سلام عليك ورحمة من الله وبركاته
أستاذة أميرة ... أتابع ردودك على المشاكل في هذا الموقع المميز وأعجب بموضوعيتك، وكلي أمل أن تتقبلي مشكلتي بصدر رحب
أنا طالبة سنة ثالثة في كلية الصيدلة ... أطمح بمواصلة تعليمي الجامعي لأؤدي رسالة طالما شعرت أن الله قد اصطفاني لها ولا أجد معنى لحياتي بدونها، منذ تفوقي في الثانوية العامة ودخولي الحياة الجامعية، وأسرتي تتعرض لأزمة مالية يحولها دون توفير أقساطي الجامعية... وبحمد الله في كل فصل كانت تتيسر، وها أنا الآن في منتصف الطريق.
مع زيادة الأعباء على الأسرة، بات أمر تعليمي (ثانويا) لأبي / المعيل الوحيد للأسرة ...فإن حان موعد دفع القسط وكان بحوزته دفعه، وإن لم يكن بحوزته يطلب مني ببساطة أن أأجل، أتألم كثيرا إن مر فصل وأقراني يتابعون تعليمهم وأنا لا أتمكن من ذلك
بدأت أفكر بمسألة (العمل)، كمحاولة لتوفير نسبة من القسط ...وكون قدراتي الآن متواضعة ، ووقتي محصور ، فالخيارات أمامي محدودة، والفكرة المطروحة هي إعطاء دروس خصوصية لطلبة المدارس في أحد المراكز
أحاول أن أرتب أفكاري ، كالتالي:
أنا مستعدة لأفعل أي شيء- بما يرضي الله- لأواصل تعليمي، الإرهاق والتوفيق بين العمل والدراسة جانبا ... فالله المستعان
لكنني أخشى الفتنة، فخروج فتاة ما زالت على مقاعد الدراسة من بيتها لتعمل في مجتمع محافظ يعد نقطة ضعف ... أخاف أن يحاول أحدا استغلالها أو أن أؤذى اجتماعيا ونفسيا بسببها، أضف إلى أن أبي (مقتدر) على توفير أقساطي ... ولكن ذلك يعد آخر أولوياته، في حين أنه أهم أولوياتي
أرجو أن تشيري عليّ بالقرار الأسلم
هل أضحي وأعمل لأواصل تعليمي ... وما السبيل لتخفيف تبعات ذلك كما ذكرت؟
26/8/2023
رد المستشار
أكيد لن أختار الاختيار الثاني، ولكنني أريد أن أوضح لك أن الخوف من التبعات يزداد بتغذيته؛ بمعنى كلما خفت من التبعات الاجتماعية والنفسية فأنت بالفعل تزيدين من خوفك وستتلقين أي موقف على أنه السبب في ألمك الاجتماعي أو النفسي التي تتحدثين عنه، لذلك أرجو أن تظلي تتذكرين ما أقول
* الله سبحانه وتعالى يعلم هدفك وسيعينك بإذن الله فلا تهزمي نفسك بنفسك
* غالبا والدك حين يجدك تتمكنين من توفير القسط التعليمي سيتوقف عن تدبيره هو لأنه ليس في أهم أولوياته فلا تحزني إذا حدث ذلك واعلمي أنه يجاهد يا ابنتي من أجل أن يجعل أسرته على أفضل حال من وجهة نظره وعلى قدر طاقاته فلا تظلميه.
* كنت في الفترة السابقة أعكف على دراسة الشخصية الفلسطينية وانبهرت بأنها شخصية محبة جدا وجادة جدا في التعليم وهذا موضع فخر لك يجعلك تبذلين جهدك وطاقتك من أجله فأنت لا زلت صغيرة وتستطيعين القيام بهذا الجهد المزدوج
*من سيرى اجتهادك للتعليم بعملك الشريف ضعفا هو في الحقيقة لا يستحق أن يشاركك حياتك فأنت تستحقين من يقدّر فكرك وجهدك وحبك للعلم لهدف جميل في رأسك فتوكلي على الله سبحانه وإن استطعت أن تجعلي من يدرسون على يديك هم من يأتون لك بدلا من خروجك أنت فافعلي قدر الإمكان
دعواتي لك بالتوفيق والنجاح وأنتظر منك متابعة تطمئني عليك يا طبيبة -صيدلانية- المستقبل