فتاة حالمة: فضفضة على مجانين مشاركة
أحبائي أسرة مجانين, اسمحوا لي بالانضمام لقبيلة مجانين ومشاركتكم في هذا الموقع الفريد
ولتكن رسالتي اليوم أول بيان مجنون تخطه أناملي، دعوني بداية أتوجه للدكتورة حنان طقش
اسمحي لي يا دكتورة بأن أدلي برأي متواضع في ما كتبته ردا على الفتاة الحالمة
أشعر بأنك أرضيت ضميرك وهذا ما كنت سأفعله لو كنت مكانك مسئولة أمام الله ثم الناس عما تكتبينه هنا بصفتك مستشارة والمستشار مؤتمن كما يقول د. وائل ، ولكن يبدو أنك نسيت مشاعر الحب الأول الجميلة التي تنتابنا نحن بنات حواء فتعصف بقلوبنا وترعد وتمطر لتحيل الصحراء القابعة بأرواحنا لجنة غناء، وصدقيني مهما حاول الناس إيقاف العاصفة لن يستطيعوا، مصير العاصفة أن تهدأ يوما ولكن لا يتحكم بذلك سوى الله،
الفتاة الحالمة ستبقى حالمة إلى أن ينتهي الحلم يوما وكل ما يمكنك فعله هو أن ترشيدها كيف تمنى بأقل قدر من الخسائر حتى لا تعيش محطمة بعد استيقاظها، كلامي الآن موجه لك صديقتي الحالمة.. يا من أهدرت كلماتك دموعي وحركت ذكريات دفنتها منذ زمن لن تفهم العاشقة سوى عاشقة مثلها.. لذلك تمعني فيما سأكتبه عسى أن تهدأ نفسك قليلا
كنت في التاسعة عشرة أيضا, فتاة حالمة مثلك, أوصدت أبواب قلبي بانتظار الفارس الذي حلمت به كل ليلةكانت العاطفة في قلبي جياشة, وكلما مر الزمن عليها وهي بداخلي بلا منفذ كلما اشتد عودها وعلا صوتها لذلك عندما قابلته وارتحت له, تفجرت عاطفتي كإعصار هادر بعد طول حبسها، كانت عاصفتي قوية مثل عاصفتك, فوقفت في وجه الجميع مدافعة عن حبي، تحملت الإهانات والشتائم، حبست ومنعت عن وسائل الاتصال, بل تولى أحد أفراد أسرتي مراقبتي كالمجرمين، هل تصدقين بأنني لكي أصل لمن أحب قبلت أن أقبل الأقدام وأتخلى عن آخر ذرة في كرامتي
إلى الآن لا أستطيع أن أسامح نفسي كلما تذكرت منظري وأنا قابعة على الأرض أقبل قدمي أبي بمنتهى الذل ولكني كنت أقول كل شيء يهون بمقابل يوم واحد فقط من عمري أقضيه زوجة لمن أحببت ثم أموت بين ذراعيه فقد نلت كل ما أتمنى من الدنيا، هكذا يفكر العشاق وأنا أعلم بأن هذا أيضا ما يجول برأسك، أنا كنت حالمة فأنا فتاة وقلبي هو المسيطر... أما هو فرجل يعمل عقله وإن أحبته مجنونة مثلي وكتبت فيه القصائد ونصبته ملكا على عرش قلبها، عقله ألهمه ألا فائدة من حبنا.. وفي الوقت الذي خسرت أهلي فيه من أجله, وجدته يحسب حسابا لأبويه ويرغمني على كثير من الأشياء لأجلهما، أنا خسرت كل شيء من أجله حتى دراستي تدهورت, بينما كسب هو وقوفي إلى جانبه وتحسنت أحواله، ولكن يبدو أنه شعر بأننا نسير في طريق مسدود فقرر قطع علاقته بي
ماذا حصل لي برأيك؟ بكيت لساعات بكاءا لم أعرف مثله في حياتي.. تحطمت وحاولت قتل نفسي ولولا رحمة ربي لمت على الكفر، أصابتني الأمراض العضوية النفسية المنشأ ولا زلت أعاني منها ليومي هذا، عندما علم بما حصل لي, أنبه ضميره فعاد.. ولكنه في هذه المرة حاول أن يزرع الكره في قلبي فأخبرني بأنه عاشر غيري وأصبح يعاقر الخمر والمخدرات, حتى أنه كان يتصل بي و هو يهذي ثم يخبرني بأنه جرب نوعا جديدا من المخدرات.. ولكني لم أصدقه فقد كنت أثق به أكثر من نفسي..، ثم أخبرني بأنه يريد الزواج من أخرى لمصلحة ما.. فأخبرته بأنني لا أمانع أن أكون الزوجة الثانية, المهم أن أكون معه
هنا أخترع أسلوبا جديدا, فأصبح يتصل بي ويرميني بشكوك كاذبة ثم يقول لي أنا لا أثق فيك ففلان أخبرني بكذا وكذا.. ولم يكترث لي وأنا أحلف أيمانا مغلظة بأنني لم ولن أخنه فهو على يقين من ذلك ولكنه يريد أن يتخلص مني، في النهاية قال لي بأنه لن يتزوج فتاة لا يثق بها واختفى من حياتي، حاولت ولشدة غبائي أن أتصل به بدعوى الاطمئنان عليه, فإذا به ينهرني ويوبخني ويأمرني بأن أنسى رقمه.. ثم اختفى فعلا وغير رقمه وعنوانه وأصبح ذكرى
للتوضيح, أنا كنت أظن بأنه يبعدني لأنه فقير ويعلم باستحالة زواجنا ولكن اتضح لي بعد زمن بأنه سأم حبي ولم يرد بأن يحارب من أجلي.. استغرقت وقتا طويلا من الزمن لأستعيد توازني.. وبعد عدة شهور استيقظت دون أن أذكر بأنني رأيته في أحلامي, ومرت علي عدة أيام لم أبك فيها, فهرعت إلى صورته وتأملت ملامحه وإذ بي للمرة الأولى مذ عرفته أراه غريبا عني وكأنني لم أحبه يوما، لحظتها فقط تيقنت من أن العاصفة سكنت وبأن النار خمدت
لماذا أخبرك بكل هذا يا صديقتي؟ لأنه سيحصل معك.. صدقيني عندما أقول لك بأن مآل علاقتكما واضح أمامي وضوح الشمس.. لا تقولي هذه امرأة متشائمة تظن أن كل الدنيا سوداء بسبب ما حصل معها ولم تعد تؤمن بالحب، بالعكس يا صديقتي, لا زال للحب مكان في قلبي فقد وهبت قلبي لإنسان آخر أثبت أنه أهل لثقتي وتزوجنا أتعلمين لم تبدو نهاية قصتك واضحة لي؟ لأنك تقاومين وحدك وتناضلين وحدك بينما يتنصل هو من كل مسؤولياته ويخضع للظروف، لا أشتم فيه عزيمة قادرة على قهر الصعاب للوصول إليك ولا تظني بأن مرضه السبب, فمن يحب حقا لا ييأس وأكبر مثل أضربه لك هو أنت
لماذا لم يعرف اليأس طريقا إليك؟ لأن حبك له أكبر من حبه لك وإلا لكان وقف في وجه أمه كما وقفت أنت في وجه أهلك، صدقيني لو كان مكانك لاستسلم منذ أول مرة ضربه أهله بها، ليس مثلك, لا يملك قوتك وإصرارك لأن حبه بكل بساطة ليس حقيقا كحبك، حبه هش وضعيف يتحطم عند أبسط امتحان لن أقول لك لوذي بالفرار قبل أن يحطمك حبه لأنني أعلم أن أردت أن أطاع فعلي طلب المستطاع نصيحتي لك بأن تهدأي وتنتظري لتري بأم عينك كيف سيستلم فتاك سريعا. وفي هذا الوقت خففي من اندفاعك وحاولي أن تثقلي قليلا كما تقولون في مصر, وإن كان يحبك سيركض وراءك فالرجل يحب أن يتعب ليصل للمرأة التي يحب
وعموما عليك بدراستك وأهلك وصديقاتك.. اهتمي بهم على كل الأحوال فإن عاد لك فتاك وتزوجتما لن تخسري شيئا بل بالعكس ستستفيدين، وإن استسلم وتركك لن تضيعي, فلديك هدف هو دراستك ولديك أهلك وأصدقائك ليخففوا عنك ويملؤا الفراغ الذي سيخلفه. عودي لكل أمر أهملته منذ أحببت ذاك الشاب وبعون الله ستمنين بأقل الخسائر الممكنة بعد هدوء العاصفة, عاصفة العشق التي تثور بداخلك ولك مني كل الدعوات الصادقة لتجتازي هذه المرحلة بهدوء
ولي رجاء, رفقا بمقلتي فقد أبكتني كل رسائلك.. اضحكي واكتبي لنا عن حياتك الجميلة ورسوماتك المتفائلة
وأتمنى أن تكوني صدقت فعلا.. فراسليني إن استطعت
19/3/2005
رد المستشار
السلام عليكم
أهلا بالجوري ورائحته وبكل الورود بيننا ومعنا على موقع المجانين الحلوين، وننتظر كل ما تسطره أناملك على الرحب والسعة، فبيت الضيق يتسع لمليون صديق كما يقول المثل الشعبي.
