلة وعليك التعامل مع الأمر بالعدل.. ما ترضاه لنفسك يجب أن ترضاه للآخر.
إذا كنت سوف تضحي بعلاقاتك وصداقاتك وتغير من أسلوب حياتك من أجلها بطريقة لا توافق أنت عليها حقيقة ولكنك تفعلها خوفا من فقدانها، فسوف تكرهها مع مرور الوقت وسوف تفشل العلاقة لا محالة.. عندما نضحي أكثر من اللازم (أكثر مما نود فعله عن طيب خاطر) فسوف نكره من نضحي من أجلهم لأن الحفاظ عليهم يعني أن نخون أنفسنا ونعيش بطريقة مزيفة (غير ما نريد).
لا تقدم على الارتباط الرسمي بها ولا تستمر في العلاقة معها إلا إذا أرسيتما قواعد مريحة للطرفين وتسمح لكما بالنمو الإنساني والذي لا يمكن أن يحدث إلا بالتعامل مع الآخرين من الجنسين.
الوضع اللائق هو أن تعرفا أصدقاء بعضكما البعض وألا تكون هناك مقابلات متكررة مع أشخاص من الجنس الآخر إلا بمعرفة صديقتك وعلى أن تكون.. هي مدعوة دعوة عامة لأن تكون معك.. والعكس صحيح.. إذا ما رفضت هي أن تكون معك فهذا اختيارها ولا يصح أن تضايقك بغيرتها.. من ناحية أخرى، إذا كانت صديقاتك تعاملنك بطريقة فيها دلع وتودد فمن الطبيعي أن يثير هذا غيرة صديقتك.. ضع نفسك مكانها.
إذا كانت غيرتها في تقديرك غيرة مرضية تخنق الحياة وتجعل منها سجنا فعليك بإنهاء العلاقة أو الارتباط عاجلا وليس آجلا.. ليس من مسؤوليتك ما تفعل هي بنفسها أو ما يحدث لها (حتى ولو حاولت الانتحار) ... مسؤوليتك أن تكون صادقا وعادلا معها ومع نفسك ... لا تستمر في العلاقة وأنت سجين أو حبيس أو أسير انفعالاتها أو ردة فعلها.
أنصحك بالذهاب معها إلى جلسات مع مستشار علاقات أو علاج زواجي لمناقشة هذه الأمور مع شخص محايد والوصول إلى خطة للمستقبل سواء للتكملة أو لإنهاء العلاقة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب