السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حقا لا أعلم كيف أبدأ ولا من أين، لكني كنت أتصفح الاستشارات وحلولها في موقعكم الكريم الذي أثلج صدري لسبب ما، وشعرت أني سأجد بإذن الله خلاصا للحال الذي أنا به عندكم.. أنا شابة أبلغ السابعة والعشرين من عمري على قدر من الجمال، ولكن ليس هذا ما يميزني، بل الشخصية الحنونة التي أنعم الله بها عليّ، وكذلك كوني إنسانة اجتماعية وطيبة جدا، مع أني أتمنى أن أتخلص من هذه الصفات لأنها تجعلني كثيرة التفكير وسريعة الحزن.
عندي تناقضات غريبة بشخصيتي، فأنا أقوم الفجر لأصلي ولا أترك فرضا، ومستحيل أن أنام قبل أن أتلو سورتي الملك والدخان (وقد حفظتهما عن ظهر قلب) والمعوذتين وآية الكرسي، وكذلك مستحيل أن أنام قبل قراءة أذكار المساء أيضا (وفي الفجر أقرأ أذكار الصباح) لا أكذب أبدا، والحمد لله كل من يعرفني يحبني، بدليل أن كل صديقة لي تعتبرني صديقتها المفضلة، ومعظم الذين أتعرف عليهم من الشباب يتمنون الارتباط بي ويحبون أن يبقوا على اتصال معي.. لكني لست ملتزمة بالحجاب، وأعلم أنكم لن تحكموا عليّ سلبا لهذا السبب، وأتمنى أن تساعدوني في الموضوع الأساسي الذي يؤرقني كثيرا ويؤلمني أنا ومن يحبني وخاصة أمي الحبيبة.
آسفة على المقدمة الطويلة لكنها كي تعرفوا من أنا وما الذي أنا بحاجة إليه، وهناك شيء آخر أعتقد أنه يجب أن تعلموا عنه وهو أني ذهبت في أول أيلول إلى طبيب نفسي، وقد أخبرني أني أعاني من الاكتئاب، وأعطاني دواء استمررت عليه أكثر من 3 أشهر ثم خفف الجرعة إلى أن أوقفته تماما قبل أسبوعين أو ثلاثة، وكنت أراه (طبيبي النفساني) مرتين بالشهر ثم مرة بالشهر ولم تنقطع زياراتي له بعد؛ فأنا سأراه ببداية الشهر المقبل بإذنه تعالى.. علما أني كنت قد ذهبت في إلى طبيب نفساني في جامعتي بسبب حالة حزن شديدة مررت بها نتيجة لفقداني القط الذي كنت متبنية إياه؛ فقد كان عندي منذ كان عمره يومين وتوفي بعمر 6 أشهر بعد مرض عذبه وعانى منه، لكني لم أذهب سوى لجلسة واحدة.
المهم مشكلتي هي أني أحببت شابا حبا قويا وقد كنت على علاقة معه دامت لمدة سنتين ونصف، إلا أننا لم نكن نرى بعضنا كثيرا فقط مرة أو مرتين بالشهر، والسبب كثرة التزاماته تجاه عائلته؛ حيث إن شقيقه خارج البلد ووالده كبير في السن؛ لذا فعليه القيام بكل شيء.. أما بالنسبة لعمله فهو يعمل في مركز إداري ببنك كبير بالعاصمة وهو يبقى لوقت متأخر في عمله، وهو إنسان جدي جدا، يلجأ إليه أصدقاؤه في مشاكلهم العائلية والمادية، هو ليس متدينا كثيرا لكنه ملتزم بأخلاق حميدة مثل زيارة أهل أصدقائه الكبار بالسن (عندما يكون ابنهم مسافرا) فيزورهم كي يخفف عنهم، ويرى إن كانوا يحتاجون أي شيء.
عندما كنت أقع في مشكلة أو أحتاج أي استشارة فهو ملاذي، لم يقل لي إنه يحبني إلا بعد حوالي سنة من العلاقة -علما أني لم أسبقه بالاعتراف بحبي- هو إنسان صريح إلى أبعد الحدود ليس عنده لف ودوران؛ لذا كنت أعلم أنه إن قال عن شيء إنه جميل فهو حقا يعجبه؛ فهو ليس دائم المجاملة، وإن قال إنه مشتاق لي فهو بالفعل مشتاق؛ فهو لا يذكر هذه الأمور دائما بل عندما يشعر بها، قلما يناديني باسمي فهو دائما يناديني بـ "لولو" أعلم أنه يستطيع تحمل المسؤولية وأنه سيكون أبا رائعا يوما ما؛ لذا تمنيت الارتباط به وكل من يسمع عنه من صديقاتي وحتى والدتي وزملائي يحبونه ويتمنون أن نكون من نصيب بعضنا البعض.