لا تزال قصص الحب والعشق مثيرة وجاذبة للاهتمام بمختلف أشكاله من بين مؤيد للعشق ومستعذب لآهاته ورافض حتى لهمساته!!!!! وهكذا لم تتفق الناس على موقفها من العشق والحب، أما نحن أهل العلم فموقفنا لا يسر عدو ولا حبيب حيث حولنا الخيال والجمال إلى مواضيع للبحث والدراسة بما فيها من مقدمات وفرضيات نظرية وما يترتب عليها من نتائج وخرجنا بتوصيات تحكم عقولنا، وكما تعلمين كل ميسر لما هو مسخر له، ولا أختلف عن باقي البشر في حبي لقصص المحبين من قيس وليلى وعبلة وعنتر حتى أخذتني الدراسة إلى عطيل وديدمونة روميو وجولييت وطبعا لن أذكر باقي العشاق في التاريخ والأدب الذين أعرفهم، وهم كما تعلمين كثر.
أشكرك على تفهمك لمشاعر ومعاناة صديقة موقعنا الفتاة الحالمة وعلى مشاركتك لها بخبرتك الشخصية والتي فرضت عليك وعليها الحياة خطى المنطق والعقل الذي أشرنا به على ابنتنا، حيث بدأت معها بأن تنشغل بدراستها التي قد يصعب اللحاق بها إن فاتت، وأن تتروى حتى تبدى لها الأيام أمر الله، الذي لا نملك أمامه إلا القبول.
يهوى الإنسان ويظن أن ما يعيشه لم ولن يعيشه غيره ولا حتى هو، وتثبت الحياة والتجارب عدم مصداقية هذا الاعتقاد فمن نعم الله على الإنسان نعمة النسيان بالإضافة إلى كرمه حيث ينسخ الجديد والحقيقي منها المؤلم والسابق.
ويحضرني دائما كتاب للكاتب عبد الوهاب مطاوع( رحمه الله) اسمه "اعطني عمرك" يقول فيه أن عمر الإنسان قصير لا يسمح له بخوض كل التجارب ليتعلم منها ولذا لا بد له من اللجوء للاستفادة من حياة الآخرين كي يكسب المزيد من الوقت، وهذا ما نحاول فعله أنا وأنت فلم على فتاتنا أن تعيش وتعاني لتحل نفس المعضلات الأزلية وهي:
ما معنى الحب؟ هل التضحية ضرورية للحب؟ وهل هناك حب حقيقي وآخر خيال( كي لا أقول كاذب)؟ ما الذي يجذب الرجل ( الفرد للأخر) هل هو الزهد فيه أو كما تقولين الثقل أم التوجه والتفاني؟ هل من الحب أن يذل الإنسان نفسه وكرامته إلى ما لا نهاية؟ هل هناك من أو ما يضمن استمرار الحب؟
على العموم نحن مع الحب ولكن ضد الألم، فالقلوب أرق وأغلى من أن نفرط فيها أو نبذلها رخيصة. يجب أن يدفعك الحب إلى الأمام، يجب أن يشعرك بالأمان، ويزيد ثقتك من نفسك، وأن يضمن لك الاحترام، وهذه من أشهر شروط الحب وليس جميعها وإذا لم تتحقق ليس بالضرورة أن تكون العواطف العاصفة حبا، اقرأي عن وسواس الحب، وللمرة الثانية أهلا بك معنا دائما.
ويتبع >>>>>>: فتاة حالمة: فضفضة على مجانين م1