أستمر أم لا ..!؟
أنا في السنة القبل النهائية بالكلية ومتفوق والحمد لله والمشكلة أنه في أجازة الصيف الفائت زارنا في مصر صديق أبى الحميم من أيام الكلية والذي جاء من أمريكا هو وعائلته المكونة من أربعة أولاد وبنت والذين جاءوا لأول مرة إلى مصر وبعد عدة زيارات متبادلة فوجئت بأبي يقول لي أنه قد طلب يد بنت صديقه ليخطبها لي من دون علمي واتفق معه على معاد قراءة الفاتحة وضغط أبي وأمي علي لأوافق على الموضوع وخصوصا أن البنت تصغرني بسنتين وتدرس طب الأسنان في أمريكا وهي ملتزمة ومتمسكة بدينها ومقبولة من حيث الشكل.
ولكي أكون عادلا وافقت من حيث المبدأ بشرط أن أجلس وأتحدث معها أكثر من مرة أمام الأسرتين لأنها أمريكية صرف و لا تعرف من العربية سوى بضع كلمات وأنا أيضا لا أتقن الإنجليزية ولأنها من مجتمع وبيئة مختلفة عني ووافق الجميع على هذا الطلب وقرأنا الفاتحة ولكن فوجئت بأن عائلتها تتهرب بحجة أن البنت مشغولة بالتحضير والمذاكرة استعدادا للعام الجديد و سافروا إلى أمريكا دون أن أتحدث إليها بكلمة واحدة
والآن وبعد مرور عدة أشهر أحسست أني متورط بالارتباط بها وأحسست بنفور شديد تجاهها رغم أنى صليت الاستخارة كثيرا ودخلت في مشاكل كثيرة بسبب هذا الموضوع مع أبي وأمي خصوصا وأنهما يفكران بطريقة مادية بحتة في هذا الأمر حيث أن البنت تدرس في نفس مجالي وأن ارتباطي بها سيتيح لي الفرصة للسفر والتحضير بالخارج وأنا الآن أعاني من الاكتئاب خصوصا وأني أرى أمامي الكثير من البنات الملتزمات والمتفوقات علميا سواء في مجالي أو في غيره
ولكني لا أستطيع الارتباط بأي واحدة منهن بسبب موضوعي هذا ولأن أبي لا يرى أن لي الحق في الرفض إلا بعد أن أجلس وأتحدث مع هذه البنت على الرغم من أنها لن تأتى إلى مصر إلا بعد سنة أو سنتين
وأنا لا أدري أأصبر وأتحمل إلى أن تأتي أم أصر على رفضي لأني عانيت من هذا الموضوع نفسيا وعاطفيا وأثر هذا في بالسلب على دراستي ومعاملاتي
29/04/2005
رد المستشار
تفتكر يا دكتور فعلا ممكن تتجوز كده؟!!!!
لم يعد الآن يا دكتور فتاة تتزوج رغما عن إرادتها فما بالك بالرجل خاصة إذا كان هذا الرجل أنت.. طبيب مثقف
فالرجل مسئول يتحمل عبء اتخاذ القرارات والقوامة ومنح الشعور بالأمان للمسئول عنهم، فكيف لا تقرر مصيرك إلى هذا الحد عفوا ..قد أكون منفعلة بعض الشيء ولكن أجد لي عذرا!
فألف باء ديننا العظيم القبول والإيجاب الذي لا يتحقق إلا من خلال التواصل الطبيعي بين الشاب والفتاة من خلال ما شرعه الله من خطبة لأنها ستتحول إلى مودة وأسرة ومسئولية وشراكة ورسالة، فكيف تنفر منها كل هذا النفور وتسمح لنفسك أو لوالديك- مع احترامي الشديد لهما- أن تستمروا في تلك الزيجة
انظر لهواياتك التي أرسلت بها أنها تصرخ لغة عربية حفظ قرآن.. خط عربي..قراءة
كيف ستتكيف مع من لا تنطق حرف منها ناهيك عن التكييف مع مجتمع غربي يحتاج لنفسيه خاصة!
أنا لست أرى أن مشكلتك تكمن في انتفاضة لإرادتك من أجل تقرير مسار حياتك ولكن تكمن في أنك لا تعرف أن لك حقوقا يجب أن تدافع عنها وتمارسها تحت مظلة الأدب والإحسان مع والديك
فالحق لا يمنح يا أخي، لا تفهم من كلامي أنني أشحذك ضد والديك حاشا لله ولكن هناك فرقا جوهريا بين الطاعة والإحسان، ونحمد الله أنه أمرنا بالإحسان فالإحسان معناه الأدب أي أستطيع أن أقو ل لا لوالدي ولكن كيف أقولها هذا هو الإحسان
اعتبر نفسك في إحدي منعطفات حياتك الهامة لأنك بعدها ستبدأ مرحلة جديدة بكل ما تحويه الكلمة من معنى سواء بالسلب أو الإيجاب وتذكر كم المشكلات التي تعرض على صفحات الموقع الناتجة عن عدم التفاهم بين الزوجين وكان أكثرهم غيظا لنا زواج المجاملة أو زواج الطاعة لما يترتب عليه من مشكلات كان يراها أحد الأطراف لكنه مع ذلك أتم الزيجة
أقترح عليك قراءة خاتم سليمان وصوت الضمير الزائف ومتابعتها لتعي ما أقول