وعد إلهي بالزواج؟
رجاء إخفاء البيانات... أرجو ألا أثقل عليكم بقراءة مشكلتي فهي ليست بأصعب المشاكل ولكن أردت أن يطمئني شخص ويدلني على الصواب...
منذ بضع سنين أعجبت بزميل لي لمروءته و شخصيته الجذابة، ولكنه لم يكن بالقدر الكافي من التدين الذي يرضيني. لكني قمت بصلاة استخارة، ففوجئت بانشراح صدر وسرور غامر، فدعوت الله حينئذ إن كان في ارتباطي بهذا الشخص نصيب أن يهديه ويجعله يلتزم.
مرت الأيام ورأيت أشياء جعلتني أعتقد أن الله استجاب دعوتي، فإذا بفلان يلازم مجموعة من الشباب الصالح، ويداوم على الصلاة بالمسجد ويغض من بصره عن النساء. أعلم أن هذه أشياء خارجية فقط ولكن كان عندي أمل أسررته في نفسي وقلت لها أن تصبر إلى أن يشاء الله.
وشعرت في الفترة الأخيرة أن ربما آن الأوان لفلان أن يخطب لقرب موعد تخرجه، وأستيقظ كل يوم أقول هذا اليوم الذي يسأل عني فلان. ظننت أنه يحاول التقرب مني\يراني أكثر عندما لاحظت تواجده الزائد في الأماكن التي أكون بها، ولكني كنت أستحي منه فأنظر بعيد أو أسرع في خطاي.
ثم اختفى فترة.وذات يوم كنت جالسة مع إحدى صديقاتي نتحدث، فإذا بهذا بعد دقيقة صمت تسألني "من خطيبة فلان؟" فذهلت "أخطب فلان؟" قالت "نعم، رأيت في يده الدبلة منذ بضعة أيام، ظننت أنك قد تعرفين خطيبته" فقلت "لا" فجعلت تحدثني بما سمعت عنها ولكني لم أسمع شيء، ظللت مذهولة فترة ثم شعرت بألم في صدري كأن أحدا غرس خنجرا في قلبي.
كان هذا منذ أسبوعين تقريبا، وأنا أحاول أن أخرج الموضوع من ذهني، ولكن هناك أفكار مازالت تطاردني.لم أراه منذ أن عرفت الخبر فلم أتأكد منه بنفسي، لكني لا أريد رؤيته... أعلم أن الله كتب لي نصيبي، وان الله أفضاله علي كثير، ولكن أكان هذا كله وهم؟؟ أحاول أن أقنع نفسي بهذا، ولكن لا أدري كيف أفسر ما حدث.
مازال عندي أمل، وأعلم أنه ربما يكون ضعيف والأحسن أن أتخلص منه، ولكن... ليس عندي سؤال محدد ولكني أريد أن أسمع من أحد، ماذا أفعل؟
وكيف أتخلص من هذه الفكرة أن مازال هناك أملا؟ شكرا...
08/04/2005
رد المستشار
الأخت الفاضلة:
كثيرة هي أوهامنا التي نجري وراءها، تكون في رؤوسنا، ونظن أنها على الواقع، وكل إنسان يفسر ما يراه بما يوافق هواه، لا بمقاييس الواقع..
إنه يبدو أن الإعجاب كان منك وحدك، فهو من طرف واحد عشت معه بحلوه ومره، ولكنه لا يصلح أن يكون من طرف واحد، وليس من الصواب أن نسير وراء السراب، فالمحك الفعلي في حياتنا هو الواقع
غير أن كل ما ذكرته أختي لم تتأكدي منه، بل أصبت بصدمة، ولم تتعاملي أيضا فيه مع الواقع، ولا أدري لماذا ترفضين التعامل مع الواقع في كل مرة، واسمحي لي إن عندنا بعض المشاكل – معشر الملتزمين-، فإذا كان الإنسان يعجب بإنسانة ملتزمة مثله، فلماذا لا يدور حديث جاد في الموضع، أجيبوني بالله عليكم: من أفتى لكم بأن حديث الرجل مع المرأة بشأن الخطبة حرام شرعا؟؟؟ وأي دليل يستند إلى هذا؟ فإني ما أجد في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا في أقوال الصحابة والتابعين ما يحرم مثل هذا الأمر، غير بعض الفتاوى الحديثة التي لا تستند إلى على دليل سد الذرائع، وبسبب هذا يحرم كثير من الملتزمين من الزواج من الملتزمات..
إن الكلام بين الجنسين ليس حراما في ذاته، ولا الاختلاط بين الجنسين محرما في ذاته، ولكن مع مراقبة الله وتقواه، وأنه مطلع على ما يفعله الناس لا يمكن الحكم بأن الحديث حرام، أن وجود الجنسين في مكان مثل الجامعة أو العمل أو غيرهما محرم شرعا..
إن نبي الله موسى تكلم مع فتاتين غريبين، وسطر القرآن القصة، وما عاب على موسى فعله.. وإن بلقيس تحدثت مع سليمان، وما كان الكلام بينهما محرما.. وإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتكلم مع النساء، وما كان حراما.. وإن الصحابة كانوا يتكلمون مع أزواجه وما كان حراما.. وإن الصحابة كانوا يتكلمون مع الصحابيات وما كان حراما..
كل ما ورد "............ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (الأحزاب: 32)"، وهذا مطلوب من النساء جميعا..
أما العيش في الوهم، وعدم التعامل مع الواقع فهو يوقعنا وسيوقعنا في مشاكل لا حصر لها..
وإن أناسا يضيقون على أنفسهم ما لم يضيقه الله تعالى عليهم، فلا يلوموا إلا أنفسهم، وهذا أختي لا أقوله لك، ولكني أقوله مما أراه من نماذج عديدة من الشباب الطاهر الملتزم غير أن ضميره يوجعه أن يتحدث مع أخته في الله التي يتمناها زوجة لها، فيتحرج وتتحرج..
وقد يقال: البيت مفتوح، هذا صحيح، غير أن هذه الطريقة وحدها للتعارف قد لا تكون مقبولة عند الناس، فالقصد الحسن ومراقبة الله، والبعد عن المعاصي يجعل المرء في حل مما يفعل..
وهذه ليست دعوة للانفتاح والإباحية، وأن ينقلب الملتزمون إلى غيرهم، كما نرى في بعض من يسيء إلى الالتزام فتكون الإساءة إلى الدين أكبر، فخروج الفتاة المتبرجة مع الشاب، فالناس يعرفونها من تبرجها، أما من ترتدي الحجاب، فهو عنوان لتدينها..
أختي الفاضلة:
أرى أن تعرفي أولا هل بالفعل خطب هذا الشاب أم لا، فإن كان قد فعل، فهذا قدر الله، وأنت قد أخطأت التقدير، ولا تلومه في شيء، فإنه لم يبد منه أي شيء يقول إنه ارتبط بك عاطفيا، ولكنك عشت في وهم بعيد عن الواقع، وإن لم يكن، وتأكدت من صدق المشاعر، فلتكن هناك خطوات إيجابية في التعرف على صدق المشاعر،و حسن القصد في الارتباط.
وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى، وزوجك زوجا صالحا، فإنك لا تدرين أين الخير لك "اللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ".