قلق.. توتر.. خوف.. أسألكم النصيحة
السلام عليكم
لن أبدأ بالثناء عليكم فما تقومون به لا أحسب أنكم تهدفون من ورائه للمديح أو الثناء.
أنا شاب عمري 32 عاما تقريبا والحمد لله متزوج ولدي ابنة. وأعمل في وظيفة مرموقة والحمد لله فإن حياتي الزوجية مستقرة والحالة المادية إلى حد ما جيدة كما أنني محبوب وسط عائلتي وعائلة زوجتي بفضل المعاملة الحسنة للآسرتين.
لم أكن في طفولتي شقيا جدا ولكني كنت متحركا ولكن كنت أخشى العراك.
أصبت في سن 15 سنة تقريبا بالصرع واستمر العلاج إلى قبل ثلاثة أعوام وكان على ما أتذكر أقراص ايبانوتين ثم أبتريل. وتم سحب الدواء تدريجيا إلى أن توقف.
المشكلة هي أنني قلوق بشكل كبير ولن أقول مبالغ فيه فهي أقل مما أعتقد. فمثلا عندما يتعين علي أن أذهب لمصلحة حكومية ما فإن القلق يظل يساورني خشية أن يحدث مكروه ولا أتمكن من إنجاز ما أريده. وإذا فعلت أظل أفحص الأوراق عدة مرات خشية أن يكون هناك خطأ. أما إذا حدث خطأ فحدث ولا حرج فالقلق يتدفق إلى داخلي أنهارا وأجد نفسي أفكر في احتمالات تكاد تكون منطقيا غير معقولة!
وساوس مثل (عند الخروج) هل أغلقت باب المنزل؟ أعود وانظر إليه لدرجة أنني أصبحت عند الخروج اجذب الباب ليحدث صوتا لأقول لنفسي هاهو الصوت إذن الباب أغلق. ويحدث نفس الشيء إذا تركت السيارة تبيت في الشارع وكنت أحيانا أنزل لإعادة إغلاقها مرات. وعند ضبط المنبه أراجعه مرتين.
حاولت بقراءة القران أن أبعد تلك المخاوف إلا أنني فشلت. وأنا أواظب على الصلاة وأحاول تحسين علاقتي بالله قدر جهدي.
وكنت أحيانا تهاجمني كلمات أغنية مثلا وتظل تتردد داخلي دون رغبة مني أو دون قدرة على المقاومة. وكان ذلك على مرات متباعدة نسبيا.
وتعرضت مؤخرا لحادث سيارة وكنت أنا الذي أقود وكان حادثا ضخما سبب تلفيات جسيمة إلا أنني والحمد لله نجوت دون إصابات. ومن هذا الوقت صارت المخاوف أكثر.
صرت قلقا بشأن سيارة كنت قد بعتها من فترة فهل يرجعها لي المشتري (الآن وبعد حوالي عام) وماذا لو حدث أي شيء خطأ وارتكب حادثة مع العلم بأنه لم يتم نقل ملكيتها بالكامل وتساؤلات كثيرة لا أملك لها دفعا. أصبحت المخاوف تأتي الآن عدة مرات يوميا وقد ترتفع معها دقات القلب وبالطبع أشعر بضيق بالغ..
ملحوظة:
لتهدئة مخاوف الأوراق والسيارة استشرت محاميا وطمأنني إلا أنني عندما أتذكر كلمات المحامي لا أجد لها وقعا يذكر على نفسي.
أنني اعتزم زيارة طبيب نفسي وإلى أن أراجعه بم تنصحونني؟
وشكرا لكم ولكل من يمد يد العون لمريض.
08/04/2005
رد المستشار
أخي العزيز / "مستر قلوق"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد....
تقول أنك تعمل في وظيفة مرموقة.. وناجح بفضل الله ...ورجل الأعمال الناجح دائما ما ينجز أعماله على أحسن وجه عندما يكون واقعا تحت تأثير الضغوط المختلفة من رؤسائه ومرؤوسيه . ولكن المشكلة أنك تعاني على حد كلامك من قلق وتوتر وخوف والتوتر يغير من كيميائية الدم وبالتالي يحدث أعراضا جسدية غير واضحة السبب مثل.... صعوبة النوم _ الآلام العضلية _ اضطرابات المعدة _ زيادة ضربات القلب _ الدوخة... وأيضا يسبب التوتر ردود فعل وسلوك غاضب وعنيف لا يتناسب مع السبب.
ويبدو القلق والخوف والتوتر من كلماتك:
_ أخشى العراك
_قلق بشكل كبير
_ القلق يظل يساورني خشية أن يحدث مكروه
_ لا أتمكن من إنجاز ما أريد
_ الخوف خشية أن يكون هناك خطأ
_ أفكر في احتمالات تكاد تكون غير معقولة
_ المخاوف تأتي الآن عدة مرات يوميا
_ أشعر بضيق
من ذلك يتضح أنك تعاني من اضطراب القلق بصورة كبيرة وبحاجة إلى تدخل علاجي.
وأنصحك:
1- بموافقة طبيبك على تناول دواء يخفف من حدة هذا القلق (وطبعا دواء لا هو مهدئ أو مخدر أو يسبب إدمان أو تعود) .
2- البدء في برنامج علاج معرفي سلوكي يشمل:
_ إثبات الذات
_ الحرية الانفعالية
_ التدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية
_ تدريبات الاسترخاء
وهو ما سوف يجعلك:
1- تستغني قريبا جدا عن الدواء
2- اكتساب خبرات ومهارات تقيك أضرار القلق والخوف
3- تعلم استراتيجيات ترمي إلى إضعاف التوتر
4- تعلم كيفية التصدي لتوتر المهنة
5- تعلم مبددات التوتر العملية
6- تعلم كيفية التعامل مع المواقف التي تخلق التوتر بدون تجنبها .
ويمكنك الرجوع إلى مقالة سابقة بعنوان علاج الأفكار الوسواسية، بها ملخص وتخطيط لبرنامج علاجي سلوكي يمكنك طلب تفاصيله من طبيبك النفسي في أقرب فرصة كما قلت إن شاء الله.
مع العلم أنني لم أتجاهل بعض السمات والأعراض الوسواسية البسيطة التي ذكرتها مثل:
1- الوسوسة في غلق باب المنزل والرجوع إليه
2- النزول لإعادة إغلاق السيارة
3- أغنية تظل تتردد داخلك دون رغبة منك
و لكن هذه الأعراض كما قلت لك بسيطة وهي نابعة من القلق عندما يتبدد القلق سوف تذهب عنك سريعا إن شاء الله .
مع تمنياتي لك بالشفاء العاجل بإذن الله... وأسألك الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته