السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني الأفاضل، سامحوني لأنني أكتب إليكم هنا، ولكنني حاولت في صفحة المشاكل ولم أتمكن منها، والله إنني في حالة عصيبة جدا.. أرجوكم ساعدوني.
أنا أخت متحجبة ومتدينة، ومن النوع الذي يغامر في الحياة، وأؤمن بالقضاء والقدر، وأن الله على كل شيء قدير.. دخلت عالم النت منذ 6 شهور، وراسلني شاب، وحدثني عن الزواج ووافقت؛ لأنني وجدت فيه كل ما أتمناه في الزوج من دين وخلق وعلم.
وبعد مدة قصيرة جدا قال لي: إنه وقع له حادث ودخل المستشفى.. المهم بعد مدة اتصلت برقمه وقالوا لي: إنه مات، وفرارا من المشكلة عملت صداقات على النت مع الرجال فقط.. كلهم كلموني عن الحب والزواج ولكنني كنت أرفض.. إلى أن تعرفت على رجل آخر عبر النت من بلد آخر عن بلدي، وتحدثنا عن الزواج، ولكنه لا يعمل، ولا يملك شيئا، وهو الذي سيأتي إليّ، وأنا أعمل، والمطلوب مني أنا أن أوفر كل شيء.
أنا محتارة بين أمرين:
أولهما أنني أخاف ألا أوفق في توفير السكن، خاصة أن لدي ديونا وإيرادي قليل، وثانيهما أنني ارتكبت معه معصية عبر النت. أرجوكم دلوني وساعدوني، أشكركم، ووفقكم الله لخدمة الإسلام والمسلمين.
30/4/2023
رد المستشار
أختي الكريمة،
رسالتك وصلتنا على بريد المشاركات، وهي خالية من بعض البيانات المهمة، ولا أدري هل تتابعين الموقع منذ وقت بعيد أم أنك حديثة عهد بها؟!
لن أكرر لك ما قلناه مرارًا من أن شبكة الإنترنت والاتصالات التي تجري عبرها لا تكفي أبدًا لإقامة علاقة تعارف كافية لاتخاذ قرار ارتباط بالزواج، ولذلك يبدو مدهشًا أن تقولي عن الشاب الأول:
إنك قد "وجدت" فيه كل ما تتمنين في الزوج من كذا وكذا، ثم مصدر معلوماتك عنه لم يكن سوى الاتصالات بينكما، حتى قالوا لك: إنه مات، فهل عرفته حيا من الأصل؟! ثم هل يكفي أن يقال: "إنه مات" ليكون كذلك؟! ثم تعتبرين موته -المشكوك فيه أصلا- مشكلة فتدخلين في علاقات أخرى مع رجال آخرين؛ فيقع حظك مع آخر، وترتكبين معه معصية "عبر النت" على حد قولك، ولم توضحي لنا طبيعة هذه المعصية، وكأنها مفهومه ضمنًا!!
والثاني كما تصفينه مفلس، ولا يملك شيئا، ولا يعمل، وسيأتي إليك وأنت عليك السكن والعمل.. ولا أدري ماذا سيعمل هو؟! ما هي الظروف التي تدفعك لهذا النمط من العلاقات؟! وما هي الملابسات التي تجعلك توافقين من حيث المبدأ أصلا بالتفكير في مثل هذه الزيجة الغريبة من هذا الرجل المجهول المدهش؟!
إما أن قصتك عبث في عبث، وهي سطور يريد كاتبها أن يقدم لجمهورنا "موعظة" بدائية عبر قصة متهافتة!! أو أنك فعلا فتاة ذات ظروف خاصة تجعلك تتورطين في مسالك كهذه!! أو أن عالم الإنترنت لا يزال يحمل من العجائب المثيرة ما يصدم به أي صاحب عقل سليم!! وفي حالة العبث فإن لدينا من المشاكل المتراكمة ما يكفي لتقديم "الموعظة" عبر مشكلات حقيقية، هذا إذا كانت المواعظ هدفا في حد ذاتها، وإذا كنت جادة فيما تروين لنا فأرجو أن تكتبي التفاصيل الضرورية عن شخصيتك وظروفك وبلدك...إلخ.
وحتى نصل معا إلى الرد والتصرف السليم المناسب أرجو أن تتوقفي تمامًا عن الاتصال بأي شخص عبر الإنترنت، وأعدك برد فوري إذا أرسلت بقصتك كاملة، فقط توقفي عن مشروعك للزواج الوهمي الذي تذكرينه، وأرجو ألا يعتبر البعض رسالتك نوعا من الدعاية لنمط جديد من الزواج والأسرة؛ حيث الفتاة مستعدة للتجهيز والإنفاق والسكن، وما على العريس إلا إجراء الاتصال الإلكتروني ثم الجنسي!!