المشكلة أنه لم يفتح موضوع الارتباط أبدا، وعندما كنت أشعر بالغضب كنت أخلق أي مشكلة لأتشاجر معه؛ فأنا لا أريد خدش كرامتي بفتح هذا الموضوع فأشأجره لأنه أحيانا لا يرد على بعض (الرسائل التي أبعثها من الجوال) أو لأنه لا يتصل كثيرا بي؛ فيقول لي كم هو مشغول وكم هي حياته صعبة، لكني دائما في باله.. حتى إنني مرة من كثرة غضبي أخبرته أن أحد الذين يترددون على الشركة التي أعمل بها معجب بي وأنه دائم الاتصال والاهتمام بي (بس مش عاطيته عين)، بينما أنت لا تفعل نصف ما يفعله لأجلي رغم أني معك؛ فغضب وقال لي إن من يحاول جلب اهتمام فتاة يختلف عمن هو في علاقة معها، وإن أول العلاقة ليس كمنتصفها أو بعد مرور زمن عليها.
كنت أحيانا أشعر أنه من الأفضل أن أتركه فأصلي الاستخارة عند الفجر أو قبل النوم، فإذا بي أرى نفسي وقد غيرت رأيي، وأن شيئا يقول لي ألا أفعل هذا، ومعظم الأحيان وبعد صلاتي كان يتصل بي في الصباح (بعد الصلاة) ويكون حنونا ومشتاقا، وإن كان هناك ما يبعث في نفسي الشك أو الخوف بسبب شيء فيه (ورغم أنه لا يعلمه) فهو يخبرني بشيء يبدد ما بنفسي وكأنه يحس بما يدور في خلدي.. أوقات أخرى أصلي الحاجة وأتوسل لله أن يبعث لي بمنام يخبرني إن كان علي أن أبقى معه أو لا، وعندما أكون فعلا متضايقة وأدعو من كل قلبي فإني أحلم ما يفسر على أننا سنتزوج، وكنت أبعث بما أرى إلى بعض المواقع الإسلامية وكانوا دائما يفسرون لي ما أرى على أننا سنتزوج بإذنه تعالى.
مرة من المرات وفي رمضان كانت العلاقة بحالة فتور فدعوت الله أن يرمي محبتي في قلبه لدرجة أن يطلبني للزواج، ولأول مرة في حياتي أطلب من الله أن يبعث لي بإشارة على أن دعائي سيتحقق وأن تكون الإشارة هي أن يتصل معي الشاب أو يبعث لي بأي شيء، ودون أن أكون أنا المبادرة.. وفعلا ثاني يوم كان على "الماسنجر"، وهو قلما يستخدمه لانشغاله، وكان اسمي المستعار يقول إن مدينتنا باردة فبعث يقول لي إنه مستعد لأخذي لمكان دافئ كل ما علي أن أقول له أين أريد، فصليت ركعتين شكرا لله أنه بعث لي بالإشارة.
سأحاول الاختصار قدر استطاعتي لكني أريدكم أن تكونوا في الصورة قدر المستطاع؛ فمعذرة للإطالة. المهم أني في شهر 6 أو 7 وعندما كنا معا أخبرته أني كنت أفكر قبل أيام ماذا لو تركنا بعضنا البعض؟ كيف سأكمل حياتي بدونه؟ فتفاجأ وقال لي إنه يجب علي ألا أفكر بهذه الطريقة؛ فهو لن يتركني، وكيف أن النساء سخيفات ويفكرن بسلبية بأشياء قد لا تحدث أبدا.. وبعدها بقليل وعندما تظاهرت بأني أريد خنقه قال لي إنه يثق بي كثيرا وإني مهما أفعل به فهو راض ولا يغضب، فقلت له حتى لو كان خنقك؟ قال نعم فأنا أكون مطمئنا جدا وأنا بقربك، وأعلم أنه مهما بدر منك فأنا سأتحمله ولا أندم عليه.. هذا شجعني لأن أطلب رؤيته بعد أسبوع لأسأله السؤال الكبير (وهذا بعد سنتين من علاقتنا) فسألته: أين نحن؟ وإلى أين نذهب؟ وما هي علاقتنا؟
فقال إنه رغم أنه كان لا يفضل هذا السؤال فإنه من حقي أن أعرف.. وقال إننا في علاقة جميلة تتحسن يوما بعد يوم وإن كلانا قد تغير للأفضل وإنه يحب هذه العلاقة لكنه ولظروف خاصة (مشيرا إلى أني لا أعلم كل أموره الخاصة وأعتقد أنه قصد العائلية) لا يستطيع الارتباط الآن فهو لم يصل إلى المكان الذي يريده بعد في الحياة والزواج مسؤولية كبيرة جدا، وهو كأعزب أسهل عليه تحقيق ما يريد مما لو كان متزوجا، لكنه لو أراد الزواج الآن فهو لن يجد من هي أفضل مني.
