مشكلة عويصة! لازم لها تعويذة!
إن هذه الورقة في غاية الأهمية إنها من أدق خصوصياتي جمعتها من أجنده مذكراتي وقد تراجعت كثيرا قبل أن أرسلها إلى هذا الموقع وأن اكتفى بها مجرد ورقة أخرجت عليها ما بداخلي ونفست عن روحي ولكن لثقتي بكم، ولأني لا أعتبركم أغرابا عني بل إنكم خير الأصدقاء الذين ترشدونني إلى الصواب .
أنا مشكلتي بدأت بمأساة وهى انفصال الوالدين وكان لهذه المشكلة أثرا عميقا في نفسي بحيث قلبت حياتي رأسا على عقب وحطمت ملذات الدنيا أمامي وصرت في دموع ليلا ونهار ولا أحد يدري بما يحترق بداخلي
وأخيرا استقرت الأمور إلى حد ما، وأصبحت أعيش أنا وأمي وللأسف بدأت معاناة من جديد فبدلا من أن كانت تتشاجر مع أبى أصبحت تتشاجر معي دائما وتضربني ولا يعجبها تصرف من تصرفاتي ودائما توبخني وتسبني
بهذه الأفاعيل بدأت اشعر أنها تكرهني فهي بالفعل تكرهني فإنها تجلب لي المال من أجل العيش فقط(مأكل-ملبس-مأوى) ولكن لا تجلس بجواري تستمع إلي وما يدور في فكرى الصغير من مشاكل وحوارات أو أنها تحاول تعويض ما افتقدته من روح الأبوة التي تكون هي السبب في هذا كله بلسانها السليط وأسلوبها الشنيع المستفز فإنها لا تسعى للحب أبدا وهمها كله (الصحة- الستر) ولكنها لا تستطيع أن تقوم بدور الأم الحنون التي تضم أشلاء الأسرة جميعهم تحت جناحها
وذلك لأنها شخصية معقدة والدليل على ذلك أنها لم تفكر بأن ترتبط بشريك حياة مناسب لها وادعت حجة الزواج التقليدي الذي دمر حياتها فإنها امرأة لا تسعى للحب أبدا ولها متطلبات غريبة وكثيرة في شريك الحياة (تريده تفصيلا كما يقولون) ولا تؤمن بهذا المثل الشعبي الأصيل (زوجك على ما تعوديه وابنك على ما تربيه)
وهذا يوضح لنا أن دور المرأة فعال جدا في الأسرة المصرية الشرقية بوجه عام ولكنها لم تلتفت لهذه النقطة رغم أهميتها فإنها في نظري امرأة بلا روح بلا عواطف جياشة بل إنها على النقيض تماما (جاحدة–متسلطة-الخ...) فإن متطلباتها كثيرة ولا تعرف قدر الإنسان وما يستطيع فعله وإنما ترونها دائما معاتبة لوامة لا تقول شكرا ولا -كتر خيرك- وإنها تشعر الإنسان باليأس والإحباط من ترضيتها وأنا أعتقد كل هذه الأسباب كامنة لكونها إنسانة فاشلة في حياتها الزوجية على وجه الخصوص.
