لدي مشكله لم أتحدث عنها لمخلوق حتى إنها تكاد تقتلني أو تدفعني للجنون وأتمنى أن أجد لديكم الراحة من هذا العذاب الذي يكاد يدمر حياتي بالكامل. قبل أن أبدأ في الحديث عنها يجب أن أؤكد أولا أنني رجل ناضج أبلغ من العمر 27 عاما كما أتمتع بقوة الشخصية والنضج النفسي الكامل والحمد لله.
والمشكلة كالآتي تعرفت على فتاة أعجبت بها جداً، وبسرعة تحول الإعجاب إلى اقتناع وحب شديد؛ ولأني في سن مناسبة للزواج وبالفعل أبحث عن زوجة منذ مدة فقررت أن أصارحها بما في نفسي، وأطلب يدها من أهلها، كنت متصورا أن الأمور ستكون سهله لأني -كما أعتقد- شاب مناسب لدي وظيفة جيدة، ودخل مناسب، وقادر على الزواج، والأهم أنها كانت تؤكد لي دائماً أنها سعيدة بمعرفتها بي، لأنها تراني شابا مثقفا وعاقلا وقوي الشخصية، ويعتمد عليه وأنها ترتاح عندما تتحدث معي وتحكي لي عن مشاكلها.
استجمعت شجاعتي وصارحتها بحبي وبرغبتي في الزواج منها، صدمت عندما قالت لي إنها لا ترغب في الزواج بي، ليس لأي سبب مادي، ولكنها قالت "لا أشعر بك إطلاقا". آلمني هذا الموضوع جداً، لأني كنت فعلاً أحبها بشدة، لكن كرجل محترم وعاقل تمنيت لها كل خير وانصرفت في هدوء، وقطعت علاقتي بها.
وظللت شهورا طويلة أعاني ألما نفسيا حادا جداً، وحالة اكتئاب شديدة، والمشكلة أنني لا أستطيع أن أتكلم مع مخلوق عما في نفسي، أنا في نظر كل الناس رجل محترم جاد وقور وملتزم، كل الناس تحترمني وتنظر إلي بنظرة تمنعني من الحديث مع مخلوق عن مشاعري الخاصة، لكن الأمر ليس بيدي الموضوع فعلاً خارج عن إرادتي أريد نسيانها بأي شكل لكن.. كيف؟.
المهم بعد مده علمت أنها قد تمت خطبتها، فآلمني هذا أكثر، لكن تمنيت لها الخير، وحاولت بكل قوه نسيانها، لكن "مفيش فايدة" بعد عدة شهور اتصلت هي بي، وقالت إنها تحتاج أن تتكلم معي، أو على حد تعبيرها (أحتاج أن أتكلم مع شخص "بيفهم")، قابلتها وعلمت أنها تركت خطيبها لعدم التوافق النفسي والعقلي، استمرت جلستنا ساعات طويلة، هي تتكلم وأنا أسمع وأنصح، حتى وصلتها إلى منزلها، وعدت لبيتي وأنا في أسوأ حالاتي سائلا نفسي.. ماذا تريد هذه الفتاة مني؟
كدت أصاب بالجنون حتى هداني الله لأن أتصرف بطريقة "أقصر خط بين نقطتين هو الخط المستقيم". طلبتها وطلبت مقابلتها، وصارحتها بأني مازلت أحبها أكثر وأكثر رغم أنها خطبت، ورغم أنها أكبر مني في السن، ورغم أنها عذبتني كل هذه المدة، المهم قلت لها لو كنت تريدين الرجوع في قرارك ويمنعك كبرياؤك الأنثوي فها أنا ذا أطلب يدك مرة أخرى، وإن كنت أحبك في الماضي فأنا أحبك الآن أكثر مليون مرة، وكانت الصدمة في أن ردت علي بنفس الإجابة القديمة تقريبا، والتي تقول: "أحترمك، وأقدرك، وأعتز بك، أشعر نحوك بشيء ما ليس حبا، ولا أعرف ما هو، لا تضغط علي، أعطني فرصة، وأرجوك لا تحرمني من صداقتك".
كدت أجن، فأنا فعلا أحبها بجنون، لا أتوقف عن التفكير فيها لحظة واحدة، عملي بدأ يتأثر، دراساتي العليا بدأت تتأثر، لا أستطيع الأكل، أو النوم أو العمل.. أصبت بحالة اكتئاب شديدة.
أرجوكم ساعدوني فأنا أعاني فعلاً، ولا أثق بأحد أأتمنه على سري إلا الله، ثم أنتم.. ماذا أفعل؟ هل أتركها؟ كيف أنساها؟ كيف أستطيع الزواج -وأنا محتاج للزواج- وهي تسيطر على تفكيري بهذا الشكل؟ علاقاتي الاجتماعية محدودة، وهذه مشكله أخرى تعوقني عن الزواج، رغم أنى مستعد تماما للزواج من كافة النواحي المادية وغيرها، كيف أجد إنسانة أخرى أتزوجها، وتعوضني عنها، أحتاج بشدة لأن أعيش قصة حب شريفة مع زوجة أبادلها وتبادلني الحب الذي منعت نفسي عنه دوما، عندما كنت غير قادر على الزواج خوفا من الله وخوفا على بنات الناس.