فسألته دعني أسألك كصديق الآن وليس كحبيب:
لو جئت وقلت لك إن كذا وكذا دار بيني وبين من أحب فبم تنصحني؟ هل أبقى معه أم أتركه؟ فقال إنه خاصة لا يستطيع نصحي أنا بالذات في هذا الموضوع.. وإنه لا يستطيع أن يقلب نفسه الآن من حبيب إلى صديق، ثم قال إن الأمر يعود لي إما أن أبقى معه "وقد نرتبط في المستقبل وقد لا"، وإما أن أتركه؛ فالقرار لي ولا يستطيع أن يقرر عني.
فأجبته لو أن صديقة لي أخبرتني بهذا الوضع على أنه بينها وبين من تحب لأشرت عليها بأنها "لو" كانت متأكدة من أنه لن يأتي يوم فيخبرها أنه صادف فتاة أخرى وسيخطبها عندها ابقي معه؛ فتضايق وسألني لِم دائما أفترض أنه سيفعل هذا بي، وهو لم يفعل ولن يفعل هذا الأمر؟ بعدها بفترة أحسست أن الأمور قد بدأت تتغير، ثم في شهر آب تزوجت صديقتي التي خطبت في شهر حزيران (وكانت خطبتها أحد أحلامي التي تحققت فقبل خطبتها بثلاثة أسابيع رأيت أنها ستخطب وبشرتها، فقالت لي مستحيل؛ إذ لا يوجد أحد بحياتها، وبعد أقل من أسبوع تقدم لها شخص وتم الأمر).. وبصدق أقول لكم إن هذا الأمر حز بنفسي وتمنيت الزواج أنا أيضا وبدأت حساسيتي تزيد ويوم عرسها كتبت له رسالة (علما أنه كان يحب كتاباتي كثيرا) وقلت له أنا متضايقة، لكنه لم يجبني، ثم حدث أني ذهبت للطبيب النفساني كما ذكرت أعلاه.. نصحني طبيبي أن أوقف لفترة أي اتصال به حتى نرى ماذا سيفعل، فكانت النتيجة أنه اتصل بي أكثر من مرة، وطلب رؤيتي مرتين فسعد الطبيب بالنتيجة.
آه.. المهم مررنا منذ أيلول ولنهاية شهر كانون الأول بأيام حلوة وأخرى لا.. إلى أن شعرت أني لا أستطيع الاحتمال فكتبت له أقول له إن هذا -إن أراد- سيكون آخر بريد أبعثه ولن يسمع صوتي مجددا ولن يستلم مني أي رسالة بعد الآن، فقط عليه أن يكون صريحا معي ويخبرني ماذا يريد مني؟! وبأني مللت من هذه العلاقة ولا أستطيع الاستمرار، وأنه ينبغي أن يعامل من أحبته بطريقة أفضل، وإن لم يفعل ذلك فسأتركه، وفي النهاية اعترفت له أني أبكي وأنا أكتب.. كان يومها مريضا فلم ير ما بعثت، وعندما داوم بعد الإجازة وجد رسالتي فقرأها وبعث لي برد يخبرني فيه أنه حاول مليون مرة أن يخبرني أن هذه العلاقة ليس لها مستقبل، لكنه ببساطة لم يستطع إخباري بسبب لطفي وحساسيتي! وأنه لا يريد أن يخسرني كصديقة لكن كأحباب فهو لا يعتقد أننا سننجح.. وأن علي إخباره بقراري وهو سيفهم.