والمشكلة تكمن أيضا في أنها الآن تكرهني لأنني ابنة زوجها التي تكرهه هو أيضا ومن هنا استحالة العشرة مع هذه الإنسانة فإنها لا تتفهم الأمور كما يجب بل ولا يكفيها ذلك فأنها دائما توبخني وتقلل من شأني ولا تحترم مشاعري ولا مراهقتي العمرية أو الفكرية، فهي دائما ترتدي قناع المثاليات لتخفى ورائه العديد من أوجه النقص في شخصيتها وأنا أكرر (دائما)أعني بذلك المرأة التقليدية وليست العفوية
وأنا صراحة كنت أستريح منها عندما تذهب لعملها الذي تقضى فيه معظم وقتها وكنت أنا أيضا بفضل الله أؤدي واجبي على أكمل وجه ولكن كان ينقصني أشياء جمة ومنها إنني وحيده ليس لدى أخوة ولا أخوات وإن لم تكن هذه هي المشكلة بالضبط إلا أنني لا أستطيع تكوين صداقات بسبب عقدة النقص التي سببتها مشكلة (انفصال الوالدين) وما لديها من مشكلات جسيمة على صحة الأبناء وخصوصا النفسية
فأنا منذ أول مرحله في عمري وهى قبل الانفصال كنت أتعرض من حين لآخر لحالات نفسية سيئة متعددة الأشكال منها أني كنت عدوانية جدا مع أصدقائي وخصوصا من جنس الذكور، وهذه الحالات النفسية عبارة عن رعشة في جفن العين وهذا يحدث فقط بمجرد أن أسمع صوت أبي داخل المنزل وأخرى هو ظهرت في جسدي بقع بيضاء اللون تملا جسمي كاملا وعندما ذهبت للطبيب قال إنها ليست لها علاج عندي و إنما هي حالة نفسية والتي فعلا اختفت عقب الانفصال مباشرة وبعدها بدأت الانتكاسات النفسية المصاحبة لسن المراهقة وهى العزلة التامة الشديدة عن كل بني قومي من نفس عمري وهذا أن تحصيلي الدراسي كان فائقا وكنت من الفائقين ولكن بعد ذلك بدأت بالتقهقر إلى حد ما فأحسست بأني لم أفعل بهذا التحصيل الدراسي لأن آباء كثيرون كانوا يتمنون أن يكون لهم بنات في مثل ذكائي واجتهادي في المذاكرة، وكنت أبحث دائما عن الأسرة السعيدة وأندس في وسطها لأني ألاقي نفسي بها، فإنني قد خلقت لها وهم خلقوا لي وأنا أحب جو المرح والتفاؤل وليس الحزن والكآبة ولكني دائما أعود من حيث بدأت ولا أستطيع أن أحصل سوى بضع دقائق على هذه السعادة الزائفة وأعود مرة ثانية إلي صومعتي الخاصة وداخل شرنقتي زمنا. هنا أصبحت أكره نفسي مما كنت عليه وأكره كل من حولي ولا أتمنى لأحد منهم خيرا وأرى أنهم جميعا سبب شقائي في هذا المجتمع!
أرجو تحليل نفسي وافي عن حالتي وما يتوافر لدي حتى أعالج هذه المسالة
**جزاكم الله الخير والعافية**
31/3/2005
رد المستشار
السلام عليكم
تريدين تعويذة لحل مشكلتك، ولكن ما رأيك بأن نستثمر الإرادة والوقت الذي سنبذله في صنع التعويذة في تعلم الطرق الصحيحة للسعادة؟؟ أعتقد أن التعلم أفضل فما نتعلمه لا يمحى من صدورنا ولكن التعويذة قد تفقد مفعولها في يوم ما أو ببساطة قد نفقدها فجأة فما يكون الحل؟؟
لنفكر معا في كيفية حل مشكلتك أو التخفيف من معاناتك، أنا أحب العقل وأعتقد أن لديه كل الحلول المطلوبة والقدرة اللازمة لمساعدتنا ولكن علينا فقط أن نصيغ له السؤال بطريقة يفهمها كي يعطينا المعلومة المطلوبة، فما رأيك لو تجلسين مع نفسك وتسألين نفسك ما الذي قد يجلب لي السعادة؟؟ مع تذكر بأنك إذا أردت أن تطاع فاطلب ما هو مستطاع!! أي حقا ابحثي عن حلول ممكنة التطبيق في ظل ظروفك فلا تقولي مثلا ما يسعدني هو أن يعود والداي إلى بعض، أو أن أستقل بمعيشتي عن أمي، فمثل هذه الأمور ليست في يدك.
تقولين أنك تحبين المرح وتكرهين الكآبة وصدقيني هذه حال جميع خلق الله الأسوياء، أي لا أحد يختار أن يكون حزينا أو وحيدا كما تظنين أن أمك اختارت ذلك ولم تصبر على زوجها الذي تقولين أنك عانيت من اضطرابات نفسية وجسدية أثناء الحياة معهما وبينهما عندما كنت طفلة فما بالك لو استمر الأمر إلى الآن، هل تخيلت كيف سيكون الوضع؟؟ هل تخليت كم عانت أمك في حياتها مع زوجها أو عند تحطم حلمها بالاستقرار وتحملها مسئولية نفسها وطفلتها؟؟
بنيتي يتميز تفكير الأطفال بأنه متمركز حول الذات، فهم لا يستطيعون أن يقبلوا بوجود أو أهمية غيرهم في الحياة، فهم مركز الكون، وإن كان هذا التفكير مقبول منهم فذلك لأنه مؤقت ولكن في حال استمر هذا النمط من التفكير إلى سنين المراهقة فهو يصبغ الشخصية بلون غير محبوب, إذن كي تظهري نضجك ما رأيك أن تبدئي في أن تقيمي وضع الحياة من وجهة نظر أمك التي ترين أنها قاسية، نعم قد يكون ما تذهبين إليه من أن شدتها ناتجة عن معاناتها في حياتها، فهل يا ترى يكون دور الطبيب التشخيص دون وصف العلاج!!
