لدي طفلتان إحداهما تبلغ من العمر 3 سنوات تقريباً وهي الكبرى، والأخرى أصغر منها بسنتين، وتكمن قضيتي في ابنتي الكبرى التي تمتلئ نشاطاً وحيوية لدرجة أن كل معارفي يميزونها من بين الأولاد، ويطلقون عليها ألقاباً عدة مثل: مشاغبة وما شابَهَهُ من الألقاب، وبالنسبة إليَّ أجد حرجاً شديداً في اصطحابها معي إلى زيارة الناس بسبب بعض التعليقات التي أسمعها من الناس، أو بسبب شغلها لي عن متابعة بعض الدروس التي نعقدها فيما بيننا نحن النساء في غربتنا.
من ناحية أخرى أجد نفسي دائماً مستخدمة معها أسلوب العقاب البدني (الضرب) غير المؤذي –طبعاً- مع قناعتي بخطأ الأسلوب، وهذا قد يعرضني أحياناً إلى مواجهة مع زوجي، أخيراً أذكر أن ابنتي هذه قد تعرضت لحادث احتراق أدى إلى تشوهات بسيطة في بعض المناطق الحساسة الداخلية وما حولها؛ مما جعل زوجي يصر على أن نلاحظ هذا عند تربيتها؛ خاصة في جانبها النفسي
وأخيرا أنا في انتظار ردكم الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
24/5/2024
رد المستشار
نقول للسائلة الكريمة إن ظاهرة فرط الحركة هي من الظواهر المشاهدة بكثرة بين الأطفال من الجنسين. ويكون الضابط فيها هو زيادة حركة الطفل عما هو معتاد من الأطفال في سنه، ونركز هنا على مسألة السن حيث أن الفئة العمرية التي تتحدثين عنها وهي فئة ما قبل المدرسة هي من الفئات التي تزيد فيها حركة الأطفال بشكل عام، ولا ينبغي التسرع في الحكم على الطفل بفرط الحركة في هذا السن إلا إذا كانت حركته زائدة بشكل واضح مقارنة بالأطفال في عمره
ولا ينبغي للأم أن تخجل من سلوك ابنتها أمام الناس لأن الأطفال بشر خلقهم الله بطبائع مختلفة، وليس من الضروري أن يكون سلوك الطفل نتيجة حصرية لسوء التربية أو لخطأ ما ارتكبته الأم. فلا بأس من أن تشرحي للحاضرين أن الطفلة حركية بطبيعتها وأنك تحاولين استيعاب هذه الحركة وتوجيهها بشكل إيجابي بقدر الإمكان. ولا ينبغي لنا أن نتوقع من الطفلة في هذا السن أن تجلس هادئة لوقت طويل ريثما تنتهين مثلا من الدرس الذي تحضرينه بل ينبغي أن نخصص إحدي الحاضرات لاستيعاب الأطفال ريثما تحضر الأخريات الدرس، وتحضر هذه الأخت بعض الألعاب للأطفال، ونختار لهذه الطفلة بالذات دورا فيه حركة ونشاط لتفرغ طاقتها، ونثني عليها حين توظف هذه الطاقة بالشكل الإيجابي المطلوب.
فإذا أصرت على المشاغبة استعملنا أسلوب الإهمال زمنا، وأشعرناها أن سلوكها ليس طريفا ولن يجلب لها الاهتمام أوالتقدير، فإذا تمادت فلا بأس من استخدام أسلوب العزل المؤقت عن المجموعة والخصام المحدود بوقت تشيرين إليها بيدك لتحديده لأنها لن تدرك معنى الدقائق غالبا، وتحذرينها من أنه قد يطول إذا كررت أخطاءها ولا داعي للجوء إلى الضرب خاصة وقت الانفعال لأنه قد يؤذي نفسية الطفلة فيما بعد.
فإذا استحال التكيف مع سلوك الطفلة مع كل هذه الأساليب وأجمع كل من يتعامل معها على ذلك فلابد من استشارة الطبيب المختص لبحث إمكانية العلاج الدوائي لفرط الحركة والله المستعان
ويتبع>>>: شقاوة الأطفال م. مستشار