أشعر أنى أخلط المواضيع، وأن كلامي غير مرتب، لكن أنا في حالة نفسية سيئة.. كيف أكون أحبها كل هذا الحب وهي لا تشعر بي، كل من حولي يشعرون بي، ويشعرون أني أعاني أما هي فكأنها حجر أو أغبى من حجر ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا.
29/9/2023
رد المستشار
بناءً على محتوى المشكلة التى أرسلها "هاني" فى أنه يعانى تحديًا عاطفيًا كبيرًا يتعلق بمشاعره تجاه الفتاة التى يحبها وتعلق بها، "هاني" يعبر عن حبه العميق لها ورغبته في الزواج منها. إلا أن الفتاة لا ترد بالمثل على مشاعره ورفضت عرضه. وقد تسبب ذلك لهاني بألم نفسي مطول، واكتئاب شديد، وتدهور في مختلف جوانب حياته، بما في ذلك العمل والدراسة. وتكمن معاناة "هاني" في عدم قدرته على التعبير عن مشاعره بشكل علني بسبب صورته كشخص محترم وجاد وقد يجعله ذلك يشعر بالعزلة وعدم القدرة على مشاركة مشاعره مع أي شخص، وأنه لا يثق بأحد يأتمنه على سره إلا الله، ثم نحن. كما يجد "هاني" صعوبة في التخلي عن اهتمامه بالحب، حيث أن أفكاره تستهلك في التفكير فيها، كما يؤثر هذا الوضع على قدرته على استكشاف العلاقات المحتملة الأخرى والمضي قدماً في رغبته في الزواج، وكذلك يسعى للحصول على إرشادات حول كيفية نسيانها والتغلب على مشاعره الشديدة وإيجاد السعادة في زواج مرض له.
ونظرًا لتعقد حالة "هاني" العاطفية وارتباطه بهذه الفتاة، فمن المستحسن أن يطلب المساعدة المهنية، مثل استشارة معالج، وهو ماقام به فعلا بإرسال مشكلته لموقعنا مجانين دوت كوم. ويؤسفني سماع أن "هاني" يمر بمثل هذا الموقف الصعب. ولكن هذه بعض النصائح التى سوف أسردها له فى نقاط:
1. امنح نفسك وقتًا للشفاء: من المهم أن تعترف بألمك وتسمح لنفسك بالحزن على فقدان هذه العلاقة يستغرق لشفاؤه وقتًا، لذا كن صبورًا مع نفسك
2. اطلب الدعم من الأفراد الموثوق بهم: على الرغم من أنه قد يكون من الصعب الانفتاح على مشاعرك إلا أنه قد يكون من المفيد التحدث إلى شخص تثق به، مثل صديق مقرب، أو أحد أفراد العائلة، أو معالج نفسي. يمكن أن توفر مشاركة أفكارك وعواطفك الراحة ومنظورًا جديدًا للحياة والعلاقات.
3. التركيز على الرعاية الذاتية: اعتني بسلامتك الجسدية والعاطفية والعقلية. انخرط في الأنشطة التي تجلب لك السعادة وتساعدك على الاسترخاء. إعطاء الأولوية لممارسات الرعاية الذاتية مثل ممارسة الرياضة والتأمل والهوايات وقضاء الوقت مع أحبائك
4. فكر في الموقف: خذ بعض الوقت للتفكير في العلاقة وأسباب عدم نجاحها. يمكن أن يساعدك هذا في الحصول على الوضوح وفهم أي أنماط أو دروس يمكن تعلمها من هذه التجربة
5. اترك الأمور وتحرك للأمام: قد يكون الأمر صعبًا، لكن من المهم أن تتقبل أن مشاعر الشخص الآخر وقراراته خارجة عن إرادتك. التخلي لا يعني نسيان مشاعرك أو قمعها؛ هذا يعني السماح لنفسك بالتخلص من الارتباط والتركيز على نموك وسعادتك
6. استكشاف فرص جديدة: على الرغم من أنه قد يكون من الصعب تخيل المستقبل بدون هذا الشخص تذكر أن الحياة مليئة بالاحتمالات. كن منفتحًا على التجارب الجديدة، والتعرف على أشخاص جدد وفكر في متابعة أهدافك وتطلعاتك الشخصية. يمكن أن يساعد ذلك في تحويل تركيزك وإنشاء مصادر جديدة للسعادة والوفاء
7. كن صبورا مع الحب: تذكر أن الحب والعلاقات معقدة. فقط لأن هذه العلاقة الخاصة لم تنجح لا يعني أنك لن تجد الحب في المستقبل. ثق أن الشخص المناسب والعلاقة المناسبة سيأتيان في الوقت المناسب
8. اطلب المساعدة المتخصصة إذا لزم الأمر: إذا استمر اكتئابك واضطرابك العاطفي أو تفاقما بمرور الوقت ففكر في التواصل مع أخصائي الصحة العقلية. يمكنهم تقديم التوجيه والدعم المتخصص المصمم خصيصًا لتلبية احتياجاتك الخاصة
تذكر أن رحلة كل شخص فريدة من نوعها، ومن المهم العثور على ما يناسبك بشكل أفضل كن إيجابيًا وتعامل مع الأمور يومًا بيوم، وكن على ثقة بأنك ستجد السعادة والحب في حياتك مرة أخرى.