عذاب الضمير
أنا امرأة متزوجة منذ ست سنوات ولديَّ طفلان. أعاني من تأنيب الضمير كل يوم؛ لأني قبل زواجي كنت على عدة علاقات أخرى مع عدد من الرجال فكيف أتصرف الآن مع زوجي؟ هل أصارحه؟ أم أعتبر أن هذا من الماضي وأقفل عليه مدى الدهر وأنسى؟
هل الله سوف يسامحني على ما فعلته سابقا؟
أفيدوني يرحمكم الله.
13/6/2023
رد المستشار
لقد منّ الله عليك بالزواج منذ ست سنوات، ومنّ عليك بالذرية الصالحة فرزقك طفلين.. وكما فهمنا من رسالتك فإن ما كان من علاقات كان سابقا على الزواج ومنذ تزوجت وأنت مخلصة لزوجك ولبيتك وهذا من علامات التوبة الصادقة (الإقلاع عن الذنب، وعدم العودة إليه) فلماذا نبش الماضي الآن؟!.
إن الله يقبل التوبة عن عباده.. وإن الحسنات يذهبن السيئات.. وإن الله يفرح بتوبة العبد ويباهي الملائكة بالعبد التائب المستغفر قائلا: "لقد علم أن له ربا يتوب إليه.. أشهدكم أني قد غفرت له..". والرسول حذرنا من "أقبح الذنب" وهو الذي يرتكبه الإنسان فيستره الله عليه فيصبح ليحدّث الناس بما ستره الله عليه.
لقد كانت فترة في حياتك وانتهت، وتبت عنها وفعلت صالحا منذ الزواج، فلماذا تنغصين عيشتك وعيشة زوجك إذا أخبرته بذلك؟ لن يترتب على هذه المصارحة أية نتيجة عملية إلا أنك تزرعين الشك في نفس زوجك بدون داع.. فلماذا التصرف الذي ليس له أية إيجابية؟ وستكون احتمالات السلبيات الناتجة عنه أصعب مما نتصور.
أخلصي لزوجك ولأولادك واعلمي أن نجاحك في حياتك الزوجية من علامات قبول التوبة ورضاء الله عنك.. وانسي الماضي تماما.. ولا تحاولي حتى أن يمر بذاكرتك إلا للعظة والعبرة واحمدي الله على نعمة الهداية.. ونرجو أن ينتهي الأمر عند ذلك ويصبح مجرد فكرة وتنتهي، ولا داعي لأن يتحول الأمر إلى "وسواس قهري" يشغل تفكيرك بدون داعٍ.. لذا إذا نجحت في التخلص منه فهو الخير كله.
وإذا فشلت وظلت الفكرة تلح عليك فراجعينا فربما يكون الوسواس الذي يحتاج تدخل الطبيب النفساني بالعلاج السلوكي والدوائي.
نسأل الله أن يسعدك بزوجك وأولادك.. وأن يبارك لك فيهم.