بكيت كثيرا يومها، لم أجبه، صليت الحاجة ثم غادرت عملي لأرى صديقتي الوحيدة التي ما زالت عزبا مثلي، قضيت معها النهار؛ فإذ به يبعث لي الساعة السابعة رسالة يسألني إن كنت قد قرأت رسالته، وأنه مهتم بأن يعرف ما رأيي كي تكون الأمور بيننا واضحة.. أيضا لم أجبه.. (وكل من يعرفه استغرب من أنه لم يستطع إخباري؛ فصراحته تصل لحد الدفاشة أحيانا) .. بعد يومين أجبته برسالة أني قرأت رسالته وأني لا أستطيع تنفيذ ما طلبه مني لأني أحبه، بعدها بيومين سافر في رحلة عمل لمدة أسبوعين.. بكيت كثيرا وتعذبت كثيرا حتى الآن، لم أنسه، وأكثر ما يحيرني أني كنت دائما أحلم بكل ما هو خير فيما يتعلق به، والكثير من أحلامي قد تحقق والكل يعرف هذا عني إلا ما حقا أريده.
بقي شيء واحد لأفضي به لحضراتكم (هذا إن لم تكونوا قد مللتم منذ مدة وألقيتم برسالتي)، وهو أنه له صديق عاطل عن العمل وهو يحاول مساعدته فعرفت عنه وطلبت سيرته الذاتية منه، ومرة بعثته ليقدم طلبا في أحد البنوك فذهب هو معه وبعد تقديم الطلب اتصل بي -الشاب الذي أحب- ليقول لي إنه قدم الطلب وقد كان صديقه معه، ويومها قال لي حبيبتي أكثر من مرة وهذه ليست عادته.. المهم الشاب لم يعمل حتى الآن، وبينما كان حبيبي مسافرا اتصلت بصديقه هذا لأخبره عما قالته الفتاة في شؤون الموظفين وشكرني كثيرا.
بعدها بأيام اتصلت لأخبره عن فرصة عمل شبه مؤكدة وأنه يوجد واسطة هناك، ثم سألته إن كان حبيبي قد عاد فاستغرب سؤالي وقال إنه عاد من عدة أيام، وذكرني أني أنا قد أخبرته بالمكالمة السابقة متى سيعود، فقلت له إننا زعلانان الآن ولا نتكلم مع بعضنا؛ فاستغرب، فانتهزت الفرصة لأسأله إن كان أحد بحياته غيري الآن، فقال لي كم لك معه؟ فأجبته، فقال وهل تعلمين متى علمت اسمك؟ فقط عندما بعثتني إلى المقابلة، أي بعد سنتين، فهو كتوم جدا بهذه الأمور، لكني أؤكد لك أنه ليس من هذا النوع من الشباب، وأنه مستحيل أن يكون قد تركك لأجل فتاة أخرى؛ فهذا ليس من شيمه.
ثم قال لي إنه عندما كان معه في ذلك اليوم أخبره عني أني طيبة كثيرا وحنونة جدا، وهو بحياته لم يذكر عن أي فتاة أنها حنونة، وأني أحب الخير والمساعدة وغيرها من الأشياء التي جعلت صديقه كما قال لي يشعر أني عزيزة جدا عليه وأني قريبة منه.. ثم قال لي إنه قد اتصل بصديقه بعد عودته وأخبره أني اتصلت به فسأله وهل سألت عني؟ هل قالت لك أن توصل أي شيء لي؟ فأجابه بالنفي.. ثم تبرع الشاب أن يحاول مساعدتي دون مس كرامتي ودون أن يعلم من أحب أننا تكلمنا في الأمر.. وفي ثاني يوم أخبرني أنه قد اتصل به وأخبره أني أحضرت له فرصة عمل محتملة؛ فبدأ الشاب بمدحي مخبره أني أحب المساعدة، فقال له الشاب لكني شعرت أنك لم ترها منذ مدة، فأجاب بصراحة نعم، فحاول الشاب معرفة إن كان هناك أي شيء ليس طبيعيا، فتعصب حبيبي وأخبره بألا يتدخل، فصدم صديقه من ردة فعله وتراجع.
أرجوكم قولوا ما الذي علي فعله؟ كيف أكمل حياتي بدون بكاء؟ كيف أنساه؟ ماذا أفعل؟ هل هناك أي شيء أستطيع فعله؟ والله إني حزينة على حزن أمي علي، وكلما أتى المغرب بدا حزن شديد في قلبي، وكلما أتى ذكره دمعت عيناي.. ولا أخفي عليكم أن معرفتي أنه متضايق قد أسعدني؛ فهذا يعني أنه أيضا لم ينسني بعد. أعلم أنه لم يمر سوى شهر واحد، لكنه إنسان عملي جدا.
أتمنى ومن كل قلبي ألا تتركوني وحيدة لقد سدت كل السبل في وجهي إلا من الصلاة والدعاء، ومن ثم سؤالكم،
وجزاكم الله كل خير.
28/4/2023
رد المستشار
آآآآآآآآآآه يا ابنتي كم هي رقيقة قلوب البنات والنساء إذا أحبت.. لم أمل قصتك الطويلة فكل تفصيلة فيها كانت مهمة فعلا في رسم صورة كاملة للموقف.. والحمد لله الذي عافاك من الاكتئاب، وأرجوك أن تستعيني على مشاعرك الحزينة بقراءة القرآن أو بمراسلتنا، أو بكلاهما معا، ومرحبا بك دائما.
نأتي لمشكلتك المعقدة.. لقد اعترف لك الشاب فعلا بحبه لك، ولكنه حين جد الجد بدأ بالمماطلة في الزمن، ثم في إنكار إمكانية نجاح العلاقة.
الرجل يا ابنتي صياد والفرائس السهلة قد لا تستهويه، وهذا لا يعنى أنك كنت فريسة سهلة المنال، ولكن أعني أنه لم يتكبد أي مشقة في الحصول على حبك ولا الحفاظ عليه.. حسب ما فهمت من رسالتك أنك أحببته منذ البداية وإن كنت لم تبوحي له بحبك إلا بعد أن أخبرك هو.. ولكن يا ابنتي وكما قال الشاعر: الصب تفضحه عيونه.. أو كما تغني أم كلثوم: "اللي يحب يبان في عينيه" .. هو قد رأى حبك وهواك وهذا مقصدي من فريسة سهلة وليس أي معنى آخر شائنا مما قد يتبادر عادة للأذهان من استعمال هذا التشبيه.. بالتالي يا ابنتي هو لا يضع الحفاظ عليك أو شراء خاطرك في جدول أولوياته أبدا وذلك لتأكده أنك ستظلين دائما موجودة.
هو يحبك؟ نعم. هل ستتزوجان؟ احتمال لأن الزواج قسمة ونصيب وقدر مكتوب ورزق من عند الله.. ونأتي لما يشغل بالك.. كل تلك الاستخارات والأحلام!! وتفسير المشايخ بأنها زواج وارتباط.. نعم سنعتبر أنها فعلا بشارات إلهية فأنت لا تؤلفين الحلم أبدا ولا تكذبين فيه، ولكن هل هي وحدها كافية لجعله يتخذ القرار أو لحل المشاكل بينكما؟ طبعا لا.
هي مجرد علامة على أن هذا مشروع طيب ولكنها ليست إلزاما على قيام المشروع.. ولكن لِم لا نحاول معا المحاولة الأخيرة وحاولي أن تلتزمي بالنصائح حرفيا.. كما اتفقنا هو متأكد أنه لن يفقدك، أي أنك ستظلين دائما موجودة لو فكر أن يناديك سيسمع التلبية المحبة السريعة.
لا بأس.. أنا أيضا أعرف ذلك، ولكن لا بد من تغيير هذه الصورة، وإلا فهو لن يبذل أي جهد.
أسمعك تقولين إن هذا صعب!
لكن الأصعب منه إهدار الكرامة وفقدان المنطق السليم.
امتنعي عن الاتصال به.. وبصديقه.. إذا اضطررت للاتصال بهذا الصديق الذي تساعدينه فلا تذكريه ولا تسألي عنه وأبدي لامبالاة وعدم اهتمام بمعرفة أخباره.. انقطعي عنه تماما، إلى أن يأتي اليوم الذي تستطيعين أن تقابليه وتتمالكي انفعالاتك، أي لا يشعر مثلا بسعادتك للقائه ولكن قبل هذا.. لا لا لا لا.
وإذا عاد باحثا عنك ففي هذه اللحظة لا تقبلي أي عذر لعدم التقدم الرسمي إلى أهلك، ودعيهم يتعرفوا على ظروفه ويحددوا هم إمكانيات الانتظار أو شكل ومدة الانتظار.. وإذا اختفى تماما تكونين قد قطعت شوطا كبيرا في نسيانه في فترة الانقطاع تلك.
قلبي يتمزق من أجل مشاعرك الرقيقة، ولكن يا ابنتي لا يصح دائما إلا الصحيح.
وربما كانت أحلامك التي يتجلى فيها معنى زواجك موجهة إلى شخص آخر لم يظهر بعد. طمئنيني على أخبارك.