السلام عليكم ورحمة الله
أنا مريض وسواس قهري ديني منذ سنتين أخذت عدة أدوية وتحسنت عليها بفضل الله وتركتها، الآن بدأت تعود لي بعض المشاكل وتسبب لي انزعاجا لكنني أستطيع التغلب عليها، سؤالي هو عن موضوع انتقال النجاسة الذي عانيت منه ورجع لي
قرأت لدى الحنابلة أنه إن كان الجسم رطبا غير مبلول لا تنتقل إليه النجاسة بملامسة النجاسة الجافة، وفرقوا بين الرطب والبلل عن بمثالين هما قطعة الجبن والبطيخ (على الترتيب) بحكم أنني مريض وسواس لم أستطع التمييز بينهم
مسألة بسيطة أعلم لكنني أريد أن أفهم المعنى تماما.. البلل أعتقد أنه الذي يقطر.. ينزل منه قطرات مثل الذي يغسل يده، هذه مبلولة.. طيب ما هي الرطوبة، اليد الرطبة؟
وسؤال آخر.. بالنسبة للنجاسة العينية والحكمية.. هل لو مثلا قطرة بول على قطعة ملابس جفت ولكن بقي لونها.. هل تعتبر هذه نجاسة حكمية؟
وشكرا جزيلا لكم
11/9/2023
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "أغيد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
أظن الفرق في القطر من عدمه، واليد يمكن أن تكون مبتلة بللا يقطر منها (فتكون مبلولة) كما يمكن أن تكون ممسوحة بالماء ولا شيء يقطر منها (فتكون رطبة)، وأما سؤالك الثاني فسؤال مشكل لوجود اختلافات بين المدارس الفقهية في معنى النجاسة العينية والحكمية، فعرفها الشافعية بأن العينية هي التي يوجد لها طعم أو ريح أو لون وأولى إذا كانت ملموسة، وعكسها الحكمية، وأنت تسأل عن قطرة بول جفت، ولكن بقي لونها على قطعة ملابس.. (هل تعتبر هذه نجاسة حكمية؟) ولا أجد عندي ردا أبنيه على معرفة بالفقه ولكن ما هو واضح أن وجود اللون أمر سيختلف على اعتباره عينا أم لا والسؤال بالتالي لا يصح أن يتصدى له إلا فقيهتنا د. رفيف الصباغ. أما النصيحة فهي أن تعاود استخدام عقاقيرك وتراجع طبيبك النفساني المعالج، فهذا أولى من شغل نفسك بالمسائل الفقهية العويصة هداك الله
وتضيف د. رفيف الصباغ أهلا وسهلا بك يا "أغيد"، البول الذي جف وبقي لونه، نجاسة عينية... لكن معرفتك لهذا الحكم لن يفيدك في شيء.
أنت موسوس وعليك أن تأخذ بالرخص، والرخص كثيرة في كون هذه النجاسة لا تنتقل حتى لو لامسها المبلول، الحنفية يقولون ان الرطب والمبلول اذا لامس النجاسة لا يتنجس ما لم يظهر أثر النجاسة عليه، وقطعا لن يظهر اثر هذا البول على ما يلامسه من أشياء رطبة.
وضع في ذهنك دائما: الموسوس غير مكلف في موضوع وسواسه، يعني سواء انتقلت النجاسة ام لم تنتقل، انت لا تؤاخذ ولا تكلف بالتطهير ولا بالانتباه إلى انتقال النجاسة من اجل تطهيرها، يعني احكام انتقال النجاسة ملغاة من تكاليفك الشرعية... لا يوجد شيء اسمه "انتقال النجاسة" بالنسبة لك... افعل ما يحلو لك، فالنجاسة تبقى في مكانها في حقك
بالمختصر: انس أحكام انتقال النجاسة بالمرة، لأنك لا تحتاجها ولا تؤاخذ عليها، وأما من حولك من غير الموسوسين، فهم مسؤولون عن اعتقادهم، إن اعتقدوا أنك نقلت النجاسة، فهم المكلفون بالتطهير، وإن لم يروا ذلك، او لم يعلموا به فلا يكلفون بالتطهير، ولا تؤاخذ انت لأنك غير مكلف!
أرجو أن أكون نجحت في إيضاح الفكرة لك، أعانك الله
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.