السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عاما، يلاحقني شاب يكبرني بعام، وحاول أن يعبر لي عن شعوره بالحب نحوي بمساعدة صديقة لي، وعن رغبته في خطبتي، ولكني غير مستعدة لمثل هذه العلاقة ولا غيرها، فأنا أستعد للسفر إلى الخارج للتعلم، وهو يعلم ذلك، لذا لم أفكر بموضوعه بتاتا، بالإضافة إلى أني لا أعرف الشاب ولا حتى شكلا.
بعد رفضي الأول له، فوجئت بسيدة تتقدم نحوي وتعرفني بأنها أمه وهي على دراية بعدم استعدادي لإقامة أي علاقة مع شاب، ومع ذلك فقد أصرت على الإفصاح عن مشاعر ابنها تجاهي وإخراج صورة له أمامي لتجعلني أراها على مضض، ثم رجتني أن أعطيها بريدي الإلكتروني وقالت إن ابنها من رجال الدعوة، وهو يرفض أي علاقة محرمة، ولكن ليكن بريدك لوضع حد للموضوع وليتمكن هو من بث رغبته إليك.. لقد شعرت بالخجل عندما فكرت في رد مطلب امرأة بسنها، أما بيني وبين نفسي فقد حزمت على عدم اتخاذ أي خطوة دون مشاورة أمي.
بعد أن علمت أمي بالموضوع كله، وبختني على إعطاء المرأة بريدي الإلكتروني وقالت إن علي ألا أفتح البريد، وذلك لأن اختياري للسفر كان نابعًا من رغبتي أنا ولم يرغمني أحد عليه ثم إن أمي عازمة على توبيخ تلك المرأة؛ فهي تعلم أنها بالكاد تملك بيتًا لتعيش فيه هي.. فكيف بابنها!!.
ما زال الشاب يعبر لي عن رغبته بالتحدث إلي وعن حبه لي، وما زال يطاردني أما أنا فأرد بالصمت تجاه كل ما يدور حولي... أرجو أن تساعدوني على تقييم تصرفي وأن تنصحوني إن كان علي إجابة الشاب أولا،
ثم أود أن تجيبوني على سؤال آخر: هل يجوز شرعًا لشاب مثله أن يصف فتاة مثلي -لا تربطنا أي علاقة- بالجمال وأن يعبر لها عن حبه؟!!.
جزاكم الله كل خير
6/4/2024
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يفرحني ما يصلني من نماذج طيبة للعلاقة بالوالدين ربما لندرتها وربما لأهميتها ورسالتك أظهرت نموذجين لعلاقة طيبة بالأم.. نبدأ بالدعاء أن يديمها الله عليكم.
هناك فرق واضح بين أسلوب أسرتك وأسرة الشاب، ولكن الطيب فيها حسن العلاقة بالأم في الحالتين، فوالدته تدافع عن مشاعره وتدعم تعلقه بك، ووالدتك تدعم وتدافع عن طموحك، فالأسرتان طيبتان كما يبدو لي، لكن أساليبهما مختلفة؛ فأسرتك عقلانية، وأسرته عاطفية لا تهتم سوى بتعلق قلب ولدها، بغض النظر عن قدرته على القيام بمتطلبات هذا التعلق من التزامات الزواج.
من حق الرجل أن يعبر عن إعجابه بالفتاة إن كان ذلك في عرض التقدم لخطبتها وتوضيح أسباب تعلقه بهدف استمالتها على أن لا يتجاوز بالطبع المقبول عرفا.
ولا يجب عليك أن تحتاري فعلى الرغم من أهمية وحلاوة تلقي مشاعر الإعجاب التي تشبع حبنا لذاتنا فإن الحياة تحتاج للعقل الذي يقول في حالتك إنك ما زلت صغيرة على الارتباط كما أن لديك بالفعل خططا جاهزة للسفر والدراسة تنفي إمكانية الجمع بين الدراسة والزواج في هذه الحالة تحديدا؛ لذا يفضل ألا تسمعي لما يقول كي لا يشوش أفكارك ويشغلك بمشاعره، وكذلك كي لا نزيد أمله بأن هناك فرصة لتغيير رأيك فيزيد إلحاحه صعوبة رفضك ما هو مرفوض أساسا بالنسبة لك، مع تمنياتي لك بالتوفيق في دراستك وباقي قرارات حياتك.
الأخت الكريمة.. نرجو منك أيضا التوجه إلى أي من مواقع الفتوى للإجابة على تساؤلاتك الشرعية وحتى تكتمل الرؤية لديك.
واقرئي أيضًا:
الحب في الصغر ترعاه المسؤولية!
صغيرة على الحب!
إدمان الحب: يخرب بيت عيونك يا عليا!
التعليق: قد تتعدد أساليب الإغواء في هذا الزمان، والغريب أن الشاب وأمه لا يعرفون عن سيرتك الذاتية، فكيف إستطاعوا إقناع أنفسهم بأنك المراة الصالحة المناسبة للزواج؟ هذا إما جهلاً واما نواياهم سيئة، وأفعالهم مشبوه، قد يجركم إلى هتك أعراضكم، وتصويركم فاحشة، ثم تهديكم بالفضح إذا لم تستمري في الدعارة، راجعي قصص الفتيات الصالحات وكيف تم توريطهم في أعمال المحرمة، المفروض أن أي شاب أولاً: يتبين من حال الفتاة دراستها وتعليمها وأخلاقها ودينها وعفتها، ثم يبدأ بالمراسلة الوالدين للخطبة على سنة الله ورسوله، دون المحادثات مخفية كالإيميل، والإيميل يمكن للهكر إختراق حساباتك الشخصية في التواصل الإجتماعي بكل سهولة، ومن ثم تهديدكم بالفضح. والله أعلم بالحال، عليك بالتوجه للشرطة مع والدينكم لإنهاء ملاحقته لكم.