أخي ......... الطفل المدلل القلق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك شكرا جزيلا مجيبي الفاضل الدكتور محمد المهدي... سعدت سعادة شديدة عند رؤية ردك وتحليلك للمشكلة... وحزنت كثيرا عند علمي بأن رسالتي كانت من أحد الرسائل والأسباب التي جعلتك تقتطع وقت راحتك حتى وقت متأخر حتى تجيب على رسالتي وبعض الرسائل الأخرى،فاعتذر لك سيدي.. أتمنى أن تجيب على رسالتي تلك وأنت بحال أفضل...
وقد أعلمت أمي بردكم .في باديء الآمر تصورت أنني أمزح... ثم أخبرتها أنهم هم السبب.. فغضبت فقلت لها لا وقت للغضب أو للحزن... لم أقل لك هذا كي تحزني... فقط قلت هذا لكي لا تتأخروا وتأخذون خطوة إيجابية.... سأقنعها...
أما عن ما جعلني أبعث إليك مرة أخرى هي أنني تعبت وسئمت تصرفات آخى.. وتوسمت أن تهديني للتعامل السليم والأفضل معه.. حيث أنه كما قلت سابقا.. لا يحترم أحدا.. فبالتالي معاملته سيئة... عندما يفعل فعلا خاطئ أو مستفز وأنهره.. يرد علي بكلام أشد.. وإذا رددت عليه بأنه لا يجب عليه أن يتحدث معي بتلك الطريقة يرد علي بقلة أدب أكثر.. مما يجعلني أتعصب بطريقة شديدة... فتختلف ردود أفعالي.. تارة لا أتحمل فأخرج ما بداخلي صارخة في وجهه.. وهذا ما يجعل الأمور تتطور أكثر... أعلم أنه رد فعل غير سليم وأنه ليس علي أن أسلكه ولكنه مستفز لأبعد الحدود
وتارة أخرى لا أستطيع إخراج ما بداخلي على هيئة صراخ أو أي رد فعل ظاهر تجنبا للمشاكل والاحتكاك به والإكثار من النرفزة فأنزوي بغرفتي وأبكي..من شدة غيظي وأنه لا يوجد أحد يستطيع أن يوقفه عند حده..
وفي المرة الوحيدة التي صده أبي وأمي ونهراه... غضب فيها جدا وترك المكان وذهب لبعض الوقت.. ألقت آمي باللوم علي أنني أفقد أعصابي بسهولة وهو لم يخطئ أصلا!!
لا أدري ماذا أفعل فأنا منزعجة جدا... وأكثر ما يهمني في التعامل مع الناس جميعا هو الاحترام..وهو ما يفتقده آخى في التعامل معي أو مع غيري وهذا ما يفقدني أعصابي وأشعر أن كرامتي مهانة... من الممكن أن تكون المشكلة تافهة...ولكن حالتي تسوء بمجرد الاحتكاك به... مستفز جدا لأبعد الحدود.... وأنا عصبية وأفقد أعصابي بسهولة.. ولكن هذا ليس معناه أنه يمكن تحمله...بالفعل لا يتحمله أحد..ولكن الجميع لا يلقون للموضوع بالا أما أنا فأتعصب وأجن لمجرد سماع ردوده المستفزة...
ماذا أفعل...؟؟؟؟ كيف أجعله يحترمني؟؟... مع أني لا أهينه وأنه هو من يضطرني لذلك في جميع الأحوال بعد عدة مناقشات؟؟؟ وأجده متبلد الحس لا تؤثر فيه الكلمات فألجأ للإهانة، بالإضافة إلى أنه لا يعرف واجباته كأخ لي أو لأختي... فهو لا يعلم أنه يتوجب عليه حمايتنا أو على الأقل الخوف علينا وأن يكون رجلا بجانبنا...
مثلا حين اضطرار إحدانا للنزول وقت متأخر لعمل شيء ما ضروري... لا يبادر هو مثلا بعمله عنا كما يفعل الآخرون.. أو حتى حينما نطلب منه أن يرافقنا يتعلل بآي شيء وحينما نعلمه بضرورة ذلك يتشاجر معنا ويعلوا صوته ويقول أنه لا يود أن ينزل ولا أحد يستطيع إرغامه على ذلك!!... أعلم أن هذه الأشياء كان من المفروض أن يتعلمها في سن مبكرة وأنها كانت من واجبات أبي وأمي.. ولكنهما لم يفعلا.. ما هو الحل؟؟؟...
لقد يئست كل الحلول... وحاولت أن أتعامل معه بشتى الوسائل ولكن لا يجدي معه شيئا لهذا اضطررت للجوء إليكم.. عسى أن أجد عندكم ما يساعدني...
وجزاكم الله خيرا ووضعه لكم وأثقل به ميزان حسناتكم...
السلام عليكم ورحمة الله
12/4/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك على استقبالك الطيب والكريم لردي على رسالتك السابقة وأود أن أضيف لما سبق نصيحة لك بأن تبتعدي عن أخيك نسبيا ولا تكوني طول الوقت في مواجهة معه أو انتقاد له لأن المراهق يستفز كثيرا إذا أحس بأن أحدا يتابعه باستمرار أو ينتقده كثيرا, واعلمي أنها مرحلة وتمر, ولكن الضغط يولد مقاومة, وأنت في فورة حماسك ليكون أخوك رجلا كما تتمنين ربما تستعجلين النتائج قبل أوانها خاصة مع ولد وحيد وأصغر إخوته وتعرض لجرعة زائدة من التدليل ولديه ارتفاع في الضغط.
لذلك أقول لك: هوني على نفسك وعلى أخيك وأعطه الفرصة في هدوء كي ينضج مع التوقف عن التدليل الشديد السابق, وابتعدي كثيرا عن مواجهته أو الدخول في مواقف حادة معه, ودعي الأم تتعامل أكثر مع مشكلاته فهي أقل حساسية منك وأكثر صبرا.
ولا تستبعدي بعض مشاعر الغيرة بينك وبينه مما يزيد الأمر حساسية واستفزازا