تقولين أنها فقط تجلب المال وتوفر لك كل ما تحتاجينه ولكنها لا تقدم الحب أو التفهم وذلك قد يكون بسبب عدم إدراكها لحاجتك هذه، فهل جربت أن تعبري لها عن حاجتك للحديث معها؟؟ هي تقدم شيء ما وهو المال الذي ترين أنت أنه غير كاف فاسمحي لي بأن أسألك ما دورك أنت في حياة أمك؟؟
هل فكرت أن تقسمي أعباء الحياة بينكم فبينما تجلب هي المال تقدمي أنت لها الحب والود الذي تفتقده أثناء تحملها لمسئولياتها دون شريك؟؟ من السهل أن نلوم الآخرين على معاناتنا وننسى أن لنا دورا فعالا في الحياة وإن لم يكن كذلك فهو خيارنا، حاولي أن تكوني أكثر ايجابية في علاقتك مع والدتك، تقولين أنها صعبة الإرضاء ولكن هل فكرت أنها تنظر لك بنفس الطريقة !!
تأكدي أنها غالبا تفعل ذلك ولو ذهبت أسألها ما رأيها ستقول بأنها تجهد نفسها في سبيل تلبية طلبات ابنتها الوحيدة والتي لا تشعر مهما فعلت لها بالسعادة، حاولي أن تنظري للحياة والمواقف من وجهة نظر محايدة أي دون وضع مصلحتك الخاصة في عين الاعتبار، جربي هذا وسترين الحياة بشكل جديد، أنا لا أدافع عن والدتك حفظها الله وأعانك على برها فمن الثابت لدينا ولا مجال للجدال فيه بأن علاقتنا بوالدينا ليست علاقة ندية فمهما فعلوا لنا لا نستطيع أن نعاملهم بالمثل وأنت عليك البر مهما كان سلوكها ولكني أريد أن أرى مزيدا من التفكير الحر لديك والذي يؤهلك له عمرك الزمني، اخرجي من ذاتك وانظري للمواقف بدون انحياز.
تقولين أن انفصال والديك مأساة واسمحي لي بأن أصفه بأنه نعمة من رب العالمين لا ينالها الكثيرون فالزواج الذي يسبب بما فيه من مشاحنات أمراضا للأطفال لا قيمة له ويفضل أن ينتهي، وتثبت كتب الأبحاث النفسية أن أبناء المطلقين أكثر استقرارا من أبناء الزيجات التي تتصف بالعنف والكراهية، فانظري لطلاق والديك على أنه العلاج الأفضل.
وفي البداية قد يضبط الطفل سلوكه رغبة في الحصول على رضا الوالدين سواء من دراسة أو غيرها ولكن مع النضج وتجاوز مرحلة الطفولة فإن دوافع الإنسان تصبح ذاتية أي أنني أعمل لنفسي وليس لأمي أو لأبي، فأنا أجتهد لأكسب احترامي لنفسي قبل احترام الناس لي, وبالتالي لن نعلق تراجع مستواك الدراسي إلى انفصال والديك.
وفي النهاية بنيتي لا توجد أم مهما كانت تكره أولادها نعم هناك أم تجهل مطالب دورها كأم ولا تعرف حاجات أولادها ولكني لم أصادف في حياتي أما تكره أولادها إذا كانت مالكة لقواها العقلية، هناك الكثير من المشكلات بين الأولاد والأمهات وقد يكره الأولاد الأمهات ولكن ليس العكس.
وفي النهاية شكرا جزيلا على اعتبارك لنا أصدقاءك فنحن نشرف بهذه الصداقة ونأمل بأن نرى صديقتنا أكثر سعادة واستقرار، وتذكري دائما أن التركيز على ما كان أو ما كان يمكن أن يكون هو فعلا إضاعة للوقت والجهد الذي ينبغي علينا استغلاله في العمل والتخطيط لبناء حياة كما نريدها أو كما يقال على قدر الأحلام، وتابعينا بأخبارك.